#الثائر
- " الهام سعبد فريحة "
وكأنهُ لا يكفي الناسَ وعوداً فارغةً منْ مسؤولينَ متآمرينَ ومنافقينَ وكاذبينَ فيما يختصُ باموالهمْ وودائعهمْ المقرصَنِ عليها بينَ الدولةِ والمركزيِّ والمصارفِ،
حتى تأتيَ المواطنَ مصائبُ اخرى، وفي اوَّلها ادويةُ السرطانِ والتصلُّب اللويحيِّ وغسيلُ الكلى.
فالحكومةُ الضائعةُ في ملفَّاتها وفي صرفِ الاموالِ يميناً شمالاً منْ دونِ حسيبٍ ورقيبٍ، إتَّكلتْ على برنامجِ "امان" المموَّلِ منْ البنكِ الدوليِّ لدفعِ ودعمِ بعضِ ادويةِ السرطانِ والتصلُّبِ اللويحيِّ عبرَ حيلةٍ تطلبُ فيها منْ المواطنينَ المرضى التسجيلَ على المنصَّةِ،
فأذا بجوابِ "المنصَّةِ" يكونُ بتحويلِ المريضِ على برنامجِ "امان" للحصولِ على الادويةِ .
وهنا المصيبةُ الأكبرُ حينَ يُقالُ للمريضِ ليسَ هناكَ برنامجُ "امان" ولا ادويةٌ منْ برنامجِ "امان".
إلى أنْ أتى الخبرُ "اليقينُ" منْ البنكِ الدوليِّ مُعلناً توقُّفَ تمويلِ برنامجِ "امان"...
وهنا الكارثةُ، فمنْ أينَ يتمُّ تمويلُ ادويةِ الناسِ الذينَ يُقالُ لهمْ ايضاً تسجَّلوا للحصولِ على ادويةٍ مدعومةٍ،
فأذا بالواسطاتِ وحدها تتحكَّمُ، ولا ادويةَ مدعومةً للفقراءِ...
***
الأنكى أنهُ وحسبَ معلوماتِنا، فأنَّ لدى وزارةِ الصِّحةِ مبلغاً مالياً يفوقُ الاربعينَ مليونَ دولارٍ مخصصٍ منْ البنكِ الدوليِّ ولا يزالُ كما يبدو مرصوداً منذُ جائحةِ كورونا،
ولم يتمَّ التصرُّفُ بهِ، ويُقالُ أنهُ مجمَّدٌ لصالحِ خطةِ الطوارىءِ الصِّحيةِ في حالِ حدوثِ حربٍ ضدَّ لبنانَ...
يعني منْ الآنَ، وحتى نشوبِ "الحرب"، "إذا وقعتْ الحربُ"،
هلْ على الناسِ أنْ يموتوا بسببِ غيابِ العلاجِ والادويةِ.
***
مع أيِّ سماسرةٍ نعيشُ، ووسطَ أيِّ فوضى، وهلْ يعقلُ أنْ يُتركَ الناسُ يموتونَ منْ غيابِ الادويةِ؟
نسمعُ اصواتاً في مناقشةِ الموازنةِ وإتِّهاماتٍ بالصَّرفِ خارجَ الموازنةِ وبارقامٍ خياليةٍ وبارتكاباتٍ للحكومةِ ورئيسها ، هذهِ امورٌ نعرفها،
ولكنْ... ماذا نقدِّمُ للناسِ منْ حلولٍ؟
وصارتْ أزماتُ القضايا تُراوحُ مكانها، منْ اموالِ المودعينَ إلى الدواءِ، إلى المدارسِ، إلى الايجاراتِ، إلى الكهرباءِ، مروراً بالنفاياتِ ووصولاً،
إلى ملفِّ الرئاسةِ العالقِ في الوعودِ والتمنِّياتِ وحراكٍ دونَ جدوى!