#الثائر
في حديث إلى راديو سبوتنيك، قال الخبير العسكري ورئيس تحرير موقعي "الثائر " و "المغرّد" اكرم كمال سريوي :
إن ما يحدث حتى الآن على جانبي الحدود في جنوب لبنان، ما زال ضمن ضوابط قواعد الاشتباك المعمول بها منذ بداية الحرب.
والمواقف المعلنة لجميع الأطراف هي عدم الرغبة بتوسعة الصراع.
الولايات المتحدة الامريكية أعلنت منذ البداية، أنها لا تريد التورط في صراع واسع النطاق في المنطقة، واليوم بسحبها لحاملة الطائرات "جيرال فورد" من مياه المتوسط، هي ابلغت رسالة واضحة لإسرائيل، برفض توسعة الحرب مع لبنان، وبأن الوقت الممنوح لإسرائيل في حرب غزة، شارف على الانتهاء، لأن حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستنطلق رسمياً بعد اسابيع قليلة، ولا يمكن لادارة بايدن الاستمرار في تغطية ما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات في حربها على غزة، خاصة في ظل التبدّل الكبير الحاصل في الرأي العام العالمي، وداخل أمريكا أيضاً.
من جانبها أعلنت إيران انها لا ترغب بالمواجهة المباشرة مع أمريكا، لكن إذا شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على لبنان، فهي لن تقف على الحياد.
حزب الله أعلن على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، أنه سيرد على عملية اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري، التي نفذتها إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية، لكنه أوضح أنه لا يريد فتح حرب شاملة، إلا إذا اقدمت إسرائيل على ذلك.
في إسرائيل هناك انقسام داخل حكومة الحرب، بين من يدعو إلى توجيه ضربة للبنان، وبين من يرغب باعطاء اولوية للحل الدبلوماسي، باعتبار أن إسرائيل الآن منهكة، وتكبدت خسائر كبيرة عسكرية وسياسية واقتصادية، ولا يمكنها تحمل تكلفة حرب جديدة مع لبنان.
وحول ماذا سيحدث في الأيام القادمة قال سريوي:
لا يمكن لإسرائيل أن تشن حرباً واسعة على لبنان من دون ضوء اخضر أمريكي، لكن نحن ما زلنا في خضم الحرب، ولا يمكن استبعاد عامل المفاجأة، وأي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى تدهور الوضع.
ما سيحدث مرتبط بأمرين: أولاً حجم ونوعية الرد الذي سينفذه حزب الله على عملية اغتيال العاروري، وثانيا مدى وقدرة حكومة إسرائيل على القبول بهذا الرد.
وعن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل وعدم زيارة لبنان قال سريوي:
لقد ابلغت إسرائيل المبعوث الأمريكي رفضها الانسحاب من نقطة ال B1 ومن مزارع شبعا، لأن الانسحاب من ال B1 قد يعيد فتح النقاش حول الحدود البحرية وحق لبنان بحقل كاريش.
أما مزارع شبعا فإن المراكز الإسرائيلية في مرتفعات جبل الشيخ، تشكل مواقع إستراتيجية مهمة لأمن إسرائيل، وهي مرتبطة بالوضع الأمني مع سوريا، والأنسحاب منها الآن دون اتفاق سلام، سيجعل معظم شمال فلسطيني مكشوفاً.
على الجانب اللبناني الموقف واضح، وتم ابلاغه إلى هوكشتاين، بأن لبنان مستعد لتطبيق القرار 1701 إذا التزمت إسرائيل بتطبيقه وبالانسحاب من كافة الاراضي اللبنانية، بدءاً من الB1 في الناقورة وصولاً إلى مزارع شبعا.
عرضت إسرائيل على هوكشتاين تطبيقاً جزئياً من جانبها للقرار 1701 واستعدادها للانسحاب من بعض النقاط المختلفة عليها مع لبنان، مقابل انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني.
هذا الوضع يعيق الوصول إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل، ويجعل الموقف أكثر قابلية للتصعيد، وهذا ما بدأنا نشهده منذ يوم أمس.
لقد عاد هوكشتاين إلى أمريكا لإجراء مزيد من التشاور مع الإدارة الامريكية، وبعدها قد يأتي إلى لبنان، في محاولة لإيجاد تسوية ما، تمنع انفجار الوضع على جانبي الحدود.