#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
عند الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 2024/1/2 استهدفت مسيرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ، شقة في ضاحية بيروت الجنوبية- الشياح، كان يُعقد فيها فيها اجتماع لقادة حماس، فاستشهد نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري ومعه أثنين من قادة حماس، وعدد من المدنيين.
ومن الجدير ذكره أن العاروري من مواليد فلسطين رام الله 1966، وكان قد تم اعتقاله مرتين في سجون الاحتلال مدة أكثر من 18 سنة، وأفرج عنه عام 2010 وتم ابعاده إلى سوريا، ثم تنقل في عدة بلدان، واستقر في لبنان، وتعتبره إسرائيل مسؤولًا عن تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وكانت الولايات المتحدة الامريكية عبر مكتب "المكافأت من أجل العدالة" في وزارة الخارجية، قد رصدت مبلغ 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن العاروري.
لقد هددت إسرائيل منذ مدة بأنها ستستهدف قادة حركة حماس في غزة وفي الدول الأخرى، وهي بعد أن فشلت في تحقيق الاهداف التي اعلنتها للعملية العسكرية في غزة، وبدأت اليوم سحب خمسة ألوية، وأخلت عدة مناطق في القطاع، يبدو من الطبيعي أن تبدأ إسرائيل بالتركيز على تنفيذ عمليات اغتيال لقادة المقاومة الفلسطينية.
تسعى إسرائيل من خلال انتقالها إلى المرحلة الثالثة، كما تسميها أي مرحلة استهداف قادة حماس، إلى التعويض عن الخسارة التي تكبدتها طيلة ما يقارب الثلاثة اشهر الماضية في غزة، وهي تحاول استعادة بعض هيبة جيشها ومخابراتها، بعد أن انهارت صورة هذا الجيش ومخابراته في ٧ اكتوبر الماضي.
أما من ناحية عسكرية، فإن تنفيذ عملية الاستهداف بهذه الدقة، من حيث المكان والتوقيت، تؤكد وجود عملاء ساهموا في إيصال المعلومات إلى الاسرائيليين، كما تؤكد أن إسرائيل خططت لهذه العملية منذ مدة ، وكانت تراقب المكان، وحتى أن الطائرات الإسرائيلية كانت تحلق بكثافة في أجواء العاصمة بيروت منذ عدة أيام.
من المعروف أن قادة المقاومة يتخذون احتياطات كبيرة، وهم يتوقعون ان تلجأ إسرائيل إلى استهدافهم في أي وقت، ومن الصعب أن تنجح المراقبة الجوية الإسرائيلية بالحصول على كامل المعلومات بدقة عن حركة قادة حماس، لو لم تحصل على مساعدة من عملاء يتواجدون على الأراضي اللبنانية، ويقومون بمراقبة حركة قادة حماس.
من جهة أخرى يبدو أن إسرائيل ارادت تنفيذ عملية الاغتيال بشكل دقيق، ودون إلحاق أضرار كبيرة في المنطقة، كي لا تعتبر المقاومة في لبنان أن هذا العمل تجاوز للخطوط الحمر، ويستدعي رداً واسع النطاق، قد يفجر جبهة الجنوب بالكامل.
لا يملك لبنان وسائل كافية لكشف المسيرات، خاصة الرادارات، وهذا يزيد من خطر تنفيذ عمليات مشابهة في المستقبل، وإسرائيل لا تتوانى عن تنفيذ عمليات الاغتيال والإرهاب وقتل المدنين.
من المستبعد أن تؤدي هذه العملية إلى تفجير واسع للوضع على جبهة الجنوب، لكن المقاومة توعدت بالرد، والكل يعلم أن عملية كهذه في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله، لن تمر دون رد، حتى ولو كان المستهدف من قادة حماس، وليس من قادة المقاومة في لبنان، فالعملية حصلت في العاصمة بيروت، بما يعنيه ذلك من تجاوز إسرائيلي لقواعد الاشتباك، التي كانت محصورة على جانبي الحدود مع فلسطين المحتلة، كما أن السيد حسن نصرالله كان قد أعلن: أن أي عملية اغتيال ينفذها العدو الإسرائيلي في لبنان، لن تبقى دون رد وسيكون الرد قوياً، ولو كان المستهدف ليس من حزب الله.