#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ينتهي عامٌ ويبدأُ عامٌ، تنطوي صفحاتٌ وتبدأُ صفحاتٌ. لكنَّ عقاربَ الساعاتِ اللبنانيةِ بحلوها ومُرِّها لا تتوقفُ... هو بلدُ العجائبِ والمعجزاتِ، والعثراتِ لا السقطاتِ، والابداعاتِ لا الاخفاقاتِ.
هكذا نريدُ أنْ نبدأ العامَ الجديدَ... فرغمَ كلِّ المؤامراتِ، ورغمَ كلِّ ما حيكَ ضدَّ البلادِ، ورغمَ محاولاتِ التيئيسِ والتعجيزِ والتدميرِ وإنهاكِ المؤسساتِ ، ينتهي العامُ ويبدأُ العامُ الجديدُ على مؤشِّراتٍ اقتصاديةٍ فيها الكثيرُ،
منْ الأملِ والرجاءِ مع ارتفاعِ نسبةِ النموّ في البلادِ نتيجةَ جهودِ القطاعِ الخاصِ، ومع تدفقِ اموالِ المغتربينَ والسيَّاحِ، ومع عودةِ المؤسساتِ الصغيرةِ للعملِ والتصديرِ...
هذا هو لبنانُ منذُ الحرب ولغايةِ اليومَ، ينتفضُ ويطلعُ منْ تحتِ الرمادِ نحوَ الحياةِ.
لا أنكرُ أننا يئسنا في لحظةٍ منْ اللحظاتِ وأننا فقدنا الآمالَ عندَ رؤيةِ إنهياراتِ القطاعاتِ والمؤسساتِ، لكننا عُدنا لنقولَ هذا لبنانُ وتعوَّدنا ..
وسننتصرُ.
***
اليومَ.. البلادُ بلا رئيسٍ يضبطُ المؤسساتَ وتحتَ قبضةِ حكومةِ تصريفِ اعمالٍ "مزاجيةٍ،" ومع مجلسٍ نيابيٍّ يُشرِّعُ على الطلبِ وحسبَ الحاجةِ..
ومع ذلكَ لم تسقطْ البلادُ، ورأينا الناسَ في الاعيادِ وليلةِ رأسِ السنةِ امواجاً امواجاً نحوَ ساحاتِ الفرحِ والعيدِ والسهرِ ...
ولعلَّ السؤالَ الكبيرَ:
لماذا لا يُبنى على هذهِ المساحاتِ الجميلةِ منْ الآمالِ والاضواءِ ويُعطى البلدُ فرصةً؟
لماذا لا يُلاقي نوابُ الامةِ المبدعينَ اللبنانيينَ وينتخبونَ لهمْ رئيساً؟
هلْ هذا طلبٌ تعجيزيٌّ على نوابٍ ينتظرونَ منْ الخارجِ التوجيهاتَ والاوامرَ؟ هلْ هذهِ صارتْ احلامُ اللبنانيينَ؟ وهلْ هكذا إنحسرتْ وإنحصرتْ بمطلبِ انتخابِ رئيسٍ، يجبُ أنْ يكونَ منْ البديهياتِ في ايِّ دولةٍ منْ دولِ العالمِ؟
***
لا ننتظرُ الكثيرَ منْ السلطةِ في هذا العامِ... هي نفسها تستنسخُ حالها بكلِّ فصولها ومحاصصاتها وألاعيبها،
في الحكومةِ والتشريعِ والاقتصادِ والاصلاحاتِ، او مشاريعِ الاصلاحاتِ...
وزادَ في الطينِ بلَّةً مأساةُ غزة وما يجري في الجنوب..
ليزدادَ كسلُ السلطةِ فيما تنمو احلامُ المواطنينَ، فهنيئاً للبنانيينَ بحالهمْ، وبئسَ هذهِ السلطةُ الحزينةُ!