#الثائر
- " "
رغمَ الأهميةِ القصوى التي اكتسبتها قمةُ المناخِ في الاماراتِ العربيةِ المتحدةِ، ومع النجاحِ الكبيرِ الذي حققتهُ القمةُ رغمَ الحضورِ المعكِّرِ للرئيسِ الاسرائيليِّ (كونُ القمةِ عالميةً)،
ظهرَ وفدُ لبنانَ برئاسةِ "النجيبِ" فضفاضاً وفولكلورياً وليسَ فقط كونهُ ضمَ هذا العددَ الكبيرَ منْ الوزراءِ، إنما ايضاً شخصياتٍ شاركتْ للعملِ الدعائيِّ والاعلانيِّ ليسَ أكثرَ..
وكانَ مُحرجاً مشهدُ رئيسِ حكومةِ لبنان يتحدَّثُ عنْ المياهِ النظيفةِ والنقيَّةِ وغيرِ الملوَّثةِ في الأنهرِ والبحارِ،
وكأنَ اللبنانيينَ يرتشفونَ المياهَ العذبةَ "إذا وجدتْ" كلَّ لحظةٍ ،ونقاوتها كالمياهِ في جزرِ "فيدجي" ناسياً تجمعاتِ المياهِ الآسنةِ التي تروي الاسماكَ في البحارِ وتسقي الخضارَ في السهولِ،
ومتناسياً نفقَ اسماكِ بحيرةِ الليطاني منْ السمومِ والحشراتِ السامةِ..
***
ألا يخجلُ رئيسُ حكومةِ لبنانَ وهو يشاركُ بالوفدِ الفضفاضِ،
كيفَ أنَ بلادهُ تستقبلُ السياحَ والمغتربينَ والناسَ منْ دولِ العالمِ بروائحِ مطامرِ النفاياتِ في محاذاةِ المطارِ، وفي قلبِ مياهِ البحرِ،
كما بروائحِ مزارعِ الدجاجِ واللحومِ في محيطِ المطارِ، وصولاً إلى الدورة والكرنتينا؟
ألا يخجلُ رئيسُ حكومةِ لبنانَ حيثُ يوزِّعُ لقاءاتهِ الصحافيةَ يميناً ويساراً، ويتحدَّثُ عنْ ضرورةِ وقفِ الانبعاثاتِ السامةِ في العالمِ، فيما السحاباتُ السوداءُ والصفراءُ تغطي لبنانَ منْ جنوبهِ إلى شمالهِ جرَّاءَ إنبعاثاتِ مولِّداتِ الكهرباءِ والسياراتِ العاملةِ على المازوتِ والمعاملِ الفالتةِ، وكلُّ ذلكَ لأنَ حكومتهُ لم تنفِّذْ القوانينَ ولم تُنشىء معاملَ لانتاجِ الطاقةِ ولم تُلزمْ المعاملَ والمصانعَ بالفلتراتِ؟
ماذا لو رفعَ احدُ المشاركينَ في قمةِ المناخِ صورةً لعواميدِ معملِ الذوقِ وألسنةِ الدخانِ الاسودِ التي تصلُ الى الغيمِ، ماذا كانَ ليقولَ؟
***
ماذا نقولُ بعدُ لهذا الوفدِ السخيفِ الذي ذهبَ للسياحةِ تحتَ عنوانِ قمةِ المناخِ..
هلْ نُخبرهمْ عنْ مساحاتِ لبنانَ الخضراء التي تتقلصُ يوماً بعدَ يومٍ نتيجةَ غيابِ الدولةِ ومشاريعها وتجارِ الشجرِ، وآخرُ الارتكاباتِ ما يحصلُ جنوباً بحقِّ الاشجارِ المعمِّرةِ نتيجةَ قصفِ اسرائيلَ الجنوبَ بالقنابلِ الفوسفوريةِ الحارقةِ...
أينَ دولتهُ "الحامي للبيئةِ" منْ المجزرةِ البيئيةِ الاخيرةِ في وادي قاديشا،والتي جرتْ بغطاءٍ منْ احدى البلدياتِ ومرجعياتٍ حكوميةٍ..
هلْ ينبري احدٌ ليقولَ "للنجيبِ" كفى فولكلوراً وإضاعةً للوقتِ!