#الثائر
تواصلت تهديدات المستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية برفع وتيرة التصعيد ضدّ لبنان، بالتزامن مع معلومات موثوقة لـ”الجمهورية” عن تحذيرات متجدّدة للمسؤولين في لبنان عبر القنوات الديبلوماسية الغربية من “نوايا اسرائيلية جدّية بتوسيع دائرة الصراع في اتجاه لبنان، وإبعاد “حزب الله” الى منطقة شمالي الليطاني، وذلك لتوفير الأمان لمستوطنات الشمال وتبديد قلق المستوطنين الذين لا يستطيعون ان يتعايشوا مع “قوة الرضوان” المنتشرة في محاذاة الحدود”. ويبرز في هذا الاطار، ما اعلنه وزير الخارجية الاسرائيلية ايلي كوهين، من أنّ اسرائيل قد تلجأ الى الحل العسكري في حال عدم تنفيذ “حزب الله” القرار 1701. وقال: “في موضوع لبنان هناك خياران، الحل العسكري والحل السياسي، ولقد خاطبت رئيس مجلس الامن الدولي ووزير الخارجية الفرنسي وبحثت معهما القرار 1701، وذلك لمنع “حزب الله” من مواصلة العمل في الأراضي اللبنانية. ولكن أريد ان اقدّم اقتراحاً لـ(امين عام “حزب الله” السيد حسن) نصرالله؛ دعه يفتح التفاز ويرَ كيف يتمّ تدمير قطاع غزة. واذا كان لا يريد أن يحدث هذا في بيروت اقترح عليه أن يأتي وينفّذ القرار 1701″.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية”، أنّ مداخلات اميركية مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي تجدّدت بالتزامن مع الجولة الثانية للحرب الاسرائيلية على غزة، لمنع توسيع دائرة الحرب. فيما ارسلت باريس اشارات عن قلق متزايد لديها بعد استئناف إسرائيل لحربها في غزة، من انحدار الأمور نحو انفجار مأساوي كبير على جبهة الجنوب اللبناني”.
وأكّد مصدر سياسي مسؤول لـ”الجمهورية”، أنّ “هدف دول الغرب من دون استثناء، هو تقديم الخدمات المجانية لإسرائيل، ويسعى في كل حراكه الى أن يوفّر لها الأمان والاطمئنان بإبعاد “حزب الله” عن الحدود، متجاهلاً أنّ من حق كل لبناني أن يتواجد في اي بقعة من لبنان. فالغرب لطالما نظر الينا بعين واحدة، حيث انّه من جهة يسعى الى الزام لبنان – الملتزم اصلاً- بالقرار 1701، ومن جهة ثانية يغضّ الطرف عن آلاف الخروقات لهذا القرار التي ارتكبتها اسرائيل، بل ويماشيها في اعتداءاتها وجرائمها”.
وفيما لم يقلّل المصدر المسؤول من احتمالات الحرب انطلاقاً من الجبهة الجنوبية، وخصوصاً انّ مؤشرات كثيرة تؤكّد أنّ اسرائيل تحضّر لحرب ضد لبنان، ابلغت مصادر مطلعة على موقف “حزب الله” الى “الجمهورية” قولها، انّ الحزب معني بمواجهة العدو، واولويته حالياً نصرة الشعب الفلسطيني في غزة، وإشغال العدو على هذه الجبهة. وبالتالي فإنّ الحزب ليس معنياً في أن يبدّد مخاوف العدو، ولا مخاوف القلقين عليه، والتهويل الاسرائيلي بشن حرب، هو تهويل اليائس، وخصوصاً أنّ الاسرائيلي يعرف قبل غيره اكلافها عليه، واي محاولات لمنحه مكاسب على جرائمه في غزة وقتله لأطفالها، هي محاولات بائسة ايضاً، كما أنّ أيّ محاولة لفرض معادلات جديدة على حساب السيادة اللبنانية، يعرف العدو قبل غيره، انّه لو اجتمع كل العالم معه، لن يقدر على تحقيقها”.
الجمهورية