#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ظاهرةُ "الصمتِ" التي رافقتْ جولةَ الموفدِ الفرنسيِّ جان إيف لودريان تؤكِّدُ، رغمَ الهالةِ التي ترافقُ "الصمتَ" عادةً، أنَّ الزيارةَ لم تحملْ جديداً سوى جسِّ نبضٍ،
وحثِّ الافرقاءِ اللبنانيينَ على حسمِ الملفِّ الرئاسيِّ.
وكأنَ ما كانَ مستحيلاً قبلَ سنةٍ واكثرَ صارَ اليومَ قابلاً للتحقيقِ...
ومنْ يراقبُ مسارَ الامورِ والحذرِ الذي يرافقُ إداءَ حزبِ اللهِ على كلِّ المستوياتِ، إن كانَ في السياسةِ او في الامنِ، إن كانَ على صعيدِ الشغورِ في قيادةِ الجيشِ، او على صعيدِ ملفَّاتِ الموازنةِ والمشاريعِ الملحقةِ، او على صعيدِ التعاملِ مع التوتُّرِ على الحدودِ مع فلسطين المحتلة،
يدركُ أنَ لا شيءَ قريباً سيحصلُ،وأنَ الفراغَ قد يشملُ مؤسساتٍ اكثرَ بعدُ،
وأنَ التحلُّلَ سيصيبُ الجمهوريةَ الفاشلةَ اكثرَ،
منْ هنا، أينَ المشكلةُ في أنْ يلبي اللبنانيونَ أيَّ دعوةٍ للحوارِ داخلياً او خارجياً ( مع أنَ الخارجَ غيرُ مهتمٍ بنا الانَ) للملمةِ بعضِ مشاكلِ الداخلِ بالحدِّ الأدنى، والاتفاقِ على وقفِ الأنهياراتِ، ولعلَّ في هذا الحوارِ إذا حصلَ وتحلَّى البعضُ بذرةِ ضميرٍ،
إمكانيةُ "النفادِ" برئيسٍ للجمهوريةِ توافقيٍّ لا يكسرُ احداً ولا يكرِّسُ معادلةَ الغالبِ والمغلوبِ، ولا يهدِّدُ "بشيل الزير من البير"، ولا يعدُ الناسَ بالمنِّ والسلوى او بجهنمٍ.
***
اليومَ، المطلوبُ أنْ نتواضعَ:
فالأنقاذُ يتطلبُ حكمةً وهدوءاً ورصانةً وتوافقاً.
فَلِمَ لا نمنحُ أيَّ حوارٍ فرصةً، لعلَّ فيهِ فسحةَ املٍ لبلدٍ يعيشُ على الشحادةِ وبطاقاتِ الاعاشةِ، مفلسٍ، نصفُ قطاعاتهِ منهارةٌ وعاطلةٌ عنْ العملِ،
ثمانونَ بالمئةِ منْ شعبهِ تحتَ خطِ الفقرِ واكثرُ منْ اربعينَ بالمئةِ منهمْ عاطلونَ عنْ العملِ .
يستحقُّ هذا البلدُ ان يتنفَّسَ،
ومنْ واجباتِ ابطالِ المنظومةِ إياها التي خنقتْ الناسَ أنْ يعطوا الناسَ فرصةً ليعيشوا قبلَ ان تأتيَ حربٌ اخرى او إنهياراتٌ اخرى تهجِّرُ منْ تبقَّى، وتقتلُ منْ بقيَ!