#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كم بدتْ غزة حزينةً وجريحةً امامَ ابنائها الذينَ اتاحتْ لهمْ هدنة تبادل الاسرى، لمعاينةِ ما تبقى من المدينةِ،
كلُّ شيءٍ مدمَّرٌ وسبعونَ بالمئةِ منْ الوحداتِ السكنيةِ لم يعدْ صالحاً للسكنِ،
فيما جثثُ الناسِ لا تزالُ على الطرقات المزدحمةِ بالنازحينَ والهاربينَ وبركامِ الابنيةِ والدمارِ.
ساعاتٌ كشفتْ هولَ المآسي الساكنةِ في كلِّ زاويةٍ وكلِّ بيتٍ وكلِّ عائلةٍ.
وكلُّ انتصاراتِ الارضِ لنْ تعوِّضَ ما ومَنْ غابَ... وحدهُ العنفوانُ الفلسطينيُّ يشعُ على الجباهِ، وفي العيونِ ووعدٌ بالنصرِ يوماً.
لكنَّ النصرَ ثمنهُ غالٍ وها هي ، وبعدَ اسابيعَ طويلةٍ منْ الحربِ، كلفةُ الحربِ بالضحايا مرتفعةٌ جداً قياساً الى عددِ قتلى الاسرائيليينَ.
***
اليومَ، ماذا بعدَ الهدنةِ؟
اسرائيلُ ستقاتل حتى النهايةِ كما اعلنتْ،
اولاً، لتحريرِ بقيةِ الرهائنِ إنْ عبر جولةٍ جديدةٍ منْ القتالِ او عبر جولةٍ جديدةٍ منْ المفاوضاتِ،
والمرحلةُ الثانيةُ بالنسبةِ إليها القضاءُ على حماس التي تبدو مرتاحةً على تطوُّراتِ الايامِ المقبلةِ كما يؤكدُ قياديوها، ولكنْ لماذا؟
وماذا تخبىءُ حماس للعملياتِ الاسرائيليةِ على الارضِ؟
***
حتى الساعةِ لا احدَ يمكنهُ ان يتكهنَ بمسارِ الامورِ عسكرياً او سياسياً رغمَ أنَ هناكَ عدةَ مساراتٍ للتفاوضِ تبدو مفتوحةً يقابلها كلامٌ عنْ حشدٍ جديد للجبهاتِ قد يفتحُ عبَّرتْ عنه القيادةُ الايرانيةُ عبرَ اكثرِ منْ مسؤولٍ.
لكن إشاراتِ الحربِ الكبيرةِ لا تبدو في الأفق والدليل انَ هناكَ عدةَ احداث جرتْ وتحديداً جنوباً ومن اليمن ومن العراق..
فلو كان القرارُ بالحربِ الشاملةِ قائماً لكانتْ الحربُ اندلعتْ منْذ الايامِ الاولى..
هلْ نطمئنُ؟
بالطبعِ لا.. وهذا ما يقلقُ اكثرَ لأنَ حالةَ القلقِ والانتظارِ تجبرُ الجميعَ على عدمِ المبادرةِ.
وهذا ما يحصلُ في لبنان حيثُ انَ الناسَ لا تزالُ وكأنها تعيشُ في الحربِ وإنْ اعتادتْ عليها،
وها هي البلادُ تتحضَّرُ للدخولِ في شهرِ الاعيادِ ولا اشاراتَ على اقتصادٍ يتحرَّكُ ولا مؤسساتٍ تعملُ ولا تجارٍ يبادرونَ.
***
ثمَّةَ حالةٌ اصطناعيةٌ منْ الفرح المغمس بالقلقِ والخوفِ منْ الغد في بلدٍ..
فقدَ ماضيهِ وحاضرهُ وربما مستقبلهُ!