#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تعدَّدتِ السيناريوهاتُ والرواياتُ والنتيجةُ واحدةٌ..
كلُّ الطرقِ التي اوصلت الى احداثِ الطيونة واقفلتْ الطريقَ على الحكومةِ، ووتَّرتْ التحقيقاتِ في ملفِ المرفأِ اوصلت الى الانقسامِ الذي يذكِّرُ بالانقساماتِ والتوتُّراتِ التي سبقتْ المحطاتِ الدمويةَ الكبيرةَ في تاريخِ لبنانَ...
لا احدَ أخذَ العبرةَ مما جرى ولا من حجمِ الشهداءِ والضحايا والخسائرِ التي مُني بها لبنانُ وكأنَ الجميعَ اليومَ يحاولُ إستحضارَ الماضي بكلِّ بشاعاتهِ...
ثمةَ من يقولُ:
موجةٌ وتنحسرُ، حادثٌ ويُطوى، وسيأتي حادثٌ بعدهُ لينسيَ الناسَ المقهورينَ حجمَ ما جرى... ولكن هل هكذا تُبنى الاوطانُ؟.
وهل تعدُّدُ الحقائقِ على صعيدِ الحقيقةِ الكاملةِ في تحقيقاتِ الطيونةِ، سيدمِلُ الجراحَ ويُسكّنُ النفوسَ المتوترةَ والعقولَ المتهورةَ؟
***
الجميعُ في إنتظارِ نتائجِ التحقيقاتِ، لكنَ مؤشرَ استدعاءِ رئيسِ حزبِ القواتِ اللبنانيةِ للاستماعِ الى افادتهِ، وما علَّقَ عليهِ ليلَ الخميس الدكتور سمير جعجع، قد يأخذُ الامورَ باتجاهٍ آخرَ ويقلبُ توازناتٍ ومعادلاتٍ،
لا سيما وان جعجعَ ربطَ حضورهُ الى المحكمةِ بحضورِ السيد نصر الله ؟
فهل انتهى التحقيقُ قبل ان يبدأ، ام أن ثمةَ سيناريو جهنميًّ آخرَ قد يأخذُ البلادَ الى المجهولِ،
ويعلِّقُ بشكلٍ كاملٍ اعمالَ الحكومةِ، ويطيِّرُ الانتخاباتِ النيابيةَ التي كما يُقالُ باللبناني "لا تهزُّ واقف عا شوار"؟
***
وعلى ذكرِ الاجواءِ المتوتِّرةِ التي قد تطيِّرُ الانتخاباتِ النيابيةَ، كيفَ سيتعاملُ رئيسُ الجمهورية مع التعديلاتِ التي أُقرَّتْ على قانونِ الانتخابِ؟
هل يردُّ القانونَ الذي سيعودً مجلسُ النوابِ ليصوِّتَ عليهِ او ضدهُ باكثريةِ الثلثينِ؟
وهل يطعنُ التيارُ الوطني الحر بالقانونِ امامَ المجلسِ الدستوريِّ؟
واساساً في ظل هذهِ الاجواءِ، هل ينزلُ الناسُ بكثافةٍ ليصوِّتوا؟
وتبعاً للمعلوماتِ فأن مرجعاً حكومياً سابقاً ورئيسَ تيارٍ سياسيٍّ عريضٍ، قد لا يترشحُ للانتخاباتِ النيابيةِ ولا يدعمُ ايَّ فريقٍ؟
فكيفَ ستكونُ عليهِ الصورةُ اذاً؟
***
ومن اليومِ وحتى موعدِ الانتخاباتِ إن حدثتْ في 27 آذار او في 8 ايار او تمَ التمديدُ للمجلسِ الحالي انطلاقاً من ضيقِ الفترةِ الزمنيةِ امامَ المهلِ...
من يضمنُ ان لا يكونَ جزءٌ كبيرٌ من الطبقةِ السياسيةِ الحاليةِ مُداناً، إما بملاحقاتٍ داخليةٍ او بعقوباتٍ خارجيةٍ وتحديداً اوروبيةٍ، قيلَ أنها فُرضتْ سراً على مجموعةِ شخصياتٍ لبنانيةٍ او ستفرضُ؟
***
وفي المحطاتِ المتوتِّرةِ التي تفرضها هستيريا الانتخاباتِ وسقوفها العاليةُ....
كيفَ سيتطوَّرُ ملفُ التحقيقِ في إنفجارِ المرفأِ؟
وهناكَ موعدُ استدعاءٍ، او جلبِ الرئيس حسان دياب والنائبين نهاد المشنوق وغازي زعيتر الى التحقيقِ الاسبوعَ المقبلَ؟
فكيفَ سيتمُ التعاملُ مع هذا الامرِ؟
وإذا أنعقدتْ جلسةٌ نيابيةٌ للنظرِ في إستدعاءِ نائبينِ، فأينَ ستكونُ اصواتُ وليد جنبلاط الحاسمةُ؟
لمصلحةِ الرئيس نبيه بري، ام لمصلحةِ التحقيقِ؟
***
كلُّ ذلكَ يجري على بؤَرِ توتُّرٍ متنقلةٍ...
فيما الشارعُ او الشوارعُ تُنفسُ غضبها بقطعِ طريقٍ، من هنا وباشعالِ إطاراتٍ من هناكَ، على وقعِ الارتفاعِ الجنونيِّ في اسعارِ المحروقاتِ ومعها اسعارِ الموادِ الاستهلاكيةِ.
اما مصرفُ لبنانَ وحاكمهُ ففي عالمٍ آخرَ، ينتظرانِ التدقيقَ الجنائيَّ من جهةٍ، ومن جهةٍ اخرى موجةَ تحقيقاتٍ مصرفيةٍ بالسرِ،
وبالعلنِ قد تزيدُ الطينَ بلةً، وتفتحُ البلادَ على موجةٍ جديدةٍ من القلقِ او السجالاتِ،
او ارتفاعٍ جنونيٍّ آخرَ للدولارِ.