#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانَ معروفاً رغمَ كلِّ حشدِ الانتظارِ، بماذا سيطلُ امينُ عامِ حزبِ الله السيد حسن نصرالله على الناسِ، وكانَ معروفاً أنَ المسارَ العامَ التصاعديَّ لحركةِ حزبِ اللهِ،
سيتبلورُ اكثرَ مع كلامِ امينِ عامِ الحزبِ الذي أبقى الاصبعَ على الزنادِ، لم ُيطمئنْ، لم يعط ضماناتٍ،وتركَ التوقيتَ للحزبِ وحلفائهِ، لأيِّ تدخُّلٍ.
وهذا ما أبقى الناسَ في حالِ ترقُّبٍ، فزادَ القلقَ وصارتْ رسائلُ الكلمةِ وكأنها مشفَّرةٌ ولا يفكُّ ألغازها إلاَّ منْ وُجهتْ إليهمْ الرسائلُ...
ماذا بعدَ ذلكَ؟
نحنُ في محيطٍ ملتهبٍ، نيرانهُ قد تتوسَّعُ اكثرَ فأكثرَ باتجاهنا، ولا نعرفُ كيفَ، ولا التوقيتَ،
وفي قلبِ جمهوريةٍ منهارةٍ ومتحلِّلةٍ وفاشلةٍ وتحكمها العصاباتُ والمافياتُ والشعبوياتُ واصحابُ العقولِ المجنونةِ.
***
تابعنا على التلفزيون تفاصيلَ خطةِ الطوارىءِ التي اعدَّتها حكومةُ "النجيبِ"،
فأذا بها للأسفِ وبعدَ التدقيقِ فيها فولكلوريةٌ وتحملُ الكثيرَ منْ الشعاراتِ، وبعيدةٌ كلَّ البعدِ عنْ الواقعِ...
وإذا بدأنا بمصادرِ التمويلِ وهي حوالي اربعمايةِ مليونِ دولارٍ، نكتشفُ هزالةَ الارقامِ المتَّكلةِ على سلفةِ خزينةٍ لا تتخطى المليوني دولارٍ،
فيما التمويلُ لقطاعاتِ الصحةِ وهي الاساسيةُ، تتكلُّ على "تركيبِ طرابيش" منْ جمعياتٍ ومنظماتٍ،
ومنْ قروضٍ منْ البنكِ الدوليِّ لا تتخطى العشرينَ مليونَ دولارٍ،
كانتْ مخصَّصةً لكورونا،
فيما السؤالُ لماذا يتمُّ استعمالُ هذه الاموالِ اليومَ إذا وقعتْ الحربُ، ولم يتمَّ استعمالها سابقاً عندما احتاجَ مرضى غسيلِ الكلى على سبيلِ المثالِ للدعمِ الماليِّ .. ولماذا صرفنا اساساً اموالَ SDR على امورٍ نجهلها ؟
***
ولعلَّ الاسئلةَ البديهيةَ تتعلقُ بالخططِ الاستباقيةِ لحكومةِ "النجيبِ"، هلْ خطَّطتْ لاجلاءِ اهالي قرى يُمكنُ أنْ تتعرضَ للتدميرِ؟
هلْ بنتْ ملاجىءَ في المناطقِ الجنوبيةِ لحمايةِ الناسِ؟
هلْ أمَّنتْ مصادرَ تمويلٍ لاطعامِ النازحينَ بدلَ الاتكالِ على صندوقِ الاغذيةِ العالميِّ،
الذي سيؤمِّنُ لمدةِ شهرٍ فقط حصصاً غذائيةً للنازحينَ السوريينَ كما للنازحينَ اللبنانيينَ.
***
بلادٌ تدخلُ ربما إلى حربٍ وآلياتُ دفاعها المدنيِّ معطَّلةٌ والصليبُ الاحمرُ فيها لا يعرفُ إلى أينَ ينقلُ جرحاهُ ومستشفياتها،
غيرُ مجهزةٍ بمستلزماتٍ طبيةٍ وادويةٍ لاكثرِ منْ شهرٍ في الحالاتِ الطبيعيةِ، فكيفَ إذا وقعتْ الحربُ...
بلادٌ منهارةٌ اقتصادياً، ومفلسةٌ مالياً وبُناها التحتيةُ في القعرِ... فكيفَ ستواجهُ حرباً إذا وقعتْ...؟
تخيَّلوا السيناريو الذي يُصلي منْ اجلهِ الناسُ خوفاً منْ الموتِ حريقاً او غريقاً او موتاً على الطريقِ...
كلُّ هذهِ السيناريوهاتِ يُمكنُ أنْ تحدُثَ، أضفْ إليها.. الموتُ جوعاً وذلاً وعطشاً ومنْ دونِ كهرباءٍ،
هذا كلهُ بفضلِ منظومةِ العصاباتِ، فلنصلِّ أنْ لا تقعَ الحربُ!