#الثائر
مع تصاعد لهيب الحرب في غزة أمس، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تدهوراً لافتاً. وسجّلت بيانات «حزب الله» المتتالية، حجم العمليات القتالية على تلك الحدود. وفي الوقت نفسه، كانت الحرائق تندلع في خراج بلدات القطاع الأوسط والغربي بفعل القصف الإسرائيلي، وتخطت قدرات الأجهزة المعنية على إطفائها.
وفي موازاة ذلك، وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة الى اللجان النيابية المشتركة للانعقاد الثلاثاء المقبل، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ امتداد تداعيات حرب غزة الى الحدود الجنوبية. واعتبرت أوساط نيابية خطوة بري بأنها «إستشعار بالخطر» الذي يتهدّد لبنان إنطلاقاً من الجنوب، وهدف الدعوة «مناقشة الحكومة في خطة الطوارئ الوطنية لتعزيز الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي».
وفي هذا السياق، أفادت أمس المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أنّ نحو 29 ألف شخص في لبنان نزحوا جراء التصعيد العسكري بين «حزب الله» وإسرائيل في المنطقة الحدودية. وتبيّن تقارير المنظمة عن حركة النزوح ازدياده تدريجاً مع استمرار التصعيد، وسبق لها أن أفادت الإثنين الماضي بارتفاع النزوح بنسبة 37 في المئة مقارنة بتقريرها قبل ثلاثة أيام الذي أشارت فيه الى 21 ألف نازح.
في هذا الوقت، تفقّد مدير العمليات في الجيش العميد الركن جان نهرا الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الجنوبية، حيث جال في مراكزها وأطلع على الإجراءات المتخذة في «مواجهة الأخطار والتحديات نتيجة استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته»، وفق بيان رسمي.
وفي ظل هذه التطورات، شدّد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سام ويربيرغ على أنّ بلاده لا توجّه أي تحذير إلى لبنان أو الشعب اللبناني، حول الدخول في الحرب بين اسرائيل وحركة «حماس». وأوضح أنّ التحذير موجّه إلى «حزب الله» وإيران والى أي من الوكلاء المموّلين من إيران في المنطقة. ويشير في مقابلة خاصة لـ»نداء الوطن» (ص 2)، إلى «أنّنا نوجّه رسالة واضحة إلى إيران و»حزب الله» أو أي طرف من الأطراف التي تفكر في الدخول في هذا الصراع، انّنا ضد ذلك وسنتخذ كلّ الإجراءات لمنع توسيع هذه الحرب».
وأكد أنّ «الولايات المتحدة لديها الإمكانية للدفاع عن النفس وعن حلفائها وشركائها في المنطقة. ونحن واضحون مع «حزب الله» أو أي طرف من الأطراف التي تفكر في التدخل في هذا الصراع، ونقول: لا تفكروا في ذلك، لأنّنا لا نريد أي توسيع لهذه الحرب في هذه اللحظة الصعبة».
كذلك يؤكد ويربيرغ أنّه «ليس هناك أي مفاوضات أو مناقشات بين الولايات المتحدة وإيران حول ما قامت به «حماس» وما يحصل في المنطقة الآن».
ومن تطورات الجنوب، الى مستجدات العمل الحكومي، أفادت مصادر وزارية أن هناك موضوعين مطروحين للنقاش حالياً، هما: معاودة الحكومة اجتماعاتها في حضور كامل الوزراء، والتعيينات في المجلس العسكري مع التمديد لقائد الجيش. وأوضحت المصادر أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل خلال لقائهما، أن يحضر وزراء «التيار» جلسات الحكومة، فوافقه باسيل على حضور «الاجتماعات التشاورية»، لكنه رفض، بالمطلق، التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. كما رفض التعيينات في المجلس العسكري. ودعا الى اعتماد الصيغة التي اعتمدت في التعيينات الأمنية السابقة. لكن مصادر وزارية قالت «إنّ التعيينات على نار حامية وقد تكون ضمن سلة متكاملة بعد التوافق بين باسيل وبري وميقاتي».
وكشفت المصادر أنّ ميقاتي الراغب بشدة في عودة اجتماعات الحكومة بكامل أعضائها، تلقّى طلباً أميركياً في هذا الشأن، وليتحمل كل وزير مسؤولياته.
- نداء الوطن