#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بعدَ اقلَّ من شهرٍ على تسلُّمهِ حاكميةَ مصرفِ لبنانَ بالوكالةِ، يعقدُ اليومَ الحاكمُ بالانابةِ وسيم منصوري، مؤتمراً صحافياً، تبعاً لسلسلةِ مواقفَ وقراراتٍ اعتبرَ أنها تصبُّ في صلبِ الشفافيةِ والنزاهةِ والحوكمةِ....
عظيمٌ..
ولكنْ بماذا سيَعدنا الحاكمُ بالانابةِ على صعيدِ إقراضِ الدولةِ وعلى صعيدِ رواتبِ القطاعِ العامِ وعلى صعيدِ فاتورةِ الادويةِ والمازوتِ والقوى العسكريةِ؟
صحيحٌ أن ليسَ بأمكانهِ اجتراحُ المعجزاتِ والعجائبِ وسطَ تقلُّصِ إحتياطي مصرفِ لبنانَ،
ولكنْ منْ أينَ تأتي الدولةُ بالفريش دولار، وهلْ مهمةُ كلُّ ادارةٍ رسميةٍ ان تنزلَ الى السوقِ وتشتري دولاراً، ام هي مهمةُ مصرفِ لبنانَ حسبَ قانونِ النقدِ والتسليفِ؟
وما دامَ الامرُ كذلكَ، لماذا عادَ منصوري ليعمدَ الى "ضبِّ" الدولارِ من السوقِ ويستعينُ بنفسِ الاشخاصِ الذينَ كانَ يستعينُ بهمْ الحاكمُ السابقُ رياض سلامة "للمِّ" الدولارِ من السوقِ، وبينهمْ اسماءٌ "صوفتهم حمراءُ"كما يُقالُ....
ماذا سيفعلُ الحاكمُ بالانابةِ بعدما يذهبُ مفعولُ اكثرِ من ستمايةِ مليونِ دولارٍ لمَّها سلامة من السوقِ قبلَ مغادرتهِ وأمَّنَ فيها الرواتبَ قبلَ مغادرتهِ واستحقاقاتِ الادويةِ والمازوتِ ولهذا السببِ يبدو السوقُ مستقراً الى حدٍّ ما وسطَ وفرةِ دولاراتِ المغتربينَ؟
***
ولكن ماذا بعدَ اوائلِ ايلول، ومنْ أينَ نأتي بالدولاراتِ،
وهلْ التلهي بفتحِ التحقيقاتِ في ملفِّ التدقيقِ الجنائيِّ سيعيدُ للناسِ حقوقها وسيوقفُ وتيرةَ إنهيارِ الليرةِ وارتفاعِ الدولارِ...؟
سنكونُ في الاسابيعِ المقبلةِ امامَ فوراتٍ قضائيةٍ واعلاميةٍ بدأتْ مع قرارِ النيابةِ العامةِ التمييزيةِ إحالةَ كلِّ الملفاتِ الواردةِ في تقريرِ "الفاريز"الى ثلاثِ جهاتٍ قضائيةٍ:
النيابةُ العامةُ الاستئنافيةُ في بيروت، النيابةُ العامةُ الماليةُ وهيئةُ التحقيقِ الخاصةُ في مصرفِ لبنانَ ...
ثمَّةَ منْ يتحدَّثُ عن نيَّةٍ لتمييعِ التحقيقِ، وثمَّةَ منْ يتحدَّثُ عن ملفاتٍ كبيرةٍ ستفتحُ،
ولكنْ ماذا بعدَ ان تفتحَ ملفاتُ الهدرِ والسرقاتِ في الكهرباءِ والطاقةِ وغيرها.... وهي تطالُ كلَّ الاطرافِ السياسيةِ؟
ألنْ يندفعَ الجميعُ لوقفِ الملاحقاتِ القضائيةِ التي سبقَ وأن فُتحتْ لتحقيقاتٍ قضائيةٍ فيها وانتهتْ الى لا شيءَ؟
سنكونُ امامَ صخبٍ اعلاميٍّ وقضائيٍّ وفولكلورٍ ونبشِ قبورٍ ومماحكاتٍ...
الأنكى في كلِّ ذلكَ ان الحاكمَ بالانابةِ يقولُ انهُ حاضرٌ لتسليمِ القضاءِ و"الفاريز" كلَّ الملفاتِ التي مُنعتْ عنها سابقاً..
ولكنْ اينَ كنتَ يا "حضرةَ الحاكمِ"ولم تعترضْ على مدى سنتينِ،
وانتَ كنتَ عضواً في المجلسِ المركزيِّ؟