#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منذُ فترةٍ، وعلى أثرِ إنسدادِ آفاقِ الحلولِ وتعثُّرِ إنتظامِ الدولةِ بكلِّ مؤسساتها، وشعورِ كُثرٍ من المواطنينَ بالذلِّ والحرمانِ... يطرحُ الناسُ في الكواليسِ وفي الصالوناتِ همساً ومناقشاتِ احاديثَ حولَ صيغٍ جديدةٍ للنظامِ،
إلى أن بدأتْ الاعلاناتُ والافلامُ تُسوِّقُ للفدراليةِ كحلٍّ من الحلولِ الضروريةِ للخروجِ من ازماتِ النظامِ...
وصارَ للفدراليةِ انصارٌ ومتابعونَ ومحلِّلونَ وسياسيونَ وصُناعُ قرارٍ وهيئةٌ تأسيسيةٌ لحزبٍ نُشرَ لهُ "علمٌ وخبرٌ" في الجريدةِ الرسميةِ،
فيما ذهبَ ناسٌ ابعدَ من الفدراليةِ لطرحِ التقسيمِ كحلٍّ جذريٍّ لازماتِ لبنانَ.
صحيحٌ ان الطائفَ كانَ إطاراً للحلِّ وليسَ الحلَّ، وكانَ باباً للخروجِ من الحروبِ،ولكنْ هلْ استنفدَ هذا الاتفاقُ ادوارهُ فيما لا تزالُ بنودٌ كثيرةٌ منهُ غيرَ منجزةٍ؟
وهلْ السيادةُ المنقوصةُ في دولةٍ، وسلاحٌ متفلِّتٌ ودويلاتٌ داخلَ الدولةِ تجعلُ بعضَ الناسِ تتعجلُ الخروجَ من الطائفِ للذهابِ الى الفدراليةِ؟
وأينَ الافرقاءُ الآخرونَ في البلادِ منْ هذهِ الصيغةِ، والمعروفُ انهُ لا يُمكنكَ فرضَ حلٍّ من دونِ موافقةِ الطرفِ الآخرِ،
أولنْ يأخذَ النقاشَ حولَ هذا الامرِ سنواتٍ وسنواتٍ قبلَ البتِّ بهِ وبتفاصيلهِ فيما المطلوبُ اليومَ ، وقبلَ الغدِ، حلولٌ جذريةٌ وآنيةٌ لإنهياراتِ البلادِ في كلِّ النواحي؟
***
ولعلَّ السؤالَ الأبرزَ في النقاشِ:
ما دامتْ السياسةُ الخارجيةُ للبلادِ هي علَّةُ ازماتنا الداخليةِ،
وما دامتْ السياسةُ الخارجيةُ في أيِّ نظامٍ فدراليٍّ ستكونُ ملكَ الحكومةِ الفدراليةِ، فماذا يكونُ قد تغيَّرَ، أولنْ نكونُ نقعُ في الحفرةِ نفسها التي نحنُ فيها؟
ما عجلَ النقاشَ حولَ هذا الامرِ وطرحهِ كحلٍّ هو ازمةُ الانتخاباتِ الرئاسيةِ وشعورُ الجانبِ المسيحيِّ،
وكأنَ الثنائيَّ يفرضُ حلولاً ورئيساً على البلادِ،
وهذا ما دفعَ برئيسِ جزبِ القواتِ اللبنانيةِ كما برئيسِ حزبِ الكتائبِ اللبنانيةِ الى التهديدِ بخياراتٍ بديلةٍ عن النظامِ...
ولكنْ ماذا لو استمرَّتْ الازمةُ الرئاسيةُ اشهراً بعدُ، واستمرَّ الإنهيارُ في كلِّ القطاعاتِ، ألن يُعجِّلَ كلُّ ذلكَ الدولَ المعنيةَ بالإزمةِ اللبنانيةِ الى التداعي لمؤتمرٍ كبيرٍ حولَ لبنانَ؟
***
من الواضحِ ان المُوفدَ الفرنسيَّ وبعدَ لقاءاتهِ المكثَّفةِ يستمعُ اكثرَ مِما يطرحُ،
ولكنْ ماذا لو كانَ الطرحُ بعدَ معاينتهِ حجمَ العقدِ والمشاكلِ كما قالَ، ان يذهبَ الجميعُ الى مؤتمرٍ،
تُطرحُ فيهِ الاصلاحاتُ السياسيةُ كما الاقتصاديةُ كما تصوُّراتٌ جديدةٌ للنظامِ على طاولةِ البحثِ...
ثمَّةَ منْ يخشى من طرحِ المثالثةِ في أيِّ مؤتمرٍ تأسيسيٍّ، وثمَّةَ منْ سيتحدَّثُ عن لا مركزيةٍ موسعةٍ، وثمَّةَ من سيتحدَّثُ عن حيادٍ، وثمَّةَ من سيتحدَّثُ عن فدراليةٍ،وثمَّةَ من سيطرحُ الكانتوناتِ والتقسيمِ...
أيٌّ من هذهِ الحلولِ هي الاقربُ الى الواقعِ؟
الغريبُ في لقاءاتِ لودريان ان كُلاًّ من سليمان فرنجيه وجبران باسيل تحدثا عن لقاءاتٍ ايجابيةٍ مع لودريان،
مع فارقِ ان باسيل تحدَّثَ عن مرحلةٍ سابقةٍ طويتْ..
فما هي معالمُ المرحلةِ المقبلةِ؟