#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ المطارِ الى عين التينة، سيصلُ المُوفدُ الفرنسيُّ جان إيف لودريان للقاءِ رئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري في بدايةِ المشاوراتِ التي سيلتقي فيها رؤساءَ الكتلِ النيابيةِ ومرشَّحينَ رئاسيينَ وممثلينَ عن المجتمعِ المدنيِّ...
من الاكيدِ ان لودريان سيستمعُ قبلَ ان يُكوِّنَ خارطةَ طريقٍ فرنسيةٍ جديدةٍ يعرضها على الرئيس ايمانويل ماكرون من دونِ استبعادِ السفير باتريك دوريل الذي من الواضحِ أنهُ سيبقى على طاولةِ المبادرةِ،
والدليلُ أنهُ ظهرَ الى جانبِ الرئيس ماكرون في المحادثاتِ مع الامير محمد بن سلمان .
وتؤكِّدُ مصادرُ ديبلوماسيةٌ ان بن سلمان ولدى إلحاحِ الرئيس ماكرون على مقاربةِ الملفِّ اللبنانيِّ،
اكدَ لهُ مُجدَّداً على إصرارِ المملكةِ على الاصلاحاتِ، وعلى عدمِ التدخُّلِ بالاسماءِ الرئاسيةِ،
وأنهُ فورَ إنجازِ الاستحقاقِ ستكونُ المملكةُ حاضرةً للمساهمةِ مع الفرنسيينَ بالدعمِ الماليِّ..
ولكنْ... هلْ بالامكانِ بعدُ الحديثُ عن انتخاباتٍ رئاسيةٍ قريبةٍ؟
من الواضحِ ان الامرَ يحتاجُ تَواصلاً سعودياً ايرانياً جدِّياً لم يصلْ حتى الساعةَ رغمَ زيارةِ وزيرِ الخارجيةِ السعوديةِ الى ايران،
الى حدِّ فتحِ الملفِّ اللبنانيِّ كونُ الطرفينِ لا يريدانِ إحداثَ توتُّرٍ في علاقةٍ لا تزالُ في بِدَايتها...
***
وعليهِ سيطولُ اوانُ فتحِ الملفِّ الرئاسيِّ اللبنانيِّ إلى ما بعدَ الصيفِ وأنْ كانَ الرئيس بري،
قد يدعو المجلسَ النيابيَّ الى جلسةٍ بعدَ الاضحى،
يُقالُ ان اصواتَ فرنجيه سترتفعُ فيها مقابلَ تراجعِ ارقامِ ازعور من دونِ إعلانِ فوزِ احدٍ.
ويُقالُ هنا ان ازعور الذي سيُمضي فصلَ الصيفِ في العاصمةِ الاميركيةِ مُفضلاً عدمَ المجيءِ الى لبنانَ لاسبابٍ امنيةٍ،
لا يزالُ مراهناً على وصولهِ باكثرَ من 72 صوتاً وبأنَ فرصتهُ قائمةٌ...
كلُّ ما يجري... يؤكِّدُ ان لا انتخاباتَ رئاسيةً قريباً رغمَ الحركةِ القطريةِ ورغمَ الحركةِ الفرنسيةِ،
التي قد تلتقي مجدَّداً مع الدوحة والرياض على اسمِ جوزف عون،
ولكنْ هلْ يقبلُ الثنائيُّ بالتخلي عن سليمان فرنجيه؟
الامورُ مفتوحةٌ على كثيرٍ من التشنُّجِ في المرحلةِ المقبلةِ، وقد يزيدُ في تشنُّجها الجدالُ حولَ جلساتِ مجلسِ الوزراءِ،
التي صارَ واضحاً ان ميقاتي يريدُ تفعيلها عبرَ عرضِ الكثيرِ من النقاطِ الخلافيةِ، ولا سيما ما يتعلَّقُ بالعسكرِ والترقياتِ والتشكيلاتِ وتعييناتِ المجلسِ العسكريِّ.
***
ولعلَّ النقطةَ الاكثرَ مُدعاةً للقلقِ هي ما قد يحلُّ بحاكميةِ المصرفِ المركزيِّ بعدَ نهايةِ ولايةِ رياض سلامة...
فماذا لو استقالَ بعضُ اعضاءِ المجلسِ المركزيِّ، او ماذا لو سافروا؟
او ماذا لو استقالَ وسيم منصوري قبلَ ايامٍ من نهايةِ تموز؟
وهو حسبما عُلِمَ ذهبَ الى واشنطن لجسِّ نبضِ وزارةِ الخزانةِ الاميركيةِ، ويُقالُ ان الاجواءَ لم تكنْ مشجعةً،
خصوصاً وأن نيَّةَ منصوري، الذي ليس على وئامٍ مع بقيةِ اعضاءِ المجلسِ المركزيِّ، الغاءُ صيرفةٍ والغاءُ كلِّ التعاميمِ الصادرةِ عن سلامة..
فكيفَ يُحصِّلُ المُودعونَ اموالهمْ، وكيفَ تتمُّ معالجةُ امورِ البلادِ والناسِ...
وهلْ يُعجِّلُ ذلكَ في تعيينِ حاكمٍ للمركزيِّ في ظلِ الفراغِ، ومن هو؟
ومنْ يُغطي مسيحياً جلسةً كهذهِ لمجلسِ الوزراءِ؟