#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عشيَّةَ جلسةِ الرابعَ عشرَ من حزيران،
يتصرَّفُ الثنائيُّ الشيعيُّ بادائهِ ومواقفهِ وحركاتهِ السياسيةِ، وكأنهُ امامَ حصارٍ كبيرٍ وعزلةٍ سياسيةٍ داخليةٍ وعربيةٍ ومشروعِ هزيمةٍ مقبلةٍ عليهِ،
منْ هنا فأن سيناريوهاتٍ عديدةً قد تكونُ امامَ اصحابِ الكلمةِ في الثنائيِّ لمواجهةِ ما يُعتبرُ حصاراً وعزلةً..
صحيحٌ ان هناكَ نصيحةً فرنسيةً وردتْ وتبلَّغها الثنائيُّ،
وتُحذِّرُ من مغبةِ الاقدامِ على أيِّ سيناريو امنيٍّ او مخالفٍ للاعرافِ الدستوريةِ لتطييرِ جلسةِ الاربعاءِ،
لكنَّ الثنائيَّ يتحضَّرُ ليومِ الاربعاءِ بكلِّ ادواتهِ لرفعِ الاوراقِ البيضاءِ من قبلِ المستقلينَ وبعضِ المتردِّدينَ،
او لتأجيلِ حسمِ الاصواتِ الى الدورةِ الثانيةِ التي لنْ تحصلَ اساساً،
والغايةُ من ذلكَ تخفيضُ الاصواتِ التي تصبُّ لمصلحةِ ازعور، وابقاءِ الاوراقِ البيضاءِ،
وكأنها في مكانٍ ما لمصلحةِ فرنجيه في الدورةِ الثانيةِ.
وقد جاءَ قرارُ اللقاءِ الديمقراطيِّ ولو كان معروفاً مُسبقاً ليزيدَ الارباكَ وليؤشِّرَ للثنائيِّ وكأنهُ مطوَّقٌ درزياً ومسيحياً وسنياً..
***
وقد جاءتْ بعضُ الاجواءِ الصحافيةِ لتزيدَ التحذيرَ من مغبةِ تحوُّلِ جهاد ازعور الى مرشَّحِ تفجيرٍ بما يُوحي وكأننا امامَ سيناريو إنقلابيٍّ سيَردُّ عليهِ الثنائيُّ بكلِّ الوسائلِ...
فهلْ يكفي تعطيلُ النصابِ؟
وهذا السلاحُ قد يكونُ لمرةٍ او مرتينِ او ثلاثٍ، ولكنْ كيفَ يستمرُ الوضعُ؟
هلْ يقفلُ الرئيس بري مجلسَ النوابِ مرَّةً اخرى؟
وما هي الحجةُ عندها؟
***
من اليومِ وحتى الاربعاءِ ايامٌ وساعاتٌ مفصليةٌ لنْ تنفعَ معها مشاوراتُ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ولا لقاءاتُ موفديهِ الى الافرقاءِ،
فنحنُ امامَ مشهدٍ مقفلٍ لنْ يأخذَ في نهايةِ الامرِ البلادَ إلاَّ الى صيغةٍ جديدةٍ لا نعرفُ كيفَ سنصلُ إليها ولا تطبيقها.
المُبكي في الامرِ ان الناسَ عالقونَ في هذهِ الدائرةِ المقفلةِ ولا احدَ يسألُ عن احوالهمْ..
وموظفو القطاعِ العامِ ينتظرونَ رواتبهمْ وكأنهمْ يشحدونَ الاعاشاتِ..
الدوائرُ شبهُ معطَّلةٍ واداراتُ الدولةِ شبهُ شاغرةٍ..
ألمْ يتعلَّمْ القيِّمونَ المُفلسونَ من تجاربِ الانهيارِ؟
فألى أينَ يأخذونَ البلادَ والعبادَ؟