#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يقولُ النائبُ ملحم خلف لا يُمكننا الذهابُ الى جلسةٍ لاعلانِ تسويةٍ لانتخابِ رئيسِ جمهوريةٍ تمتْ في الخارجِ... هكذا يبدأ النائبُ المعتصمُ منذُ اشهرٍ في مجلسِ النوابِ "التكويعةَ" كما يُقالُ لتبريرِ التخلُّفِ عن أيِّ جلسةٍ لانتخابِ رئيسٍ او لتأمينِ نصابٍ مطلوبٍ.
ويكونُ بذلكَ قد انقلبَ على نفسهِ وهو السَّكنُ بينَ جدرانِ مجلسِ النوابِ بانتظارِ تحديدِ جلساتٍ لانتخابِ رئيسٍ...ونكونُ نحنُ قد احترنا معهُ...
يتمُّ استدراجُ الخارجِ للمساعدةِ في انتخابِ رئيسٍ، وإذا نضجتْ تسويةٌ لأنَ افرقاءَ الداخلِ عجزوا عنها، يتمُّ التحجُّجُ بأنها تسويةٌ خارجيةٌ لا يمكنُ البصمُ عليها...وعليهِ تكونُ الامورُ "عنزةً ولو طارتْ"،
والمطلوبُ إما ان يكونَ الرئيسُ من فريقٍ محدَّدٍ، وإما ان لا يكونَ رئيسٌ...
وينسى البعضُ، بغضِّ النظرِ عن صحةِ خياراتِ الفريقِ الآخرِ ومشروعيتها ام لا،
ان هناكَ شريكاً آخرَ في البلادِ لا يمكنُ حجبهُ وإن بإمكانهِ فرضُ التعطيلِ إلى ما لا نهايةَ...
***
يتصرَّفُ منْ يتحمَّلونَ مسؤوليةَ التقريرِ عنا وكأنهمْ في سنِّ المراهقةِ.. ولم يبلغوا سنَّ الرشدِ...
همْ يتسلُّونَ بالبلادِ والعبادِ على طريقتهمْ..
بعدَ ثمانيةِ اشهرٍ من الفراغِ يُريدونَ التمتُّعَ بحقِ الاختيارِ الصائبِ والفيتو وتعطيلِ النصابِ.
وهكذا وكأنَ لا إنهيارَ وكأن لا ناسَ تئنُ جوعاً وبرداً وذلاً، وكأنَ لا طبابةَ في المستشفياتِ ولا ادويةَ في الصيدلياتِ ولا مطالبَ قطاعٍ خاصٍ واساتذةٍ.
وكأنَ صندوقَ النقدِ الدوليِّ اكتفى بكمٍّ من القوانينِ الاصلاحيةِ المطلوبةِ، وكأنَ الليرةَ عادتْ لتتعافى، وكأنَ الازماتَ الاجتماعيةَ انتهتْ.
أليسَ بعدَ كلِّ هذا الانهيارِ، المطلوبُ ان يتوقَّفَ كلُّ هؤلاءِ النوابِ ورؤساءِ الكتلِ والاحزابِ عن الدلالِ والغنجِ والمونةِ على الناسِ باعصابهمْ وحياتهمْ ورزقهمْ، والذهابُ فوراً لانتخابِ رئيسٍ خصوصاً إذا دعا رئيسُ مجلسِ النوابِ الى جلسةٍ...
ولكنْ مهلاً... أينَ مرشَّحُ المعارضةِ ومنْ هو؟
وكيفَ يمكنُ الذهابُ الى جلسةٍ لانتخابِ رئيسٍ تُطالبُ به المعارضةُ وهي لم تتوحَّدْ على اسمٍ حتى الساعةَ رغمَ كلِّ التحركاتِ، فهلْ سيفرزُ هذا الاسبوعُ اسماً موحَّداً للمعارضةِ؟
أم إنَ الانتظارَ سيطولُ حتى تَفرضَ التسويةُ نفسها حُكماً قبلَ اواخرِ تموز موعدِ انتهاءِ ولايةِ حاكميةِ مصرفِ لبنانَ،
وسطَ الجدلِ إذا كانتْ حكومةُ تصريفِ الاعمالِ يحقُّ لها تعيينُ حاكمٍ ام لا ....
أم انهُ يجبُ انتظارُ رئيسٍ جديدٍ ليعيِّنَ حاكماً، ولكنْ من سيديرُ مصرفَ لبنان عندها؟
***
اسئلةٌ مشروعةٌ...
قد تأخذُ الى فتحِ مسارٍ اخر نحوَ العماد جوزف عون من جديدٍ كرئيسٍ، كما تُلِّمحُ مصادرُ ديبلوماسيةٌ بحيثُ يكونُ هو منْ يعيِّنُ قائدَ الجيشِ الجديدِ وحاكمَ المركزيِّ الجديدِ...
وهذا قد يكونُ المخرجَ للجميعِ ولا سيما للثنائيِّ الذي يكونُ وفى بوعدهِ لفرنجيه بالمستحيلِ لإيصالهِ ولكنْ، بعدَ استنفادِ الفرصِ وامامَ التقاربِ السعوديِّ – الايرانيِّ – السوريِّ قد تُعطى الفرصةُ لجوزف عون...
في الانتظارِ ... ثمَّةَ استحقاقٌ آخرُ هو الانتخاباتُ البلديةُ بعدَ قبولِ الطعنِ.. فهلْ تجري اوائلَ حزيران؟