#الثائر
رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي ان "المطلوب منّا هو أن نتحلّى بالصبر الذي لا يمكن أن يكون، إن لم يكن لدينا إيمان جوهري وحقيقي، ودم شهدائنا زرع إيمان، وبهذا الإيمان سنجتاز هذه المرحلة الصعبة كما اجتزنا الكثير من المراحل الصعبة السابقة التي مرّت في تاريخنا، وموقفنا، ولو كنّا القلّة القليلة، هو الذي سيضع التاريخ بمساره الحقيقي وسيصوّب المسألة السياسية بالإتجاه الصحيح".
أقام مركز دير الأحمر في البقاع الشمالي في القوّات اللبنانيّة، قدّاسًا عن راحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانيّة في كنيسة سيّدة البرج في دير الأحمر. ترأس الذبيحة الإلهية راعي أبرشية بعلبك – دير الأحمر المارونية المطران حنّا رحمه يعاونه النائب الأسقفي العام المونسينيور بول كيروز، والمونسينيور ملحم شيت، والقيّم الأبرشي العام الأب يوحنّا مارون الندّاف، ولفيف من الكهنة، في حضور النائب حبشي، النائب السابق إيلي كيروز، رئيس إتحاد بلديات دير الأحمر جان فخري، ورؤساء بلديات دير الأحمر لطيف القزح، وبشوات حميد كيروز، وعيناتا ميشال رحمه، وبرقا غسّان جعجع، الزرازير طعان حبشي، ونبحا مالك الحدشيتي، شليفا يوسف الرعيدي، وعدد من مخاتير المنطقة، مُنسّق البقاع الشمالي في الحزب الياس بو رفّول، عضو المجلس المركزي دانيال سبيرو، رئيس المركز حكمت النخلي وعدد من رؤساء المراكز والمكاتب الحزبية واهالي الشهداء وفعاليات المنطقة وحشد من المحازبين. بعد الإنجيل المُقدّس القى رحمه عظة جاء فيها: “ليس لأحد حبٌّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل احبائه، واعتبر ان الشهادة هي ذروة الحب الذي هو أقوى من الموت، وفي كل مرة نحتفل بتذكار محبة الشهداء نقول فيهم كلامًا، ونقول لهم كلامًا، لكننا ننسى أنهم أحياء يتكلّمون في الصمت الذي هو أبلغ من كل كلامٍ مسموع، يطلبون منّا الثبات في الأرض، والتفاهم فيما بيننا، والمقاومة بالكلمة التي هي أجدى من القوة والسلاح.”
بعد القدّاس ألقى حبشي كلمة قال فيها: “نحن نُشبه ذلك الذي يسير على الحبال في مسيرة تاريخنا، هو دائمًا بحاجة مع كل خطوة يخطوها إلى إيجاد توازن جديد كي يستطيع التقدّم، لذلك نجد ناس يغمضون أعينهم في المرحلة الصعبة ويقولون “يا ضيعانن، ليش راحوا؟” أضاف حبشي: “هنا أقول، التاريخ ليس لحظة أو ساعة أو أسبوع أو سنة، فألف عامٍ في عينك يا رب كأمس الذي عبر، وفي هذه اللحظة الصعبة التي نعيشها اليوم أنظر إلى وجوهكم، وأرى ناساً كان قرارها أن تبقى في أرضها، لذلك نحن اليوم هنا. ومن يحمل هذا الإرث لا أحد يقول له ماذا يجب أن يفعل. وعندما تسمعونهم يقولون ويسألون، إنظروا إنهم يمسكون باللعبة كلها، ويفعلون ما يشاؤون، إمشوا معهم، إلى متى سنتحمّل؟” تابع: “أقول لكم إن الفرق بينكم وبينهم، أنهم يسايرون اللحظة الصعبة ويسيرون معها، لكن أنتم بتاريخكم مثال للإنسان الذي غيّر مجرى التاريخ بموقفه في اللحظة الصعبة، وهذا ما يحدث اليوم”. وقال إن: “نحن موجودون وموقفنا واضح، ولا نأخذه إنطلاقًا مما نعيشه اليوم، بل نحن نأخذه أبًا عن جِدّ، إنطلاقًا من مقاييس ومفاهيم وإيمان راسخ لدينا. والتاريخ سيذهب بالإتجاه الذي نريده نحن، إذاً، المطلوب منّا هو أن نتحلّى بالصبر الذي لا يمكن أن يكون، إن لم يكن لدينا إيمان جوهري وحقيقي، ودم شهدائنا زرع إيمان، وبهذا الإيمان سنجتاز هذه المرحلة الصعبة كما اجتزنا الكثير من المراحل الصعبة السابقة التي مرّت في تاريخنا، وموقفنا، ولو كنّا القلّة القليلة، هو الذي سيضع التاريخ بمساره الحقيقي وسيصوّب المسألة السياسية بالإتجاه الصحيح”.
بدوره ألقى النخلي كلمة مركز دير الأحمر، أكد فيها على أن “إختيارنا لشعارنا لهذه السنة “أباً عن جد” لم يحتاج إلى كثير من التفكير لأن وجودنا في هذه البقعة من لبنان تطلَّب منّا هذا النضال، والبقاء هنا تطلَّب منّا ان نخَوّف الموت ولا نخاف الدفاع عن أرضنا وعرضنا ومُعتقداتنا وقِيَمنا حتى الإستشهاد، هذا ما فعله أباءنا وأجدادنا، وهذا ما سنكمله، نشر الإيمان والعنفوان والرجاء لأولاد أولادنا أباً عن جِد، قلب واحد، ويد واحدة، وعيلة واحدة، وخط واحد، هذه هي دير الأحمر، لا يختصرها شخص، ولا تغَيّر بجوهرها جماعة. وأكد أن: “كثر يشككون ويقولون، ماذا ربحنا غير الأسود والأحزان، دماؤهم ذهبت رخيصة، نقول لهم لا تخطئوا بالحسابات، لأنه لولا استشهادهم لما بقيَّ لبنان، ولا نحن ولا دير الأحمر، ولولا قرار النضال، وخميرة الإيمان، كنّا اليوم نعيش في بلاد أخرى. نحن لسنا عشّاق شهادة، ولا موت، بل نحن عشّاق حياة ولكن إذا تطلّب العيش بكرامة وحرية وإيمان أن يُضحي الإنسان بحياته سيكون هذا خيارنا”.