#الثائر
بدأت أجواء التهدئة الإقليمية تثمر خارج لبنان، وما مشهد تبادل الأسرى بين السلطة اليمينة والحوثيين إلا الدليل على النوايا الجدّية بين السعودية وإيران على تنفيذ بنود التفاهم التاريخي بينهما، وكما كان متوقعاً فإن الأولوية هي لليمن لإرساء تسوية طويلة الأمد هناك. إلا أن تساؤلات لبنانية كثيرة بدأت تكبر حول مدى انعكاس هذا الاتفاق عليه أم أنه سيبقى ساحة مفتوحة للانهيار.
في هذه الأثناء، كان ردّ حاسم من الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله على هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد لبنان، فقد حذّر نصرالله تل أبيب من أي مغامرات غير محسوبة، مشدّداً على أن أي اعتداء إسرائيلي سيتم الرد عليه بالطريقة المناسبة دون تردّد.
نبرة نصرالله المرتفعة تعكس توجهات اجتماع قادة مجموعات المحور الذي تديره إيران، حيث كان ترأس قائد فيلق القدس اسماعيل قآني هذا الاجتماع قبل أسبوع ونيّف، وتم التأكيد على وحدة الجبهات، ولبنان ضمناً. ويحمل هذا التصعيد في طيّاته مخاطر عدة، خصوصاً وأن التهديدات قد تكون جدّية وما عادت مستبعدة بعد عملية إطلاق الصواريخ من الجنوب الأسبوع الماضي، وفيما كان الرد الإسرائيلي محدوداً، فإن أي خطوة أخرى قد تستدعي رداً إسرائيلياً أقسى، ليقع المحظور.
مصادر مراقبة حذّرت من توتر الأجواء من على الأراضي اللبنانية، وأشارت إلى أن لبنان أبعد ما يكون عن قدرته على تحمّل تبعات هذا الاشتباك الإقليمي، خصوصاً وأن الفاتورة خارجية وليست داخلية، والحساب ليس شأناً لبنانياً، والتبعات ستكون مدمّرة على البلد المنهك.
وتخوّفت المصادر عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية من أي توتر أمني جنوباً يضرب موسم الصيف الذي ينتظره اللبنانيون بفارغ الصبر، مستبعدةً في الوقت نفسه نشوب حرب واسعة النطاق كما حصل في العام 2006، لأن قواعد الاشتباك تبدّلت ومنظومة الردع في لبنان تطوّرت.