#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بغضِّ النظرِ عن ارتباطِ شهرِ رمضان المبارك بِما اعلنَ عنهُ او بعدمِ ارتباطهِ، فأنَ القرارَ الذي صدرَ عن رئاسةِ الحكومةِ بالابقاءِ على التوقيتِ الشتويِّ حتى نهايةِ شهرِ رمضان المبارك،
يُثبتُ اكثرَ فاكثرَ كمْ اصبحنا نعيشُ في كوكبٍ خاصٍ بنا بعيدٍ عن العالمِ و"مواقيتهِ" وثوابتهِ، وصارتْ لنا اعرافنا وقوانيننا وشرائعنا وانظمتنا...
فبعدَ الاسلوبِ الميليشياويِّ بقرصنةِ ودائعنا،
وبعدَ القرارِ التآمريِّ بالتوقفِ عن دفعِ سنداتنا،
وبعدَ عزلنا عن العالمِ مالياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياَ وثقافياً واقتصادياً،
وبعدَ فرضِ انظمةِ اسعارِ صرفٍ نقَّالةٍ ومتجوِّلةٍ ومتعدِّدةٍ، وبعدَ تكريسِ انظمةِ صيرفةٍ وفريشْ،
وبعدَ تحلُّلِ قطاعاتِنا المصرفيةِ والسياحيةِ والتربويةِ والصحيَّةِ.
ها هي العبثيةُ تضربُ النظامَ الموحَّدَ عالمياً للتواقيتِ الصيفيةِ والشتويةِ من دونِ معرفةِ الاسبابِ الكامنةِ وراءَ ذلكَ...
هكذا رأينا رئيسَ المجلسِ يطلبُ ورئيسَ الحكومةِ يُعاكسُ ليصدرَ المرسومُ بعدها كما تمنى ورغبَ رئيسُ المجلسِ...
هكذا تسيرُ الدولةُ حسبَ الرغباتِ، وحسبَ الشهيةِ، شهيةٌ تفرضُ على رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ الممنوعِ شعبياً من إرتيادِ المطاعمِ،
أن يستوردَ خمسةً وعشرينَ كيلو من اجودِ انواعِ اللحومِ ليتلذَّذَ مع حاشيتهِ بالأكلِ الفاخرِ،
فيما شعبهُ يفتشُ في براميلِ النفاياتِ عن كسرةِ خبزٍ ...
رئيسُ حكومةٍ يلتهي بتركيبِ صفقاتٍ وسمسراتٍ،
فيما الحدُّ الادنى المطلوبُ منهُ لتسييرِ امورِ الناسِ، لم يقمْ بهِ وإذا اجتمعَ مجلسُ الوزراءِ فعلى جدولِ الاعمالِ وإنْ كانَ مختصراً قراراتٌ ومراسيمُ مفخَّخةٌ.
***
وها نحنُ يوم الاثنينِ على موعدٍ مع جلسةٍ جديدةٍ فيها كلُّ الامورِ إلاَّ ما يهمُّ الناسَ.
الأنكى ان "النجيبَ" يُحمِّلُ مجلسَ النوابِ وعدمَ انتخابِ رئيسٍ، مسؤوليةَ عدمِ إقرارِ قوانينَ اصلاحيةٍ فيما هو امضى سنةً ونصفاً في الحكمِ الفعليِّ،
وهو يُماطلُ و"يرغي" كما يُقالُ في العاميةِ، حتى لا يأخذَ قراراتٍ جريئةً في كلِّ الملفَّاتِ.
وهذهِ عادةُ "النجيبِ"، الذي اضيفتْ على صفاتهِ صفةُ "البخيلِ"،في إضاعةِ الاوقاتِ حتى يُرضيَ كلَّ الناسِ ولا يُرضي احداً في النهايةِ...
***
قالها وفدُ صندوقِ النقدِ الدوليِّ بالفمِ الملآنِ، أن لبنانَ لم يقمْ بأيِّ شيءٍ،
وأن لبنانَ ليسَ جاهزاً للتوقيعِ مع صندوقِ النقدِ، فعلى منْ سنتَّكِلُ؟
وكيفَ سنتابعُ امورنا وسطَ تخلي الجميعِ عنَّا؟
هلْ يعقلْ أننا سلمنا لأفسدِ الفاسدينَ حياتنا ورقابنا وارزاقنا وممتلكاتنا وجنى اعمارنا واطفالنا وحاضرنا ومستقبلنا؟
إذا كانتْ لديهِ الوقاحةُ للعبِ بالوقتِ وبالتواقيتِ أفليستْ لديهمْ الوقاحةُ للعبِ بمصائرنا، ولجعلنا ننتظرُ صفوفاً لحظاتِ اعدامنا؟
ماذا ننتظرُ لننزلَ غاضبينَ الى الشوارعِ ونقتلعُ كلَّ هؤلاءِ من مراكزهمْ ونقتادُهمْ الى المقصلةِ؟
هلْ استسلمنا؟
وهلْ صرنا عاجزينَ الى هذا الحدِّ؟
مشاهدُ باريس الغاضبةِ في دولةِ الديمقراطيةِ العظيمةِ، ألمْ تَستفزنا؟
"وَلَوه"... هلْ صِرنا عاجزينَ الى هذا الحدِّ؟