#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تحدَّثنا عن مفاجآتٍ يحملها هذا الاسبوعُ قضائياً ومصرفياً... وها هو المدُّ والجزرُ بدأ وسيستمرُّ،
مع التحقيقاتِ التي انطلقتْ في ملفِّ الاخوين سلامة والتي رافقها ادِّعاءُ الدولةِ اللبنانيةِ ممثَّلةً بهيئةِ القضايا على الاخوين سلامة، وطلب توقيفهما وحجزِ اموالهما وممتلكاتهما في خطوةٍ اعتبرها البعضُ استباقيةً حتى لا يضعَ الخارجُ يدهُ على ايِّ اموالٍ عائدةٍ لهما نتيجةَ ايِّ حكمٍ في الخارجِ...
حتى اللحظةِ الاخيرةِ كانَ متوقعاً ان يحضرَ سلامة إلى ان طرأ عاملُ دخولِ القاضيةِ الفرنسيةِ وحضورها كمستمعةٍ وكمستجوبةٍ بمئةِ سؤالٍ...
هنا وكما كتبنا بالامسِ صارَ العبءُ كبيراً، وباتتْ التعقيداتُ على الملفِّ ستأخذُ طابعَ التسريعِ في الادعاءِ على الاخوين سلامة في فرنسا قريباً جداً.
عملياً انتهى التحقيقُ اللبنانيُّ قبلَ ان يبدأ، وصارَ معروفاً إلامَ سينتهي طالما ان التحقيقَ الاوروبيَّ وبحكمِ الامرِ الواقعِ سينتهي الى الادعاءِ،
ولنْ يكونَ بمقدورِ القضاءِ اللبنانيِّ إلاَّ مجاراتهِ لاعتباراتٍ لها علاقةٌ اولاً بضغطِ الرأيِّ العامِ،
وثانياً لخوفِ القضاةِ من عقوباتٍ اوروبيةٍ،
وثالثاً ربما لوجودِ إشاراتٍ دامغةٍ في الملفَّاتِ القضائيةِ تدينُ الاخوين سلامة..
وعليهِ... صارَ حاكمُ المركزيُّ معطَّلاً عن العملِ وعاجزاً عن التصرفِ.
***
وسنكونُ بالتوازي مع الجلساتِ القضائيةِ ومفاجآتها،
امامَ قفزاتٍ جنونيةٍ للدولارِ لنْ يلجمها شيءٌ ولنْ يكونَ بمقدورِ احدٍ توقُّعُ الى أينَ ستصلُ.
طالما ان لا قدرةَ بعدَ اليومِ لمصرفِ لبنانَ على التدخلِ،
ولا إمكانياتٍ لاجراءِ ايِّ خزعبلاتٍ او هندساتٍ او تعاميمَ...
منْ هنا... ايُّ جحيمٍ ينتظرُ الناسَ خصوصاً بعدَ ما سيستتبعُ من رفعِ سعرِ صيرفةٍ التي حَدَّدتْ الكثيرَ من الرسومِ على تسعيرتها،
من الاتصالاتِ الخليويةِ والثابتةِ الى الكهرباءِ، بتسعيرتها الجديدةِ والتي مَنْ الاكيدِ، رغمَ قرارِ تجميدها عندَ الـــ 45 الفاً أنها لنْ تتمكنَ من الاستمرارِ وصولا الى الكثيرِ من الرسومِ التي نصَّتْ عليها الموازنةُ.
اضافةً الى ذلكَ.. كيفَ سيدفعُ الناسُ فواتيرَ المحروقاتِ والموادِ الاستهلاكيةِ التي صارتْ تُسعَّرُ على دولارٍ يتخطى المئةَ الفٍ.
ومنْ أين يأتي الناسُ بالاموالِ اساساً؟
ولكنْ... هلْ يقولُ لي احدٌ...
كيفَ يعيشُ الناسُ ولماذا لا يصرخونْ؟
لماذا استسلموا؟
أينَ غضبهمْ يُفجِّرُ الساحاتِ، وأينَ اصواتُهمْ تُغضبُ المجرمينَ؟
***
وأينَ حكومةُ النجيبِ الذي اخبرنا عن ربيعِ لبنانَ الآتي؟
وهلْ، إذا انتخبَ رئيسٌ، ستُحلُّ المسائلُ بلمسةٍ سحريةٍ..
قدرنا أننا نعيشُ في زمنِ اللصوصِ والمتآمرينَ والتافهينَ.
انتهى زمنُ الكبارِ ورجالاتِ الدولةِ، ونعيشُ مع صغارٍ مجرمينَ..
ينتظرُ المسؤولونَ عنا،
عودةَ السفير السعوديِّ من الرياض بعدما استُدعِيَ إليها على عجلٍ كما السفيرُ الايرانيُّ ليعرفوا كيفَ ستسيرُ امورُ الرئاسةِ...
هلْ هؤلاءِ يستحقُّونَ انْ يكونوا مسؤولينَ عن قدرِنا؟