#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
مطلع عام ٢٠٠٨ بلغ الخصام بين فريقي ٨ و١٤ آذار أشدّه، وبات يُنذر بالصدام في الشارع، فجرى البحث عن رجل اعتدال وشفافية ومصداقية واتزان لرئاسة الجمهورية، ووقع الخيار على العماد ميشال سليمان الذي كان قائداً للجيش، ومحل ثقة الأطراف السياسية الداخلية والدول الخارجية.
شكّل انتخاب العماد ميشال سليمان حلّاً وسطياً، واعتمد طيلة عهده نهجاً وطنياً لتعزيز مؤسسات الدولة، ثم وضع "إعلان بعبدا" الذي شكّل مشروعاً متكاملاً وخارطة طريق للإصلاح وإعادة بناء الدولة، وخاصة مسألة السلاح غير الشرعي، والاستراتيجية الدفاعية.
وافق الأطراف اللبنانيون في ١١حزيران ٢٠١٢ على بنود الإعلان، لكن حزب الله عاد وتراجع عن موافقته تلك، بعد أن كان قد انخرط بشكل فعلي في الصراع في سوريا واليمن، وتوقف تنفيذ الاتفاق.
استاء الرئيس سليمان من حزب الله بعد تنصّله من «إعلان بعبدا» الذي نصّ على تأكيد الثقة بلبنان كوطن نهائي، وبصيغة العيش المشترك، وبضرورة التمسّك بالدستور، وباتفاق الطائف ومواصلة تنفيذ كامل بنوده، وتحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة، وتجنيبه الإنعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة، والإلتزام بالقرارات الدولية بما فيها القرار 1701.
رغم الخلاف مع الرئيس سليمان، لم يستطع أخصامه أن يوجّهوا له أي اتهام، سوى "طعن المقاومة بالضهر" كونه وصف معادلة "جيش وشعب ومقاومة" ب "الثلاثية الخشبية" ورفع بدلاً عنها شعار "الأرض والشعب والقيم المشتركة" وأصرّ سليمان على حصرية السلاح بيد الجيش، وتحمّله وحده مسؤولية حماية الوطن.
رفض الرئيس سليمان عروض التمديد، وكان مصرّاً على احترام الدستور، والتزامه بحماية مصلحة لبنان، واليوم ما زال الرئيس سليمان قائداً وطنياً فوق الشبهات، يتميّز بالاعتدال والحكمة والروية في كل مواقفه.
تُشكّل البنود الخمس التي أعلنها لقاء الجمهورية لانتخاب رئيس للجمهورية خارطة طريق، ولو عُرضت على استفتاء شعبي، لحصدت تأييد غالبية اللبنانيين، الذين يتوقون إلى بناء وطن حقيقي مزدهر.
حقق عهد الرئيس سليمان نمواً اقتصادياً بنسبة ١٠٪ ، وعاش اللبنانيون في بحبوحة وطمأنينة، وهم اليوم يتوقون إلى تكرار تلك التجربة الوطنية، والصفحة المشرقة من تاريخ لبنان.
فهل ستكون مبادرة لقاء الجمهورية لانتخاب رئيس جديد للبلاد هي الحل؟؟؟ وهل ينجح الرئيس سليمان، بجعل الفرقاء السياسيين يتفقون على انتخاب رئيس جديد للبلاد، استناداً إلى هذه المبادئ وينقذ لبنان من أزمتة ؟؟؟