#الثائر
يواصل الجيش اللبناني حربه على المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة التي تدير عملية التصنيع والاتجار والترويج، وهي حرب تدخل في سياق حماية الأمن القومي اللبناني وايضا الامن القومي العربي، بعدما تحولت هذه العصابات الى خطر قائم يهدد المجتمع اللبناني نتيجة استهداف الجيل الصاعد، ويهدد الاجيال العربية وعلاقات لبنان التاريخية والاخوية معها ناهيك عن وضع لبنان في الدائرة الحمراء الدولية.
وتحدث مصدر عسكري لبناني لـ «الأنباء» قائلا «ان هذه الحرب مستمرة ولن تتوقف، لأنه خطرها يوازي الخطر الخارجي لا بل يتقدم عليه، كونها تفتك بمناعة وقوة المجتمع اللبناني وتهدد علاقاته الخارجية لاسيما مع الاشقاء، وصعوبة هذه الحرب ان عصابات الجريمة المنظمة يتخذون من الاطفال والنساء والابرياء الآمنين دروعا بشرية، وبالتالي فان العمليات تنفذ داخل الأحياء السكنية للمدن والقرى والبلدات، حيث يتحصن المطلوبون.
لذلك تقوم مديرية المخابرات بجهد استعلامي استباقي قبل تنفيذ اي عملية امنية للحد من الخسائر واذا أمكن تصفيرها، لأن المؤسسة العسكرية حريصة كل الحرص على سلامة أي شخص ليس له علاقة بالمجرمين المطلوبين للعدالة، وشديدة الالتزام بكل الضوابط الاخلاقية والانسانية، الأمر الذي يكلفها خسائر فادحة في الارواح من شهداء وجرحى».
وأضاف المصدر انه «في كل عملية امنية يتمكن الجيش من ضبط ممنوعات تشمل الحشيشة، الماريغوانا، السيلفا، الباز والهيرويين ومواد مجهولة النوع، بالإضافة الى حبوب الكبتاغون، التي صادر الجيش 1325956 حبة منها خلال 14 شهرا، والتي يتم تصنيعها عبر آلة للكبس وجهاز للخلط وأفران لتنشيف المواد.
ونتيجة الجهد النوعي لفرع مخابرات البقاع، فان عمليات ملاحقة مصانع الكبتاغون في البقاع الشمالي بخاصة، جعلت هذه المنطقة خالية منها بشكل كبير، وان وجدت بعض البؤر فإنها لا تستطيع التحرك نتيجة الخوف الشديد من المراقبة على مدار الساعة».
واوضح المصدر «ان كل التدابير والإجراءات والعمليات التي تتخذ يكون لها صدى إيجابي عند المواطنين والمسؤولين المحليين والعائلات والعشائر ورجال الدين، والتعاون مطلق، هم يشدون على يد المؤسسة العسكرية لمتابعة هذه المهمة، اذ وصل عدد العمليات الميدانية التي نفذها الجيش اللبناني على مساحة الاراضي اللبنانية ضد عصابات المخدرات إلى 710 عمليات منذ بداية العام 2022 الى نهاية شهر فبراير2023، وبنتيجة هذه العمليات تم توقيف 774 شخصا من عصابات المخدرات، ويتوزعون على جنسيات مختلفة في طليعتهم اللبنانيون 432 موقوفا، و205 من السوريين، و91 فلسطينيا و46 من جنسيات أخرى».
واكد المصدر ان «قيادة الجيش تولي اهمية كبرى لمحاربة آفة المخدرات، كونها ترتبط بالسلامة العامة وبعمليات الخطف والسرقة والاعتداءات والخوات وكافة أشكال الجريمة المنظمة التي يشهدها لبنان، ولانتشار هذه الآفة في المدارس والجامعات الكثير من التداعيات على جيل المستقبل.
اضافة لتعريضها علاقات لبنان مع الاشقاء والاصدقاء للخطر والتدهور، ويكفي الاشارة الى انه في حرب الجيش على عصابات المخدرات ارتقى من صفوفه قرابة 40 شهيدا منذ عام 2000».
وأشار المصدر الى ان «عصابات المخدرات تعمل وسط حراسة مشددة، يوفرها خارجون عن القانون، وفي اماكن محصنة عمرانيا وتقنيا لجهة وضع كاميرات مراقبة، ويسكن رؤوس العصابات في مختلف المناطق اللبنانية، ويتركز وجودهم في البقاع، حيث ينشطون في تصنيع المواد المخدرة والاتجار بها.
وتوسعت العصابات وأتقنت فن صناعة السم الأبيض على انواعه المتعارف عليها وتلك المجهولة، وجمعت مالا حراما كثيرا جدا على حساب صحة مجتمع بأكمله، وهي تدير ايضا شبكات اتصالات خاصة بها وسيارات بزجاج داكن متشابهة، تستخدم للتمويه، وهي نشطت بقوة إبان الحرب السورية، حيث بدأت مع الهاربين من وجه العدالة ويسمون (الطفار) الذين يلجأون الى الجرود العالية، ولاحقا انتقلوا إلى المدن والقرى البقاعية.
واستغل رؤوس العصابات الأزمة السورية وشغلوا نازحين سوريين من بينهم أطفال، وهم يتخلون عنهم في حال تم توقيفهم ولا يكترثون لحالتهم اذا أصيبوا في المواجهات مع الجيش».
ولفت المصدر العسكري الى ان «تجار المخدرات في لبنان ينقسمون إلى ثلاث فئات وهم: تجار الكبتاغون الذين يحققون مبالغ خيالية، ويصنعون المواد في لبنان، عبر عملية سهلة ومن مواد كيميائية بسيطة، وتبلغ كلفة صناعة الحبة 20 سنتا أما مبيعها فهو 20 دولارا اميركيا خارج لبنان.
الفئة الثانية تجار الشنطة وهم الفئة الاخطر، ويحملون المخدرات إلى كل لبنان، يبيعون الهيرويين والكوكايين والأكستسي والكريستال مات والسيلفيا. ويعتمدون على استراتيجية اقتحام المدارس والجامعات عبر تسديد أقساط طلاب يعلمون ان وضع عائلاتهم المادي متعثر، ويدفعون بهم لاحقا إلى ترويج المخدرات لصالحهم.
وهذا النوع يبقى الأخطر لأنه ينقل المخدرات الى لبنان ويطال الفئة الشابة، ونتيجة الادمان يندفعون الى السرقة والسلب وفرض الخوات أيضا وأحيانا الدعارة. والفئة الثالثة هم تجار الحشيشة والماريغوانا، الذين تراجع عملهم مع تراجع الربح من هذه المزروعات».
وكشف المصدر ان «عصابات الجريمة المنظمة اسماؤهم معروفة والحيز الجغرافي الذي يتواجدون فيه، واخطرهم كل من: حسن ع. ج. وشقيقه حسين، وعلي منذر زعيتر الملقب بـ«أبو سلة»، وعلي صادق أ. وشقيقه عباس، وزين العابدين ن، وإخوته عبد الحكيم وعباس وأيلا، اضافة الى حسن حسين أ. وشقيقيه علي وإسماعيل، وعباس عصمت أ وابنه حسين. وجميعهم ملاحقون، من قبل مديرية المخابرات حتى توقيفهم وتخليص اللبنانيين من جرائمهم وسوقهم الى القضاء المختص».
داوود رمال - الانباء الكويتية