#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الدولارُ الى ارتفاعٍ غيرِ مسبوقٍ ومجنونٍ ولا قدرةَ على ضبطهِ والتدخُّلِ للجمهِ. يعني عملياً:
الأنهيارُ يتسعُ والناسُ في حالةِ هلعٍ حيالَ ما ينتظرهمْ بعدُ...
ومع ارتفاعِ الدولارِ ترتفعُ صيرفةٌ لتلامسَ الخمسينَ الفاً ومعها ترتفعُ الرسومُ في الدوائرِ وفي فواتيرِ الكهرباءِ زائدَ عشرينَ بالمئةِ، وفواتيرُ الاتصالاتِ من خليويٍّ وثابتٍ...
اما الكارثةُ التي حلَّتْ على الناسِ فهي مفاجأةُ الزيادةِ التي طرأتْ على الدولارِ الجمركيِّ الذي عملياً صارَ خمسةً واربعينَ الفاً بحيثُ ان كثيراً من الموادِ الاستهلاكيةِ سترتفعُ بشكلٍ مجنونٍ مع بدءِ التسعيرِ بالدولارِ.
وهذهِ عمليةٌ بحدِّ ذاتها لا يمكنُ ضبطها خصوصاً عندما تختلطُ الامورُ بينَ البضائعِ القديمةِ والتي دخلتْ على دولار1500 او دولار 15 الفاً او دولار 45 الفاً، وكيفَ إذا كانتْ اسعارُ الدولارِ تحلِّقُ،
والناسُ واقفةٌ في الصفِ تشاهدُ على الشاشاتِ امامها الدولارًُ يقفزُ بشكلٍ هستيريٍّ...
عملياً: كيفَ يعرفُ المواطنٌ وهو يجولُ في السوبرماركت ما هو مجموعُ فاتورتهِ؟
هلْ يحملُ معهُ في كلِّ دائرةٍ آلةً حاسبةً ليتوقفَ عندَ حدٍّ معينٍ؟
أم انَ عليهِ ان يأتيَ الى الصندوقِ ليأكلَ الصدمةَ ويضطرَ لاعادةِ نصفِ الاغراضِ.
***
ابناءَ بلدي يُذلُّونَ.
ابناءَ بلدي يُقهرونْ.
ابناءُ بلدي يموتونَ من دونِ دواءٍ.
ابناءُ بلدي من دونِ افقٍ.
ابناءُ بلدي من دونِ عملٍ.
ابناءُ بلدي من دونِ طبابةٍ.
ابناءُ بلدي من دونِ تعليمٍ...
الى أينَ أخذنا المجرمونَ والى أينَ اخذوا شعبنا؟
***
لم نعدْ نهتمُّ للقضاءِ ومفاجآتهِ واخبارهِ، ولا لجلساتِ التشريعِ التافهةِ والسخيفةِ، ولا لاخبارِ الرئاسةِ الضائعةِ في مدنِ العالمِ ولا قرارَ لبيروتَ فيها..
ما يهمنا الدموعُ من عيونِ الناسِ وهي تطردُ من عملها لأنَ المؤسساتِ تقفلُ،
وهي تغادرُ مستوصفاً حزينةً لأنَ لا دواءَ، وهي تقفُ بالصفِ امامَ المصارفِ لتأخذَ بالقطارةِ جنى اعمارها...
استوقفني تعليقُ احدِ القراءِ طالبني بأنْ افتحَ مسألةَ تعويضاتِ العسكرِ المتقاعدينَ، وهي بعدما دُفعتْ وحُوِّلتْ الى المصارفِ فاحتجزتها المصارفُ ولا تَقبلُ إلاَّ ان تدفعَ للعناصرِ العسكريةِ بالقطارةِ...
مليونٌ او مليونان بالشهرِ لا تكفي ثمنَ الخبزِ والزيتونِ للعسكرِ المتقاعدِ...
***
هذهِ هي مؤشِّراتُ اليومَ، ولكنْ ماذا لو استمرَ الدولارُ بالارتفاعِ، وماذا لو وصلَ قبلَ نهايةِ الاسبوعِ المقبلِ الى 100 الفِ ليرةٍ لبنانيةٍ، كيفَ سيتصرَّفُ المجرمونَ المُمسكونَ بالسلطةِ والذينَ يُديرونَ امورَ العبادِ؟
وأينَ الناسُ؟
هلْ خافوا؟
هلْ استسلموا؟
هلْ تأقلموا؟
هلْ يموتونَ ببطءٍ؟
هلْ صاروا يُحبُّونَ جلاديهمْ؟
أينَ الناسُ لا تكسُرُ القيودَ وتتحرَّرُ من سجونِ الذلِّ والفقرِ وتجتاحَ الجميعَ... نحتاجُ الى معجزاتٍ وليسَ الى معجزةٍ.
هلْ ولَّى زمنُ المعجزاتِ؟