#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هلْ كانَ اهالي ضحايا إنفجارِ المرفأِ بحاجةٍ الى ما قاموا به ليذكِّروا السلطةَ الظالمةَ بقضيةِ اولادهمْ وعائلاتهمْ والتي صارتْ وكأنها منسيَّةٌ؟
وهلْ المُودعونَ بحاجةٍ لاطلاقِ الرصاصِ على واجهاتِ المصارفِ وعلى الموظفينَ داخلها لتذكيرِ المصارفِ واصحابها بودائعهمْ المقرصَّنِ عليها،
والتي يبدو أنهمْ لنْ يحصلوا عليها طالما ان حكومةَ "النجيبِ" تغرقُ كلَّ يومٍ مجلسَ النوابِ بمشاريعَ قوانينٍ وهميةٍ الهدفُ منها شطبُ اموالِ المودعينَ،
وها هو مشروعُ قانونِ إعادةِ التوازنِ الماليِّ المعروضُ على مجلسِ النوابِ بالتوازي مع قانونِ الكابيتال كونترول،
يؤكِّدُ هذهِ المخاوفَ وقد وصفتهُ مصادرُ نيابيةٌ رفيعةٌ بأنهُ فضيحةٌ بكلِّ ما للكلمةِ من معنى...
هلْ تريدُ هذهِ السلطةُ التوصُّلَ الى نتائجَ في تحقيقِ المرفأِ، وهلْ تريدُ هذهِ السلطةُ ايجادَ حلولٍ لازمةِ المودعينَ واموالهمْ،
أم أنها تريدُ تصفيةَ المصارفِ مع الودائعِ لتعيدَ ترتيبَ نظامٍ مصرفيٍّ جديدٍ لا احدَ يعرفُ اهدافهُ...
واستطراداً... هلْ كنا بحاجةٍ لهذا الأخذِ والردِّ في الملفَّاتِ القضائيةِ المفتوحةِ مع حاكمِ المركزيِّ حتى يأتينا القضاءُ الاوروبيُّ،
ليدخلَ بوصايةٍ جديدةٍ على البلدِ تبدأُ بالقضاءِ ولا نعرفُ أينَ ستنتهي..
ثمَّةَ مَنْ سيقولُ: نعم، نحنُ بحاجةٍ لتحقيقاتٍ دوليةٍ في المرفأِ وفي المصارفِ،
ولو قامَ القضاةُ اللبنانيونَ "بشغلهمْ" لَما وصلنا إلى هنا..
***
عظيمٌ... ولكنْ من يعرفُ الى أينَ ستُوصِلُ هذهِ الامورُ في بلدٍ مفتوحٍ على خياراتٍ سياسيةٍ خطيرةٍ،
وهلْ سيبقى الثنائيُّ الشيعيُّ متفرِّجاً امامَ دخولٍ دوليٍّ على البلدِ، من بابِ المصارفِ والمرفأِ من دونِ ان يحرِّكَ ساكناَ؟
وإذا ارادَ المواجهةَ في حالِ اتسعتْ الرقعةُ، فكيفَ وبأيةِ ادواتٍ، وما هو سقفُ هذهِ المواجهةِ؟
وإذا توسعتْ الدائرةُ في الملفِّ الرئاسيِّ،
مَنْ يضمنُ ان لا يُفرضَ رئيسُ جمهوريةٍ فرضاً من قبلِ المجتمعِ الدوليِّ، تحتَ وطأةِ تسويةٍ كبيرةٍ لا يكونُ للبنانيينَ دورٌ فيها...
هلْ هذا ما نريدهُ كشعبٍ قاومَ وثارَ وناضلَ؟
وهلْ هذا ما نستحقُّهُ؟
غداً جلسةُ انتخابٍ رئاسيةٍ جديدةٍ تدورُ في الحلقةِ ذاتها.. اما الناسُ ففي مكانٍ آخرَ.
ولعلَّ اسوأَ ما ينتظرهمْ رفعُ الدعمِ بالكاملِ عن حليبِ الاطفالِ كما اعلنَ وزيرُ الصحةِ.
انتظروا المزيدَ من الاحتكاراتِ والمزيدَ من الغلاءِ، والمزيدَ من الانقطاعاتِ!