#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
القضاةُ على طريقِ "نصفِ اعتكافٍ" كما يُعلنُ ويسرَّبُ، ولكنْ حتى الساعةَ لا شيءَ اكيداً، فيما التوقيفاتُ في ملفَّاتِ النافعةِ والدوائرِ العقاريةِ قد تُوقِفُ العملَ من جديدٍ في اكبرِ مصدرينِ للوارداتِ في لبنانَ، الى جانبِ الجماركِ التي تتعطَّلُ انظمتها من وقتٍ الى آخرَ وتتوقفُ معها ايراداتُ الدولةِ...
وعلى ضوءِ نتائجِ الطعنِ بشأنِ الموازنةِ، علاماتُ العائداتِ والوارداتِ بالنسبةِ للموازنةِ بكاملها، قد تتبدَّلُ خصوصاً ضرائبياً او على صعيدِ سعرِ الصرفِ وصيرفةٍ وغيرها...
دولةٌ بكاملها نتيجةَ تشتُّتِ سلطتها وضياعِ المرجعياتِ فيها والقراراتِ الطالعة والنازلةِ ، دولةٌ بكاملها في مهبِّ الريحِ ومعها يشعرُ المواطنُ أنهُ عالقٌ بينَ الارضِ والسماءِ، وبينَ البحرِ واليابسةِ، والهاويةِ والبرِّ...
***
هلْ يُعقلُ انهُ الى جانبِ إنهيارِ العملةِ وغلاءِ الاسعارِ وتبخُّرِ اموالِ الناسِ، جاءتْ سعدناتُ "صيرفةٍ" لتزيدَ البلبلةَ في الاسواقِ ولتزيدَ مع رفعِ سعرها اسعارَ الخدماتِ بنسبةِ 22 % ،
ولتأكلَ معها رواتبَ القطاعِ العامِ التي بالكادِ دخلتْ الى جيوبِ الموظفينَ ، وهكذا تحوَّلتْ منظومةُ الدولةِ المسؤولةِ عن حمايةِ الليرةِ الى قاعدةِ "حاميها حراميها"، تُعطي بيدٍ وتسرقُ بيدٍ اخرى.
الاسوأُ الى جانبِ ما ينتظرهُ الناسُ على صعيدِ الكهرباءِ وهمْ يتابعونَ سجالاتٍ لا شأنَ لهمْ بها، الاسوأُ ما يجري على صعيدِ القطاعِ الصحيِّ والاستشفائيِّ حيثُ إنهارَ كلياً هذا القطاعُ مع تآكلِ اموالِ الضمانِ الاجتماعيِّ،ومع توقُّفِ الناسِ عن التأمينِ الخاصِ الذي يشترطُ الفريش دولار، ومع إنهيارِ موازنةِ وزارةِ الصحةِ... ناسٌ تنتظرُ الموتَ من دونِ ايِّ املٍ بعلاجٍ، او بعمليةٍ جراحيةٍ تكلِّفُ الملايينَ، او بادويةٍ مفقودةٍ او بالفريش دولار...
***
ماذا تقدِّمُ هذهِ السلطةُ للناسِ منذُ ثلاثِ سنواتٍ، اي منذُ الثورةِ ولغايةِ اليومَ.
لا شيءَ سوى قراراتٍ عبثيةٍ ومتهوِّرةٍ هذا إذا وُقِعَ القرارُ،
هلْ من الصدفةِ ان تقولَ مجموعة غولدمان ساكس الماليةُ ان التخلُّفَ عن سدادِ اليوروبوندز سرَّعَ إنزلاقَ لبنانَ في الازمةِ الاقتصاديةِ.
مَنْ يُحاسبُ هؤلاءِ على المؤامرةِ التي نفَّذوها؟
ومَنْ يُحاسبُ هؤلاءِ على الخيانةِ والجريمةِ التي اوقعوا البلادَ فيها ولمصلحةِ مَنْ عملوا؟
واليومَ مَنْ يقولُ ان ليسَ هناكَ قراراتٌ او خططٌ تنفذُ او في صددِ التنفيذِ ترتقي الى مستوى المؤامرةِ..
نعيشُ مع ساقطينَ اخلاقياً ومتآمرينَ ومجرمينَ وخونةٍ... وننتظرُ ان تأتيَ الاموالُ والمساعداتُ والهبَّاتُ وحتى اسماءُ الوزراءِ والرؤساءِ من الخارجِ...
فهلْ نحنُ دولةٌ؟
***
اليومَ يُقالُ ان الاجتماعَ الاوروبيَّ للرئاسةِ في باريس قد لا ينجحُ...
ويُقالُ ان الوفدَ القضائيَّ الآتي الى لبنانَ قد يصطدمُ بعراقيلَ وعقباتٍ قانونيةٍ ودستوريةٍ،
والرئاسةُ التي حُدِّدَ موعدُ استئنافِ جلساتها في الثاني عشرَ من الجاري، ستقعُ في الدائرةِ الفارغةِ نفسها، رغمَ الحديثِ عن تحرُّكٍ لابدالِ اسمٍ باسمٍ، والجلساتُ الوزاريةُ رهنُ التوافقِ على الرغمِ من الطعنِ ببعضِ مراسيمها السابقةِ.
بلدٌ يغلي على برميلِ بارودٍ، ومسؤولونَ تافهونَ يُديرونهُ، والناسُ تسقطُ في محظورِ الاعدامِ الجماعيِّ!