#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تَطرحُ مسألةُ حضورِ وفدٍ قضائيٍّ اوروبيٍّ الى لبنانَ للتحقيقِ مع حاكمِ البنكِ المركزيِّ ومجموعةِ مسؤولينَ ماليينَ سابقينَ وحاليينَ اضافةً الى مصرفيينَ،
امراً دقيقاً وخطيراً وملفاً قد يتفجَّرُ بشكلٍ كبيرٍ في الايامِ المقبلةِ، خصوصاً اولاً لناحيةِ السابقةِ الاولى في التدخُّلِ في شؤونٍ داخليةٍ لبنانيةٍ،
بما يَمسُّ السيادةَ اللبنانيةَ،
وثانياً لناحيةِ كيفيةِ تعاملِ السلطاتِ القضائيةِ اللبنانيةِ والرسميةِ ايضاً مع هذا الوفدِ،
وماذا سيكونُ دورُ الضابطةِ العدليةِ فيما لو رفضَ احدُ المطلوبِ الاستماعُ إليهمْ الحضورَ،
حتى الساعةَ من الواضحِ ان هناكَ توجُّساً من الجميعِ حيالَ هذا الملفِّ الذي يُشكلُ سابقةً قد يتبعهُ تحقيقٌ ايضاً، ربما في ملفِّ مرفأِ بيروت.
فكيفَ سيتعاملُ الثنائيُّ الشيعيُّ مع ملفٍّ بهذهِ الخطورةِ، وما موقفُ مدعي عامِ التمييزِ، وكيفَ سيتصرَّفُ "النجيبُ العجيبُ" في ملفٍّ دقيقٍ وخطيرٍ قد يعرِّضُ في حالِ عدمِ تعاونهِ فيهِ،
"النجيبَ" لمساءلةٍ اوروبيةٍ.
هو ملفٌ خطيرٌ من الضروريِّ الاضاءةُ عليهِ اليومَ قبلَ الغدِ، لمعرفةِ الى أينَ سيصلُ وما هي تداعياتهُ.
***
بالعودةِ الى الايامِ الماضيةِ ليستْ المرَّةُ الاولى التي يُصيبُ الرصاصُ الطائشُ المتجوِّلُ الطائراتِ في مطارِ بيروتَ،
وما جرى ليلةَ رأسِ السنةِ وما سبقها وما تبعها من إطلاقِ نارٍ استهدفَ الطائراتِ وارعبَ الركابَ والسيَّاحَ والمغتربينَ القادمينَ او المغادرينَ، رسالةً خطيرةً تهزُّ الامنَ اللبنانيَّ،
والسؤالُ الى متى سيبقى المجتمعُ الدوليُّ وشركاتُ الطيرانِ و"الاياتا" يعطونَ فرصةً لمطارِ بيروتَ واعتبارهُ آمناً على صعيدِ حركةِ الطيرانِ ...
***
نفتتحُ العامَ على تراكماتِ عامٍ سابقٍ، الازماتُ هي نفسها تُستنسخُ وتتوالدُ وتتكرَّرُ فصولاً. من المصارفِ الملتهيةِ الانَ بالاستفادةِ المجنونةِ من صيرفةٍ،
فيما نسيتْ اموالَ المودعينَ المقرصنِ عليها، الى الكهرباءِ الضائعةِ بينَ التمويلِ وغيابِ القرارِ السياسيِّ والنكاياتِ والتعرفةِ المسروقةِ،
مروراً بازماتِ الدواءِ والمحروقاتِ التي تهبُّ رياحها من وقتٍ لآخرَ فيما لم ينتبهْ المواطنونَ ان زيادةَ سعرِ صيرفةٍ الذي افتكروا انهم سيستفيدونَ منهُ سيدفعونهُ اضعافاً في اسعارِ الاتصالاتِ وفواتيرِ الكهرباءِ والرسومِ البلديةِ والعقاريةِ وغيرها...
ولا تنتهي ملفَّاتُ الازماتِ المفتوحةِ عندَ حدودِ الجلساتِ الوزاريةِ التي يبدو انها تحوَّلتْ الى مراسيمَ جوَّالةٍ بفعلِ اتفاقِ جنبلاط – باسيل،
فيما يسعى ميقاتي لتكبيرِ ازمةِ الكهرباءِ لينقلَ الملفَّ الى مجلسِ الوزراءِ ...
اما اكبرُ الملفَّاتِ المفتوحةِ فهو ازمةُ الرئاسةِ الاولى التي لا يبدو انها ستتحرَّكُ على شيءٍ اقلَّهُ في المدى المنظور،
باستثناءِ مبادراتٍ وتحركاتٍ ومواقفَ قد تكونُ مفاجئةً لرئيسِ التيارِ الوطنيِ الحرِّ جبران باسيل.
مرتا مرتا انت مشغولةٌ بامورٍ كثيرةٍ والمطلوبُ واحدٌ...
آخرُ همٍّ عندَ الناسِ كلُّ الازماتِ: يُريدونَ ان يأكلوا!