#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الانفجارُ، وما ادراكم ما قوةُ الانفجارِ المعيشيِّ- الاجتماعيِّ،هو مرحلةٌ تأتي بعدَ الإهتراءِ، ومعها لا يعودُ بالإمكانِ فعلُ أيِّ شيءٍ .
في الوضعِ اللبنانيِّ بدأت بعضُ مظاهرِ الانفجارِ على كلِّ المستوياتِ ، فبعدَ " التحلُّلِ السياسيِّ "،
كرَّت السبحةُ وهي ستتناولُ كلَّ القطاعاتِ ، وهي قطاعاتٌ حيويةٌ من شأنِ توقفها عن العمل أن تضربَ سائرَ القطاعاتِ ، وعلى سبيلِ المثالِ لا الحصرِ ، هذه بعضُ العلاماتِ :
الصيدلياتُ الواقعةُ ما بين منطقتي بكفيا والضبية، أي نصفَ المتنِ الشمالي تقريباً،( وللعِلم فإنَ عددَ هذهِ الصيدلياتِ يفوقُ الأربعينَ صيدليةً ) أعلنت الاضرابَ والاقفالَ يومَ الخميسِ المقبلِ بتاريخ 20 أيار، وذلكَ اعتراضاً على آليةِ توزيعِ الادويةِ والمطالبةِ باستلامها بشكلٍ منصفٍ وعادلٍ وخاصةً ادويةُ الامراضِ المزمنةِ مثلَ ادويةِ الضغطِ والسكري،
لأن التقنينَ في تلكَ الادويةِ يضعهم في مواجهةٍ مع المواطنينَ الذين يتهمونهم بتخزينِ الادويةِ واخفائها.
لا يقتصرُ الأمرُ على هذهِ الكارثةِ، بل هناكَ غشٌّ في الأدويةِ من خلالِ بيعِ اصنافٍ منها مستوردةٌ بالتهريبِ ،
وبلدُ المنشأِ غيرُ موثوقٍ بهِ ، فمَن يضمنُ ان لا تكونَ هذهِ الادويةُ سبباً للتسمُّمِ بدلَ ان تكونَ سبباً للعلاجِ ؟
***
لا يقتصرُ الانفجارُ على هذا المشهدِ الآتي ، بل هناكَ مشهدٌ سبقهُ :
٧٠٠صيدليةٍ أقفلت، الدواءُ مفقودٌ، هجرةٌ كبيرةٌ للأطباءِ، مستلزماتٌ طبيةٌ غيرُ متوفرةٍ، مرضى المستشفياتِ يدفعونَ فروقاتٍ خياليةً .
هذه الارقامُ ليست وجهةَ نظرٍ بل هي ارقامٌ موثوقةٌ أوردها رئيسُ لجنةِ الصحةِ النيابيةِ الدكتور عاصم عراجي .
***
ومن علاماتِ الانتظارِ... قبلَ الانفجارِ، ما أوردهُ نقيبُ الأطباءِ البروفسور شرف ابو شرف من أن أكثرَ من 1200 طبيبٍ من خيرةِ أطباءِ لبنانَ أصبحوا في الخارجِ ليسَ لسفرٍ موقَّتٍ بل لهجرةٍ دائمةٍ .
هؤلاءُ لا يُعوَّضونَ لأنه كم من السنواتِ ستمرُ لنصلَ إلى 1200 طبيبٍ جديدٍ .
***
محطاتُ البنزين تُذِلُّ الناسَ والتنكةُ بـــ (٧٠) الفَ ليرةٍ،الموادُ الاستهلاكيةُ المدعومةُ تباعُ باسعارِ السوقِ،مؤسساتُ الدولةِ تنهارُ،المحاسبةُ مغيَّبةٌ، الجشعُ، والفوضى اصبحا آفةَ الناسِ.
***
ومن علاماتِ الانفجارِ الاجتماعيِّ بعدَ النهبِ والهدرِ والفسادِ، الصرخةُ التي اطلقها موظفو القطاعِ العام الذينَ باتوا يعتبرونَ أنهم أصبحوا عمالَ سخرةٍ، وأنّ راتبَ الموظفِ وصلَ إلى حدٍّ لا يستطيعُ من خلالهِ تأمينَ الحاجاتِ الأوليةِ الأساسيةِ بعدَ وصولِ الحدِّ الأدنى للأجورِ إلى ما دون ٥٠ دولاراً،
فطالبوا بتقليصِ دوامِ العملِ بما يتناسبُ مع الراتبِ الحاليِّ وقيمتهِ الشرائيةِ التي انخفضت أكثرَ من ٨٠ في المئةِ.
فمَن كانَ يقبضُ مئةَ ليرةٍ مثلاً ، صارتْ قيمتها عشرينَ ليرةٍ ، فكيفَ يُكمِلُ ؟
***
وايضاً وايضاً، الابتزازُ الذي يمارسهُ بعضُ التجارِ ،
وآخرُ إبداعاتهم أن معظمهم قررَ التوقفَ عن البيعِ بالأسعارِ المدعومةِ قبلَ ان تسدِّدَ الدولةُ ما وعدت بهِ سابقاً من أموالٍ متراكمةٍ عليها بالمدعومِ،
وبالتالي فأن شحناتِ الموادِ الغذائيةِ التي تنتظرُ التفريغَ في مرفأ بيروتَ ستباعُ وفقَ سعرِ الصرفِ اليومي.
كلُّ شيءٍ في البلدِ في وضعِ الانتظارِ... قبلَ الانفجارِ.