#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كشفتْ البرامجُ التلفزيونيةُ التي رافقتْ الميلادَ المجيدَ حجمَ الإنهيارِ الذي يُعاني منهُ النظامُ الصحيُّ في لبنانَ، وغيابَ الرعايةِ الصحِّيةِ عن اللبنانيينَ...
فالبرامجُ التي خصَّصتْ جزءاً من إهدافها لجمعِ التبرُّعاتِ لمرضى، اطفالاً وكباراً، أخذتْ شهاداتٍ من هؤلاءِ او من بعضهمْ.
شهاداتٌ تُبكي القلوبَ وتزلزلُ النفوسَ... فقرٌ مدقعٌ يرافقُ المرضى وعجزٌ عن تأمينِ الادويةِ والعلاجِ والاستشفاءِ، وسطَ بطالةٍ مُوجعةٍ،
وصعوبةٍ في الانتقالِ حتى للتفتيشِ عن الدواءِ والعلاجِ..
ناسٌ بالكادِ تملكُ ثمنَ الرغيفِ تُفتشُ عن ليرةٍ لتتنقلَ من اقصى الشمالِ الى بيروت بحثاً عن حبَّةِ دواءٍ،
لنْ تجدها ألاَّ بالواسطةِ، او مزوَّرةً او مهرَّبةً او بعددٍ غيرِ كافٍ او بأسعارِ بالفريش دولار.
***
يقولُ اهالي بعضِ المرضى،
أنهم احياناً يَعمدونَ الى إقتسامِ حبَّاتِ الدواءِ لعلاجِ اولادهمْ...
كما ظهرَ النضوجُ على المرضى وعلى اهاليهم، وكمْ كانَ جبينهمْ عالياً وهم يُطالبونَ بالمساعداتِ والتبرُّعاتِ ليعيشَ احبابُهمْ..
الى أينَ اوصلتِ الناسَ هذهِ المنظومةُ؟
الى الموتِ والجوعِ والفقرِ والبطالةِ والذلِّ...
بدلَ ان تتحوَّلَ مناسباتنا وشاشاتنا في الاعيادِ الى محطاتِ فرحٍ واعيادٍ، جاءتنا الحقيقةُ المرَّةُ والمُوجعةُ التي صفعتنا، وكشفتْ لنا حجمَ الكارثةِ التي يعيشها الناسُ على كلِّ الصُّعدِ...
***
حاناتٌ ومطاعمُ تعجُّ بالمغتربينَ، ومحلاتُ الثيابِ الفاخرةِ فرغتْ من البضائعِ، وفي المقابلِ الشعبُ بكاملهِ تحتَ خطِّ الفقرِ ينتظرُ الاعدامَ.
تقولُ والدةُ احدِ مرضى السرطان،
أنها ترجَّتْ من الاطباءِ تأمينَ مورفين لولدها ليموتَ من دونِ وجعٍ.. لأنَ المورفينَ حتى كانَ مقطوعاً...
لم يتركوا للشعبِ اللبنانيِّ سوى الشحاذةِ والذلِّ...
***
فأيُّ محطاتٍ تنتظرنا بعدَ الاعيادِ؟
سيغادرُ المغتربونَ تماماً كما غادروا في الصيفِ.. وستعودُ المصائبُ لتحلَّ فوقَ رؤوسِ الجميعِ.
واولُ المصائبِ الكهرباءُ التي تنتظرُ التمويلَ من مصرفِ لبنانَ،
ومصرفُ لبنانَ تقولُ اوساطُ حاكمهِ انهُ يريدُ تشريعاً لكي يَصرفُ..
عملياً لا بابَ للتشريعِ ولا لصرفِ الاموالِ على الكهرباءِ:
إذاً لا زيادةَ في ساعاتِ التغذيةِ...
***
وعلى سيرةِ الدواءِ.. مع ارتفاعِ الدولارِ إنقطعتْ الادويةُ وارتفعتْ اسعارها... فكيفَ والى أينَ ستذهبُ هذهِ الاسعارُ، وهلْ سنجد ادويةً في الصيدلياتِ؟
ازماتُ القطاعاتِ تزدادُ وتتعقَّدُ.
فيما طغاةُ السلطةِ يتسلُّونَ ويتلَّهونَ باعلانِ مبادراتٍ ولقاءاتٍ لنْ تًوصلَ الى أيِّ شيءٍ...
وازماتُ الصلاحياتِ والحكومةِ والتشريعِ ستتوالى فصولاً...
***
هذا الاسبوعُ ايضاً تستمرُّ الاجازاتُ لمسؤولينَ اساساً في إجازةٍ وعاطلونَ عن الانتاجيةِ،
فمنْ يُديرُ شؤونَ الناسِ المكسورةِ والمنكسرةِ؟
وما نفعُ دولةٍ اساساً إذا كانتْ لا تقدِّمُ لا الرعايةَ ولا الامانَ، فيما شعبها يُقدِّمُ "الجزيةَ" والسخرةَ لطغاةٍ سارقينَ...؟