مقالات وأراء

تلفزيون لبنان إشراقة جديدة مع فيفيان لبّس

2022 تشرين الثاني 23
مقالات وأراء

#الثائر

- " فادي غانم "

رغم كل الظروف الصعبة التي تعصف بالبلد، وتعاني منها المؤسسات التابعة للدولة، يشهد تلفزيون لبنان حالياً انطلاقة جديدة، مع المديرة العامة فيفيان لبّس، التي تولت منصبها منذ مطلع العام الحالي، ويصفها كل من يعرفها بأنها: "المناضلة التي تعمل بصمت".

انطلقت مجموعة من البرامج الجديدة في التلفزيون، والعمل مستمر لإطلاق باقة جديدة متنوّعة فالتلفزيون يضم نخبة من أكفأ الإعلاميين في لبنان والعالم العربي، لكن بعض الأمور القانونية، ونقص التمويل المادي، تعيقان تنفيذ خطة النهوض بتلفزيون لبنان، فتكلفة مبلغ أربعة ملايين دولار لنقل مبارة كأس العالم في كرة القدم شكّلت معضلة حقيقية لدى الحكومة، فكيف لمؤسسة إعلامية رسمية أن تنافس اليوم دون دعم مادي، وفي ظل جملة قيود وشروط على عملها.

لقد أغنت الحملات الانتخابية التلفزيونات الخاصة، وكانت أسعار المقابلات خيالية، بحيث تجاوزت المئة الف دولار أحياناً، أما التلفزيون الرسمي فكان عليه بموجب القانون تخصيص وقت للمرشحين، ودون مقابل مادي، خاصة الذين ليس لديهم قدرة مادية على دفع التكاليف.

قد يكون هذا الإجراء عادلاً من وجهة النظر الديمقراطية وتحقيقاً للمساواة بين المرشحين، لكن يجب في هذه الحالة على الدولة أن تسدد المبالغ اللازمة لتلفزيون لبنان، فاستمرار وتفوق أي مؤسسة إعلامية اليوم يرتبط بجملة إجراءات مكلفة، كما يجب إعطاء الحرية للتلفزيون لاستضافة مرشحين مقابل بدل مادي.

فشراء فيلم أو مسلسل ناجح وعرضه على المحطة، يحتاج إلى ثمن، وهذا الثمن غير متوافر لدى تلفزيون لبنان، هذا إضافة إلى رواتب الموظفين التي تآكلت بسبب انهيار العملة الوطنية، فغادر قسم منهم إلى خارج لبنان، وبات يوجد نقص في عدد الموظفين.

وهناك أيضاً عدة قيود تفرضها الحكومة على تلفزيون لبنان، مما يعيق حرية المناورة لدى إدارة التلفزيون، فيتم مثلاً فرض قيود على استضافة بعض الشخصيات، التي قد تُبدي انتقاداً حاداً للسلطة، ومن المعروف أن بعض التلفزيونات تستفيد من توق الجمهور إلى سماع هذا النوع من الأخبار والحوارات، وكشف بعض الأسرار وارتكابات السلطة. كما أن النقص في عدد الموظفين، وتكرار وإعادة عرض البرامج يقلل من عدد المشاهدين ومتابعي التلفزيون.

هي أزمة الإعلام الرسمي في كل الدول العربية، التي شكلت منبراً مدافعاً عن السلطة، مهما ارتكبت من أخطاء، وهذا جعل دور الإعلام الرسمي يتراجع وينكفئ ويضمحل أحياناً، لذا بات واجباً التخلص من هذه القيود، وإعطاء مساحة حرية أوسع لتلفزيون لبنان، للتمكن من استعادة مجده السابق، وهو لا تنقصه الكفاءآت كما ذكرنا، لكن فقط يجب فك بعض القيود، ففي نهاية المطاف الإعلام لا يقوم بدون الشق المالي، وهناك جانب تجاري مهم يجب أن تمارسه أي مؤسسة إعلامية، لتأمين التمويل اللازم لاستمراريتها، فلماذا لا يستفيد تلفزيون لبنان من البرامج الممولة من مؤسسات وأفراد متمولين وعرض الدعايات وغير ذلك، رغم أنه يحقق نسبة مشاهدة لا بأس بها.

تسعى لبّس جاهدة لأحداث نقلة نوعية في التلفزيون، وهي نجحت في تطوير العمل وتحديث البرامج، وفتح هذا المنبر الوطني لكل الشخصيات من؛ سياسيين، وإعلاميين، ومحللين، وناشطين في كافة المجالات، وإذا توافر بعض الدعم الحكومي سيتمكن تلفزيون لبنان من استعادة مكانته في صدارة وسائل الإعلام والتلفزيونات المحلية والعالمية، فهو لديه ميزة أساسية كتلفزيون رسمي، يشكل رمزاً لسيادة واستقلال لبنان، ودون التبعية أو الانحراف إلى جانب هذا الفريق السياسي أو الطائفي أو ذاك.

لا شك أن اللبنانيين ينتظرون بشوق أن يعود تلفزيون لبنان إلى سابق مجده، ويبقى هذا الأمل معلقاً على خطوات ضرورية من جانب الدولة، حفاظاً على هذه المؤسسة العريقة، ورمزيتها الوطنية، والفرصة متاحة مع إدارة فيفيان لبّس ونخبة من الإعلاميين، الذين ما زالوا يكافحون، ويضحون، رغم كل الصعوبات، للحفاظ على تلفزيون لبنان.

اخترنا لكم
عودةٌ إلى الوراءِ!
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
خوفًا من الصراع... شركات طيران تعلّق رحلاتها إلى الشرق الأوسط
المزيد
"شُحنَت في صيف 2022".. شركة "البايجر" وهمية؟
المزيد
اخر الاخبار
"خطواتٌ جديدة" على الحدود!
المزيد
بزشكيان: ندعو إلى وحدة المسلمين لوقف المجازر الإسرائيلية
المزيد
تعليق للشركة اليابانية حول انفجارات أجهزة اللاسلكي
المزيد
الحزب ينعى مؤسّس قوة الرضوان ابراهيم عقيل وهيئة أركانها
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
مظاهرة بالعاصمة المكسيكية تدعو لإلغاء الحق في الإجهاض
المزيد
الدولُ الحضاريةُ تحتفلُ بالانتخاباتِ… ونحنُ نعيشُ هواجسَ ما بعدها...!
المزيد
ارتفاع مسائي "مستمر" لسعر صرف الدولار... اليكم آخر ما سجله!
المزيد
أصعب وصية
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر
فياض: تنظيف مجاري الأنهر بمزايدات لتفادي الفيضانات وحماية البنى التحتية