#الثائر
بات الجميع على اقتناع بأن الإنتخابات الرئاسية في إجازة، وحيث أهل السياسة واللبنانيون، كما العالم بأسره، سيتسمّرون أمام الشاشات لمشاهدة مباريات كأس العالم في كرة القدم، فيما "الماتش الرئاسي" سيطول أمده لجملة ظروف ومعطيات داخلية ودولية، وبانتظار تبلور ما يجري في المنطقة والعالم من تحوّلات.
في السياق، يتوقّع النائب أشرف ريفي لـ"النهار"، أن يستغرق انتخاب الرئيس العتيد بضعة أشهر، واصفاً ما يجري اليوم بالمناورة الرئاسية، "لأن فريق الممانعة ليس بوسعه أن يؤمّن أكثر من 50 صوتاً للنائب السابق سليمان فرنجية، في حين ان مرشحنا النائب ميشال معوض يرتفع منسوب أصواته، ولكن قد نصل إلى خيارات بانتظار أن تتبلور الصورة ومشهدية الوضعين الداخلي والخارجي، إذ ثمة متغيّرات ستحصل حتماً وفق المعطيات والأجواء على الأرض"، مشيراً إلى أن "إيران تتهاوى، وانتهت مهمتها ودورها القذر في المنطقة. ومن الطبيعي أن تنهار أذرعتها أو عملاؤها في الداخل والمنطقة، على غرار سقوط الإتحاد السوفياتي الذي تلاه آنذاك إنهيار المعسكر الإشتراكي، وهذا المثال لا يزال حياً، وأولى تداعيات تفكّك إيران تلك الصورة التي نشهدها في مجلس النواب لدى الفريق الذي يسمى 8 آذار من #حزب الله وحلفائه، إذ لأول مرة يخذلهم حلفاؤهم في ظل الصراع بين النائب جبران باسيل وفرنجية، بدليل أن حزب الله يسلك خيار التمويه من خلال الورقة البيضاء في جلسات الإنتخاب الرئاسية، ومردّ ذلك ضعف الحزب وعجزه عن إعلان مرشّحه، وذلك على خلفية ما يعانيه راعيه وداعمه، أي إيران".
ويضيف ريفي أن "نظام الملالي لا يستسيغه الشعب الإيراني المعروف بعراقته وتاريخه وانفتاحه، فهذا النظام أعجز من أن يواكب التطوّر في الساحة الإسلامية، فالإسلام هو دين التسامح والمحبة والإنفتاح، ولنقرأ ونتابع ما يقوم به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من خطوات جبارة تماشي تطلّعات المسلمين في مواكبة العصر والإنفتاح والتطوّر، فيما النظام الإيراني متحجّر ومتقوقع، ويقمع رغبات شعبه وطموحاته". ويؤكد أن "الإسلام هو دين حشمة، وليس دين تعصّب وانغلاق على المرأة، لا أن تكون مغلّفة بكيس أسود من رأسها إلى أخمص قدميها، وحلق الرؤوس والقمع، كما يحصل اليوم في إيران، والمرأة قامت بأدوار أساسية في حياة المسلمين"، داعياً إلى "التمعّن ملياً بزيارة قداسة البابا فرنسيس الأول إلى العراق، ومن ثم إلى البحرين، وإلى لقاء الأخوة المسيحي ـ الإسلامي الذي حصل في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومشاركة مفتي الأزهر، وصولاً إلى حوار الأديان من خلال مركز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فهذا منحى واضح وثابت، ورسالة لما ستكون عليه العقود المقبلة في المنطقة، وبالتالي، من لا يستطيع مواكبة هذه الأجواء، إنما هو إلى زوال". ويضيف أن "القاعدة" سقطت، وكذلك "داعش"، و"سيسقط النظام الإيراني ولن ينفع الترسيم والصفقات مع الولايات المتحدة الأميركية تحت الطاولة، فالمطلوب الدخول إلى المجال الإستراتيجي التغييري المرتقب في وقت ليس ببعيد".
أمّا عن مخاوفه من تفلّت أمني في ظل الفراغ الرئاسي، فيردّ النائب ريفي قائلاً إن "البلد أفلس في عهد ميشال عون، والإنفجار الأمني وانفجار مرفأ بيروت وقع خلال هذا العهد القوي الفاشل والبائد، وكل مؤسّسات الدولة انهارت من خلال سياسات عون وصهره ومن جاء بهما، فلا خوف ولا قلق لديّ، وأسجّل لقائد الجيش العماد جوزف عون إصراره على ضبط الأمن وسهره على حماية لبنان واللبنانيين، في حين أن بعض أسلافه، وبكل أسف، وصلوا إلى مراكز سلطوية بفعل مشاركتهم في خربطات واختلالات أمنية، وكإبن طرابلس والشمال أشعر بمرارة من خلال تقارير مفبركة عن معسكرات أمنية وتدريبات لداعش والقاعدة، ما استدعى استنفارات وحتى الإستعانة بطائرات حربية، بعد شائعات عن معسكر إرهابي في ابو سمرا، وبعد المداهمة تبيّن أن كل ما في الأمر هو أن هناك مجموعة متّهمة بجرائم كالمخدرات والسرقات ومحصورة في هذا الإطار، وذلك ما أدّى إلى زيارة قائد الجيش إلى دار الفتوى، وإلى مدينة طرابلس، ولقاء المفتي ومرجعيات مسيحية".
ويتابع ريفي: "إن أمن طرابلس والشمال وكل المناطق اللبنانية خطّ أحمر، ولكن من يحفظ الأمن هو الجيش اللبناني، ولنا ملء الثقة بقائده الذي يتصرّف بانضباط وحكمة، وقد جرت مداهمة بعض المناطق التي لم يسبق لأحد أن تجرّأ على مداهمتها".
وهل يعني أن قائد الجيش هو خيار رئاسي؟ يخلص النائب ريفي مؤكداً ان "العماد جوزف عون له حظوظه ومطروح للرئاسة من الداخل والخارج، بحيث تعاطى في السنوات الماضية وما زال مع كل الأحداث والتطورات بدراية تامة، ولم يكن طرفاً مع أي فريق، وحافظ على هذه المؤسّسة في كلّ المفاصل والمحطات التي مررنا بها، ولكن لننتظر ونترقّب ما يجري على الساحة المحلية وفي الخارج، فالأمور لم تتبلور بعد، ونحن اليوم خيارنا النائب ميشال معوض".