#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
يضغط الاتحاد الأوروبي على المسؤولين اللبنانيين لإنجاز الاستحقاقات الدستورية، وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي.
بعد خروج الرئيس عون من القصر الجمهوري، عادت اللعبة السياسية إلى مربع التحالفات، ببن الأحزاب القادرة على التأثير داخل المجلس النيابي، وكل بحسب حجمه، وبدأ البحث عن شخصية توافقية لرئاسة الجمهورية.
وضع جبران باسيل فيتو على ترشيح سليمان فرنجية، المرفوض من القوات والكتائب، وقسم من المستقلين والتغييرين، وكذلك من كتلة اللقاء الديمقراطي، وكذلك يضع باسيل فيتو على ترشيح قائد الجيش، بحجة الحاجة إلى تعديل دستوري، أما جهاد أزعور الذي يوافق عليه باسيل، فيبدو أن الأسم اصطدم برفض من حزب الله باعتباره مرشحاً أمريكياً، وكذلك رُفض زياد بارود باعتباره شخصية ضعيفة، وليس لديه تمثيلاً نيابياً.
لا إمكانية للتوافق على النائب ميشال معوض، كما بات واضحاً، ولقد أصبح ترشيحه مجرد خط تفاوضي، سيتم التنازل عنه في الوقت المناسب.
طرح باسيل إمكانية التوافق مع فرنجية على مرشح، وطبعاً في هذه الحالة لا فرصة لمرشح من التيار الوطني الحر، فمن هو المرشح الذي سيوافق عليه فرنجية، ويحظى بقبول لدى الأطراف الأخرى.
يتم التداول باسم النائب فريد هيكل الخازن، فهو مقرب من فرنجية، وكذلك مقرب من بكركي، وآل الخازن تاريخياً حراس الصرح البطريركي، وتنطبق عليه معظم المواصفات التي حددها أغلبية الفرقاء، في شخص المرشح للرئاسة.
يقول مصدر مطلع ل "الثائر" : تربط الخازن علاقات جيدة بجميع الفرقاء السياسيين في لبنان، من القوات اللبنانية، إلى التغييرين، والكتائب، والإشتراكي، وأمل، وحزب الله، وحتى التيار الوطني الحر حافظ على علاقة جيدة مع الخازن. أما في الخارج فالخازن شخصية مستقلة، معروف بمواقفه وعلاقاته المتوازنة، وتربطه صداقة مع الفرنسيين والأمريكيين والسعوديين والسوريين.
ويرجح المصدر أن الأيام القادمة، ستحمل مسعى جدي لبلورة الاتفاق على اسم توافقي لرئاسة الجمهورية، ويرى أن الخازن هو أوفر الأسماء المطروحة حظاً، وربما سيتم انتخابه رئيساً قبل نهاية الشهر الحالي.
لا شك أن عدم تشكيل حكومة، قبل نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون، واستمرار حكومة تصريف الأعمال، هو مؤشر سيّء، وسينعكس سلباً على حياة اللبنانيين، خاصة أن البلد بحاجة إلى خطوات سريعة، وإجراءات عاجلة، لمعالجة حالة التدهور التي وصلت إليها البلاد، وستزداد الأمور صعوبة في ظل حكومة لا تجتمع، وفراغ في سدة الرئاسة.
لكن رغم ذلك قد تكون هناك إيجابية، بأن يشعر الجميع بالمسؤولية الوطنية، ويتم التحرك نحو تفعيل الحوار الوطني، للاتفاق وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، ودون انتظار الاتفاقات الدولية، التي يبدو أنها متأخرة، أقله حتى الصيف المقبل، بحكم انتظار نتائج الحرب والصراع العالمي الدائر في أوكرانيا، وتداعياته على التوازنات الدولية، والدور المستقبلي للقوى العظمى. ولبنان والشرق الأوسط ليسا بمنآى عن تلك التداعيات.
فهل تصفو النوايا وتصدق التوقعات، وينتخب لبنان رئيسا قبل نهاية العام؟؟؟