#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اهلي واهلنا في الخليجِ الخائفونَ على لبنانَ، والمحبونَ لاهلهِ، عاتبونَ حتى لا نقولَ "غاضبونَ على لبنان" ..
يعرفُ اهلي واهلنا في الخليجِ، أننا كشعبٍ ندفعُ الاثمانَ عن تلكَ السلطةِ المتسلِّطةِ و"المبعزقةِ"، والتي لم تفعلْ شيئاً في الملفاتِ الاستراتيجيةِ العالقةِ، إلاَّ الترقيعُ وأضاعةُ الوقتِ وتأخيرُ المشكلةِ حتى إنفجرتْ.
هبَّ اهلي واهلنا في الخليجِ مراتٍ لا تُحصى لنصرةِ لبنانَ ولمساعدتهِ ولانقاذهِ من الغرقِ، وآخرُ الغرقِ كانَ صوبَ جهنمٍ التي ما بعدها عذابٌ ولا خوفٌ ولا قهرٌ، ولا نهايةٌ لكلِّ ذلكَ...
يخشى اللبنانيونَ مما آلتْ اليهِ اوضاعنا وما قد تؤولُ اليهِ نتيجةَ الاستمرارِ في نحرِ الدولةِ، وهم لا حولَ ولا قوةَ لهم سوى انهم رهائنُ محتجزونَ قُطعت عنهم شرايينُ الحياةِ من كهرباءٍ ومياٍه ودواءٍ وكرامةٍ وينتظرونَ مصائرهمْ وسطَ القهرِ والذلِّ...
***
يتوقُ العربُ كما نتوقُ الى لبنانِ العزِّ، ولبنانِ الكرامةِ، ولبنانِ الجمالِ، ولبنانِ الكيانِ، ولبنانِ الكرمِ والعطاءِ والرخاءِ والاناقةِ والسهرِ والطبابةِ والمهرجاناتِ والسياحةِ والجامعاتِ والثقافةِ، وشارع الحمراء وبحمدون وعاليه وسوق الغرب وضهور العبادية...
ليسَ هذا لبنانُ الذي عرفتموهُ ولبنانُ الذي تتوقونَ اليهِ،
ليسَ فيهِ ناسٌ بلا وفاءٍ، ولا شعورَ بالاخوَّةِ، ولاهثينَ وراءَ السلطةِ...
لا شيءَ سيحولُ دونَ عودةِ الحقِّ، ولا احدَ سيُضيُّعُ الحقائقَ او يزوِّرها، ولا احدَ او لا فريقَ بإمكانهِ تزويرُ التاريخِ والمعطياتِ...
لبنانُ العربيُّ ولبنانُ رئةُ العربِ، والخليجُ رئةُ لبنانَ السياسيةِ والثقافيةِ والاجتماعيةِ والاقتصادية .
هذا حكمُ التاريخِ وهذا حكمُ الجغرافيا...
اما الباقي فتفاصيلُ.. مَن يزوِّرُ التاريخَ اليومَ هو نفسهُ تآمرَ على لبنانَ طعناً لمشروعِ الدولةِ والمؤسساتِ، وفساداً وسمسراتٍ ومحاصصاتٍ وسرقاتٍ.
هو نفسهُ من اغرقَ البلدَ بالهدرِ والفسادِ، واتى بوزراءِ الصدفةِ، وكذلكَ النوابُ الآتونَ بالمحادلِ والزبائنيةِ منذُ سنينَ طوالٍ.
هو نفسهُ من اغرقَ البلادَ بالديونِ الهالكةِ حتى الافلاسِ .
اهلي واهلنا في الخليجِ... لا تجادلوا اهلَ السلطةِ المتسلِّطينَ الذينَ نهبوا البلدَ وقمعوا الثورةَ والثوارَ واطفأوا شعلتها، وعبثوا فساداً بالقضاءِ وبمؤسساتِ الشرعيةِ..
لم يبقَ لنا مؤسسةٌ إلا الجيشُ اللبنانيُّ الذي هو وحدهُ قادرٌ كلما اشتدَ ساعدهُ على إنجازِ مشروعِ الدولةِ.
اما الباقي فتفاصيلُ..
لا تعتبوا على اهلِ السلطةِ المتسلِّطةِ...
ساندوا اخوتكمْ في لبنانَ، فهم الاجدرُ بالحبِ والرعايةِ...