#الثائر
أكد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع أن “أطرف ما في الإنتخابات الرئاسيّة هو أن جميع الكتل والنواب يدعون أنهم لا يقبلون الفراغ ويشددون على ضرورة إجراء الإنتخابات في موعدها، في حين أن ما يقومون به لا ينطبق أبداً مع ادعاءاتهم”، مشيراً إلى أنه لم يتمكن حتى اللحظة من فهم شعار “من خارج الإصطفافات”.
وقال، “لا أدري من أين أتى هذا الطرح لأنه بمثابة “كلام حق يراد به باطل”، باعتبار أن الآراء المختلفة هي التي تؤدي إلى الإصطفافات لأن الناس لا تولد في اصطفاف معيّن، هناك مشروعين في البلاد، وانطلاقاً من كل مشروع اتى هذا الإصطفاف، وكلما طرح رأي في البلاد يصطف البعض حوله وآخرون يصطفون حول رأي مغاير وهذا أمر طبيعي، ما يعني أن الرئيس من خارج الإصطفافات هو شخص لا رأي له في أي مسألة مطروحة على طاولة البحث في البلاد، ماذا وإلا كيف له أن يكون من خارج الإصطفافات ف طبيعة الأمور هي إما أن تؤيد أو تعارض أي رأي أو مشروع أو فكرة تطرح بحسب قناعاتك”.
وجدد جعجع دعوة النواب الـ22 إلى العودة إلى ضميرهم والتفكير ملياً وعملياً بما يجب عليهم القيام به، وقال، “علينا أن نتصرّف بالخيار العملي الموجود بين أيدينا، وهنا أطرح سؤالاً أساسياً على هؤلاء النواب: ما هو الخيار الأفضل، الفراغ الرئاسي أم ميشال معوّض؟ وإذا ما كانوا يعتبرون أن الخيار الأول هو الأفضل عندها تكون قد اختلفت كل المقاييس بغض النظر عن تقييمهم للنائب ميشال معوّض”.
كلام جعجع جاء خلال لقائه وفداً من طلاب “القوّات اللبنانيّة” في الجامعة اليسوعيّة، في المقر العام للحزب في معراب، عقب فوزهم في الإنتخابات الطالبيّة، في حضور: الأمين العام اميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل ابو جودة، رئيس مصلحة الطلاب عبدو عماد، رئيس دائرة الجامعات الفرنسيّة في المصلحة شربل مينا.
ولفت إلى أن “فريق الممانعة يدعي أنه لا يريد الوصول إلى الفراغ في حين أن نوابه ينسحبون قبل الدورة الثانية من كل جلسة انتخابات الأمر الذي يفقد الجلسة نصابها، فكيف لهذا الفريق أن يكون ضد الفراغ ويعمد إلى تعطيل الإنتخابات؟ كان بالحري على “حزب الله” والتيار الوطني الحر” وباقي أفرقاء هذا الفريق مصارحة الجميع بأنهم كفريق يطمحون في الوقت الراهن إلى الفراغ الرئاسي لأنهم لم يجدوا بعد مرشحاً يجمعون على انتخابه ومن الممكن أن يؤمنوا له 65 صوتاً، لكانوا عندها أصدق مع الناس وأنفسهم وقواعدهم ومن اعطوهم أصواتهم”.
وأشار إلى أن “الجماعات التي لا تنضوي تحت لواء محور الممانعة يلبي نوابها الدعوة ويشاركون في جميع الجلسات، ولا يساهمون بتعطيل النصاب بشكل مباشر إلا أن البعض من بينهم يساهمون بوصول الفراغ الرئاسي بشكل غير مباشر، والامر سيّان في كلتي الحالتين لأن النتيجة هي وصلنا إلى الفراغ الرئاسي”.
وتابع جعجع، “علينا أن نعتاد على أن نكون عمليين، خصوصاً وأن الوقت المتبقي أمامنا قبل انتهاء ولاية الرئيس هو قرابة الأسبوع، أي عملياً جلسة انتخاب واحدة أو جلستين، ومعطيات انتخابات رئاسة الجمهوريّة أصبحت واضحة أمام الجميع، باعتبار أن القاصي والداني يدرك أن سبب تصويت محور الممانعة بالشكل الذي يصوت به وتعطيله النصاب قبل الدورة الثانية مردّه إلى عدم توصلهم إلى اتفاق على اعتماد ترشيح شخصيّة معيّنة، أما من الناحية المقابلة، لدينا 44 نائباً، والرقم مرجح للإرتفاع، يجمعون على أن ميشال معوّض شخصيّة جيّدة ويمكنها تأدية دور الرئيس القادم للبنان والبدء بعمليّة الإنقاذ المطلوبة، من هنا ينبغي على النواب الـ22 الذين عمدوا إلى احراق أصواتهم في المرّة السابقة تحديد موقفهم”.
وشدد جعجع على ان “الأمل الوحيد في الوقت الراهن لكي لا نصل إلى الفراغ يكمن في النواب الـ22 وعليهم أن يروا ماذا عليهم القيام به إذا ما كانوا فعلاً صادقين في أنهم لا يريدون ان تصل البلاد إلى فراغ رئاسي، وفي هذا الإطار هناك “حل واحد لا 15 حلاً” وهو التصويت لصالح ميشال معوّض، ماذا وإلا ما هو الحل الآخر المتوافر امامنا؟ خصوصاً وأننا بعد مئة ألف جهد تمكنا من جمع 44 نائباً على التصويت لصالح معوّض، فهل الآن هو الوقت المناسب للعودة إلى المربع الأول؟ ولماذا يريد النواب الـ22 إعادتنا إلى الخلف؟”.
وتابع جعجع متوجهاً للنواب الـ22، “لطالما كنتم مع ميشال معوّض، وهو صاحب مواقف سياسيّة واضحة وثابتة منذ أيام والده شهيد الطائف “عن حق وحقيق” رينيه معوّض وصولاً إلى مواقفه اليوم، إلا أنكم تجلسون وتقومون “بتفلية البزرة” وكأن أحد منا هو الديان الأكبر، وهذا ليس عمل في السياسة وإنما مضيعة للوقت وللجهد ولمصالح الناس ومستقبل البلاد، باعتبار أنه إذا ما أراد أي شخص منا “تفلية” الباقين فعندها لن يصلح أحد، فأنا يمكن لي أن أقوم بـ”تفلية” كل نواب المجلس ولن يخرج “أي واحد منن صاغ”، ولكن بطبيعة الحال هذه ليست طريقتنا ولا مقاربتنا، من هنا كل ما يحكى في الآونة الأخيرة في ما خص هذا الموضوع ليس في مكانه أبداً”.
وأكّد جعجع أننا “وصلنا إلى ساعة الحقيقة وعلى كل فرد منا أن يرى عملياً ما يجب القيام به، وليس أن نعمد إلى إطلاق النظريات طيلة الوقت، كنظرية أننا ضد الفراغ الرئاسي في حين عملنا لا يدل على ذلك، هذا إن لم ننس البعض الذي كان في كل مرّة يخرج فيها من جلسة انتخاب رئيس ليصرّح بأن جميع أحزاب المنظومة متفقة على الفراغ وتعطيل الجلسات، والسؤال هنا: “ليش ما بتحطولون على عينن وبتنتخبوا ميشال معوّض” ليصبح لدينا رئيساً للجمهوريّة؟”، أما البعض الآخر يدعي أنه حتى لو صوّت لصالح معوّض ونال 66 أو 65 صوتاً فهذا لن يؤدي إلى أي مكان باعتبار أن فريق الممانعة سيعمد إلى تعطيل الجلسة، وفي هذه الحال هل نساعد الفريق الآخر في الإستمرار في تعطيله الجلسات إلى ما شاء الله أم نعطي الأكثريّة لمرشح رئاسيّ، خصوصاً وأنه لا يمكن لأحد في ظل هذه الظروف تعطيل الجلسات كما كان يحصل سابقاً وتحديداً إذا ما وجد مرشح لديه 65 صوتاً”.
من جهته، القى رئيس المصلحة عبدو عماد كلمة شكر فيها الطلاب على الجهد الكبير الذي وضعوه من أجل الفوز في هذه الإنتخابات، ووعد رئيس الحزب الاستمرار في العمل بهذا الزخم ووضع كل جهد ممكن في سبيل الفوز في كل المعارك الإنتخابيّة الطالبيّة القادمة.
كما كانت كلمة لرئيس دائرة الجامعات الفرنسيّة شربل مينا، فند فيها ظروف المعركة الإنتخابيّة والنتائج لرئيس “القوّات”، كما شكر الطلاب على عملهم وجهدهم الذي أثمر هذا الفوز الساحق.