#الثائر
- " فادي غانم "
بات من الواضح في الملف الرئاسي أن الأمور لم تنضج بعد، وأنها لن تصل إلى خواتيمها السعيدة قريباً، لكن بالرغم من ذلك، فهناك عدة مسلمات أصبحت واضحة، ولا بد منها لإنجاز التوافق على شخص الرئيس المقبل.
جملة فيتوات متبادلة بين الأقطاب المسيحيين الموارنة، من سمير جعجع، وسليمان فرنجية، وجبران باسيل، وسامي الجميل، إضافة إلى رفض هذه الأسماء من عدة كتل نيابية وأطراف سياسية داخلية وخارجية، وبالتالي فالبحث جاري عن شخصية معتدلة.
الشرط الثاني هو ان يكون لديه برنامج وحيثية شعبية ووطنية، وخبرة في العمل السياسي.
ثالثاً أن لا يكون شخصية استفزازية ولا يُشكّل تحدياًلا داخلياً ولا خارجياً، وقادراً على التواصل مع جميع الأطراف .
رابعاً أن يُطمئن حزب الله إلى مستقبل العلاقة معه ويثق به الحزب .
ما زالت الورقة البيضاء هي الناخب الأكبر في جلسات المجلس النيابي، وقوى تحالف الثامن من آذار لم تطرح اسماً للسير به في الانتخابات.
وانطلاقاً من ضرورة حسم الأمر خلال مدة قصيرة، إذ أن الفراغ الرئاسي سيكون له انعكاسات سلبية كبيرة، نسأل لماذا لا يرشح التكتل أحد أعضائه، الذين تنطبق عليه معظم الشروط والمواصفات المطلوبة، وقد يكون لديه فرصة حقيقية وجدية للوصول إلى سدة الرئاسة؟؟؟
إن النائب ابراهيم كنعان وعلى مدى سنوات في المجلس النيابي، عمل بكل جد، وأثبت أنه شخصية لديها كفاءة عالية وخبرة ممتازة في كافة الملفات، الاقتصادية والمالية والسياسية، والأهم من ذلك أنه قادر على التواصل مع جميع الكتل والفرقاء، ولديه العديد من الأصدقاء داخل كافة هذه الكتل النيابية، حتى تلك التي ليست على اتفاق مع التيار الوطني الحر.
عندما نستعرض الاسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، وهي كلها شخصيات محترمة، نجد أن كنعان هو من بين أكثر هذه الشخصيات كفاءة وخبرة في الشؤون اللبنانية، كما أن كل المواصفات التي يطرحها الفرقاء السياسيون تنطبق عليه، باستثناء أنه ينتمي إلى تكتل لبنان القوي، وهذا الأمر الذي يعترض عليه البعض.
لكن أوليس انتخاب رئيس واضح وصريح، ويحظى بتأييد لا بأس به في طائفته، ولدى الفرقاء الآخرين، أفضل من الأتيان برئيس لا طعم له ولا لون؟؟؟
لبنان لا يحتمل الفراغ والمناكفات، وهذا بتوافق جميع الآراء، ولكنه أيضاً لا يحتمل وجود رئيس ضعيف، ولذلك ربما بات على كتلة لبنان القوي، والتي هي أكبر ثاني كتلة مسيحية، أن تفكر جدياً بالعمل لإيصال مرشح من صفوفها، وأن تُعلن صراحة ترشيحها له، ضمن برنامج واضح، بدل المماطلة، وانتظار أن يتم وضعها أمام خيار الفراغ، أو شخصية مارونية يتم إسقاطها علينا "بالبروشوت".
فلماذا ما زال التكتل يذهب بعيداً، ولماذا الاختباء خلف الأصبع، وهل باتت فعلاً الكنيسة القريبة لا تشفي؟؟؟