#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على الطريقةِ الاستعراضيةِ، وكما نجومُ الفنِ البهلوانيِّ استعرضتْ نائبةٌ في مجلسِ النوابِ اللبنانيِّ نفسها امامَ الوفِ الناسِ والمشاهدينَ،
الذينَ تابعوا للمرةِ الاولى نائباً يأخذُ حقَّهُ بيدهِ...
إذا كانَ الامنُ الذاتيُّ ممنوعاً في بلدٍ "حارة كل مين ايدو إلو" كما يُقالُ فكيفَ يمكنُ السماحُ لِمنْ مهمتهُ التشريعُ والقانونُ واحترامُ المؤسساتِ والملكياتِ الخاصةِ أن يَخرُقَ كلَّ المحرَّماتِ،
ويَفتحَ البابَ امامِ عملياتٍ غيرِ محتسبةٍ يقومُ بها المواطنونَ الغاضبونَ والثائرونَ لاسترجاعِ ودائعهمْ .
القضيةُ مقدَّسةٌ ولكنْ كيفَ يُصادفُ ان هذهِ النائبةَ الخبيرةَ بالاستعراضاتِ،
وتبينَ انها مضمونةٌ صحِّياً بالفريشِ دولار،
كيفَ يصادِفُ أنها قامتْ بالعمليةِ في اليومِ نفسهِ الذي اطلقَ فيهِ مُودعٌ الرصاصَ على مصرفٍ، وغَداةَ اعتصامِ سفيرٍ في مصرفٍ للحصولِ على اموالهِ..
***
كيفَ تُضبطُ هذهِ الامورُ، ومَنْ يعرفُ الى ايِّ سيناريو دراماتيكيِّ قد تنتهي ما دامتْ الحكومةُ حتى ولو كانتْ لتصريفِ اعمالٍ، لم تنصَّ على آليةٍ واقعيةٍ وحسِّيَةٍ، لإستعادةِ اموالِ الناسِ..
خططٌ وهميةٌ وكلامٌ ممجوجٌ واوراقٌ تطيرُ في الهواءِ وتُرسلُ الى مجلسِ النوابِ،
الذي ضاعَ ايَّ صيغةٍ يعتمدُ من صيغِ الحكومةِ ومَنْ مشاريعها،
والتي ظهر أنها امتدادٌ لخططِ حكومةِ حسان دياب الفاشلةِ.
كلُّ الخططِ لا تَحسبُ حساباً لاموالِ المودعينَ، لا بل تَشطبُ اموالَ المودعينَ،
والتي هي ديونٌ على الدولةِ لأنها هي من استعملتها، وهي من اهدرها، فلماذا تتملَّصُ السلطةُ من ديونها وتُحمِّلُها للناسِ..
وهلْ من العدلِ تحويلُ ودائعِ الناسِ الى الليرةِ اللبنانيةِ المنهارةِ.. وهلْ من العدلِ لدى بعضِ النقاباتِ الذهابُ،
للادعاءِ على المصارفِ تبعاً للقانونِ 2/67 لافلاسِ هذهِ المصارفِ كونها تمنَّعتْ عن الدفعِ بدلَ الذهابِ الى الحكومةِ والمجلسِ النيابيِّ اللذينِ صرفا واقرَّا قوانينَ ومراسيمَ هدرتْ اموالَ الناسِ..
نحنُ هنا لا نُعفي المصارفَ من مسؤوليتها في المغامرةِ باموالِ الناسِ،
لكننا نذهبُ الى تحميلِ السلطةِ والبنكِ المركزيِّ المسؤوليةَ عن هذهِ الخسائرِ..
***
فلتتفضلْ حضرةُ النائبةِ وتتظاهرُ امامَ منزلِ نجيب ميقاتي وزملائهِ واسلافهِ للمطالبةِ بحقوقِ الناسِ، بدلَ ان تُلهينا وتُلهي المشاهدينَ بمناظرِ البكاءِ وسلَّةِ الدواءِ والطعامِ والكثيرِ من السخافةِ ..
نعيشُ وسطَ كمٍّ من الفولكلورِ والاستعراضِ... وإذا كانتْ عيِّنةُ النائبةِ الكريمةِ نموذجاً عن بعضِ الاستعراضاتِ،
فما بالكمْ بدعوةِ وزيرِ الاقتصادِ المواطنينَ لعدمِ دفعِ الضريبةِ على القيمةِ المضافةِ الواردةِ على فواتيرِ المولِّداتِ..
لم يقلْ لنا حضرةُ الوزيرِ، وإذا قطعَ اصحابُ الموتوراتِ الكهرباءَ عن الذينَ تمنعوا ماذا بامكانهِ ان يفعلَ،
وبالامسِ رأينا وزيرَ التربيةِ على شاشاتِ التلفزيون يُعلنُ عجزهُ امامَ تمَّنعِ المدارسِ الخاصةِ عن تنفيذِ قرارهِ بمنعِ دفعِ الاقساطِ بالدولارِ..
دولةٌ عاجزةٌ وسلطةٌ مستسلمةٌ،
تنتظرُ قدرها، وتَعدُّ ايامها..
عهدٌ شارفَ على الانتهاءِ بفراغٍ رغمَ الحشدِ لجلسةِ منتصفِ الشهرِ النيابيةِ، والتي قد لا يكتملُ النصابُ فيها،
ولعلَّ الفراغَ الاسوأَ هو العجزُ عن تشكيلِ حكومةٍ حتى الساعةِ، وإذا شكِّلتْ فقدْ تكونُ اسوأ من حكومةِ تصريفِ الاعمالِ!