#الثائر
تترقّب الأوساط السياسية والشعبية، الخطاب الذي يلقيه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، خلال لقائه النوّاب السنة في دار الفتوى عصر اليوم، وما سيتضمنه من مواقف وطنية تجاه الاستحقاقات الداهمة وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، ويكتسب اللقاء أهمية بالغة، كونه يمهّد لخلق أرضية مشتركة بين النوّاب السنة المنتمين إلى تكتلات وأحزاب سياسية مختلفة، وذلك في ضوء الآراء التي سيبدونها بالملفّات الحساسة ودورهم فيها، لا سيما انتخاب رئيس الجمهورية.
ويتوقع أن يحضر اللقاء 24 نائباً سنيّاً، ويتغيّب عنه ثلاثة فقط؛ هم حليمة قعقور وإبراهيم منيمنة (من كتلة نواب التغيير) وأسامة سعد؛ حيث قدّم كلّ منهم مبررات غيابه، وفق ما أوضح المسؤول الإعلامي في دار الفتوى خلدون قوّاص، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن المفتي دريان «سيلقي كلمة تتضمّن مواقف وطنية جامعة، يسلّط فيها الضوء على المخاطر التي تتهدد البلاد ووحدتها، وضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية خصوصاً انتخاب رئيس جديد للبلاد ضمن المهلة الدستورية». وشدد قوّاص على أن مفتي الجمهورية «سيجدد التمسّك باتفاق الطائف واستكمال تنفيذ بنوده التي لم تنفّذ بعد، وأهمية تعزيز علاقات لبنان بالدول العربية، ولن يدخل في زواريب السياسة الداخلية»، مشيراً إلى أن المفتي «سيستمع لآراء النواب وخياراتهم في هذه الاستحقاقات».
وعمّا إذا كان اجتماع دار الفتوى محاولة لملء الفراغ الناجم عن غياب قيادة سنيّة جامعة لم تفرزها نتائج الانتخابات الأخيرة، شدد قوّاص على أن «دار الفتوى كانت وما زالت وستبقى مرجعية وطنية جامعة، وليست بديلاً عن القيادة السياسية»، رافضاً إضفاء الطابع المذهبي على اللقاء. وأضاف قوّاص: «هناك 18 طائفة في لبنان تعقد لقاءات لقياداتها، ولم تتهم بالاحتماء بالواقع المذهبي، ونحن نرفض إعطاء توصيفات دينية أو مذهبية لاجتماع دار الفتوى».
ويستمرّ اللقاء ساعتين، يتوجّه بعده المشاركون إلى دارة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري في اليرزة، الذي يقيم عشاء تكريمياً للمفتي وللنواب، ورفض قواص إعطاء أبعاد سياسية لزيارة السفير السعودي، مؤكداً أن «المملكة العربية السعودية لا تتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية، لكنّها في نفس الوقت ترحّب بأي لقاء يوحّد اللبنانيين».
وفتحت دعوة المفتي النواب السنّة الحاليين، من دون رؤساء الحكومات السابقين، وحتى الوزراء والنواب السابقين، الأسئلة عن مدى تأثير الحدث على التطورات المقبلة، ووصف الوزير السابق رشيد درباس، اجتماع اليوم بأنه أشبه بـ«اللقاء التشاوري الاستطلاعي، في ظلّ غياب الهوية السياسية للنواب السنّة». وذكّر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «هؤلاء النواب لديهم انتماءات سياسية وحزبية مختلفة، ولذلك يحاول مفتي الجمهورية انطلاقاً من مرجعيته الروحية والوطنية، أن يخلق أرضية مشتركة، تقرّب المسافات وتخلق قواسم مشتركة فيما بينهم، ليكون هناك تأثير في الانتخابات الرئاسية، كما في الحكومة المقبلة واختيار رئيسها».