محليات

لبنان يدعو المنظمات والدول المانحة إلى التدقيق بصرف أموال النازحين

2022 أيلول 19
محليات المركزية

#الثائر

بعد إحدى عشرة سنة وجد لبنان انه من غير الممكن في ضوء تبدل اهتمامات الدول عالمياً ان يدفع ثمن فوضى وجود النازحين السوريين على أرضه فحرك عبر وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة الشؤون الاجتماعية المنظمات المعنية بشؤونهم والدول المانحة محذراً من مغبة انفجار هذا الملف الاجتماعي ومطالباً بحصره بيد الدولة او من خلالها. وأخيراً وضع ملف النازحين السوريين على سكته الصحيحة وفاتحت الحكومة الهيئات الدولية المانحة بضرورة وضع الضوابط والحد من الفلتان المستشري في صفوف الجمعيات والمنتفعين على حساب الدولة ومؤسساتها. وأعدت ورقة طروحات بمثابة منهجية تعاون جديدة لتأمين المعالجة الملحة لملف النازحين.

منذ بدأت الازمة في سوريا اكتفت الدولة بدور المتفرج على تدفق أعداد النازحين ومعهم تدفق المساعدات من المنظمات والدول المانحة خارج الاطر الرسمية، فانتشرت الجمعيات المعنية المهتمة بأمورهم وتزايد اعداد النازحين من دون وجود احصاء رسمي يؤشر اليهم أو يحدد اماكن اقامتهم. وكان التعاطي السلبي من قبل المفوضية العليا لشؤون النازحين في لبنان مع المؤسسات والوزارات المعنية سبباً للبرودة في العلاقة بين الجهتين وعبرت وزارة الخارجية عن امتعاضها من غياب التنسيق في الملف وهي نبهت عبر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب منذ مؤتمر النازحين في بروكسل من استحالة بقاء وضع النازحين على حاله في لبنان.

وقبل أيام استدعى بو حبيب ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجّار، ممثّل مكتب المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان (UNHCR) أياكي إيتو، لبحث آلية تعاون مختلفة بخصوص النازحين السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية. وخلال الاجتماع صارح بو حبيب رئيس المفوضية بالمآخذ التي يسجلها لبنان على التعاطي الدولي مع النازحين مستعرضاً الواقع الحالي لازمة النازحين والتي تجاوزت قدرة لبنان على تحملها. التسليم الدولي بإبقاء النازحين في لبنان استنفر الوزارات المعنية وصوب خطواتها باتجاه المنظمات المعنية لتحميلها رسالة الى الدول المانحة مفادها ان لبنان لن يلتزم الصمت بعد اليوم ازاء أزمة النازحين.

مصادر المجتمعين قالت، حسب "نداء الوطن" ان الهدف من الاجتماع كان تطوير التعاون مع المفوضية ووضع سكة جديدة للتعاطي بملف النازحين. وكشفت ان الحكومة وعبر وزارة الخارجية اتخذت قراراً بوضع اليد على ملف النازحين والتعاطي معهم على غرار ما تتعاطي دول عربية أخرى. اذ ليس من المنطق او المقبول ان يستمر ملف النازحين مشرع الابواب على الفوضى بينما يتحمل لبنان اعباءهم، وقد استقبل ما يزيد على مليون ونصف مليون نازح سوري يضافون الى نصف مليون فلسطيني موجودين على اراضيه اي بما يعادل نصف عدد سكان لبنان ما يجعل من غير الممكن ربط قضية النازحين بالحل السياسي في سوريا بينما العالم مشغول بقضايا اخرى، ولم يعد الوضع في سوريا يحتل اولوية الاهتمامات كما في السابق. واقع يفرض على الحكومة من خلال الوزارات المعنية التحرك واخذ المعالجة على عاتقها تلافياً لإنفجار اجتماعي وشيك.

يحصل كل ذلك بينما يرزح لبنان تحت وطأة انهيار مالي، وتسود الحساسية بين النازح والمواطن اللبناني ويتزاحمان على لقمة العيش في بلد باتت غالبية شعبه تحت خط الفقر، ويرتفع معدل الجريمة والاحداث الامنية التي يتسبب بها النازحون وفي مناطق مختلفة من لبنان، في وقت ترتفع اعداد الزوارق غير الشرعية التي تغادر عبر البحر نتيجة المزاحمة مع النازحين. مقاربة المسألة بهذا الشكل ليس القصد منها اثارة النعرات او الحساسية بقدر ما بات توصيفاً للواقع الذي تتغاضى عنه المنظمات الدولية والجهات المانحة والتي تصر على رفض عودتهم الى بلدهم الا بموجب حل سياسي لا يلوح في الافق.

وخلال الاجتماع اكدت وزارتا الخارجية والشؤون الاجتماعية على ان الدستور اللبناني يرفض مبدأ التوطين وان الكل بات يتحدث بلغة واحدة ويتفق على رفض اي وجه من وجوه ابقاء النازحين على الاراضي اللبنانية وصعوبة ان يكمل ملف النازحين في مسار الفوضى الذي يسوده. وطالب لبنان باعتماد منطق جديد في التعاطي والتعاون مبني على ادبيات تستعملها المنظمات الدولية والتي تقوم على اعتماد مبدأ الشفافية والحوكمة الرشيدة وهما حجر الأساس في مبادئ عمل المنظمات الدولية والإقليمية.

وابلغ لبنان المعنيين انه بصدد اجراء مراجعة وتدقيق حول كيفية صرف أموال الدول المانحة التي تنفق على النازحين لوجود علامات استفهام على طريقة صرفها على ان تقوم بعملية التدقيق شركة دولية محايدة ومتخصصة، ورغبته في ان يعرف ايضاً ومن ضمن مبدأ الشفافية كيف تتوزع المساعدات ومن هي الجمعيات الاهلية التي تستفيد وهل هي تلتزم بسقف قانوني وحسب الاصول او ان كل من يخطر في باله بات يخصص جمعية للعناية بالنازحين.

وضمن ورقة رسمية طالبت الدولة بتعويض مؤسساتها بصورة عادلة وفقاً لما يتم في الاردن مثلا، حيث مفوضية النازحين تقدم للدولة ملفات النازحين وتساعدهم من ضمن آلية تعاون وتنسيق متفق عليها معها.

ويركز لبنان في طرحه الجديد مع المفوضية على أن أعدادا من النازحين في لبنان ليسوا في عداد المطلوبين وليسوا ملاحقين وأن بقاءهم في لبنان مرتبط بتلقيهم مساعدات من هيئات دولية ولذا على لبنان ان يعرف من هو النازح المسجل والذي يحصل على المساعدات بالدولار الاميركي بينما يمضي وقته ذهابا وايابا باتجاه سوريا، لاتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة بحقه. كل ما تقدم وزيادة ضمنته وزارة الخارجية ورقة اقتراحات لمعالجة موضوع النازحين الى المفوضية العليا لشؤون النازحين على ان تكون موضع دراسة قبل ان يتسلم لبنان الاجابة بشأنها ويبني على الشيء مقتضاه.

مصادر المجتمعين ختمت بالتأكيد على الاجواء الايجابية التي سادت الاجتماع وقد لمس الوزيران تفهماً دولياً للواقع وتوافق الجانبان على أهمية تفعيل التنسيق بين المفوضيّة والسلطات اللبنانية على أن تُعقد اجتماعات لاحقة بغية وضع خطوات عمليّة وملموسة موضع التنفيذ.

اخترنا لكم
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
باسيل: نحن مع وقف النار ولسنا حلفاء حزب الله في بناء الدولة لكننا معه في مواجهة إسرائيل
المزيد
ذكرى الاستقلالِ وبورصةُ القرارِ 1701!
المزيد
جنبلاط: الوضع سيستمر بالتدهور بسبب الموقف الغربي.. وإيران من يتولّى المسؤولية في الحزب
المزيد
اخر الاخبار
الهيئات الاقتصادية وكنعان يطالبان باسترداد مشروع موازنة 2025
المزيد
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبناني إذا لم يقبل الحزب وقف النار
المزيد
المواجهات بين اسرائيل و"الحزب" متواصلة.. وإقامة مناطق عازلة في الجنوب؟
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
ميسي يفوز على "البيضة".. ويصبح "ملك الإنستغرام"
المزيد
ردا على مذكرة اعتقال بوتين.. الصين تدخل على الخط بـ"قوة"
المزيد
"أحزان لا نهائية".. توقعات نوستراداموس المخيفة في 2021
المزيد
الحكومة أنجزت...
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
راصد الزلازل الهولندي يحذر
علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا
مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ
روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة
الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ
روسيا.. ابتكار خبز خاص لمرضى السكري بمكونات بيولوجية نشطة