#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على طريقةِ "البقُّوسة" او المفاجآتِ التي تُداهمُ الناسَ على طرقاتِ لبنانَ فتقتلهمْ،
هكذا تأتي اخبارُ الوسيطِ الاميركيِّ آموس هوكشتين:
ساعةً تردُ الاخبارُ انهُ آتٍ، ساعةً تأتي الاخبارُ انهُ اختفى، وساعةً يتأكدُ انهُ قادمٌ بعدَ تأخيرٍ لاكثرِ من شهرٍ وعشرةِ ايامٍ...
فهلْ دخولُ البيتِ الابيضِ ببيانٍ يؤكدُ فيهِ ضرورةَ الترسيمِ البحريِّ بينَ لبنانَ واسرائيل، يؤشِّرُ الى نوايا تهدئةٍ تُبعدُ شبحَ التصعيدِ العسكريِّ الذي يؤرِّقُ بالَ اللبنانيينَ... وماذا سيحملُ معهُ الوسيطُ الاميركيُّ هذهِ المرَّةَ عشيةَ نهايةِ عهدٍ رئاسيٍّ...؟
الجميعُ في حالةِ إنتظارٍ لكلِّ المحطاتِ في لبنانَ،
والامورُ تبدو في حلقاتٍ مترابطةٍ إذا إنهارتْ حلقةٌ قد تنهارُ معها كلُّ الحلقاتِ...
من هنا تدخَّلَ السفراءُ ومنْ وراءهمْ لفرضِ حكومةٍ ولو في الايامِ الاخيرةِ من العهدِ، ولا فرقَ منْ يربحُ بالنقاطِ.. المهمُ كما قالت مصادرُ دبلوماسيةٌ أن لا يُشكِّكَ احدٌ بشرعيةِ هذهِ الحكومةِ إذا شُكِّلتْ لملءِ ايِّ فراغٍ رئاسيٍّ.
حسمها رئيسُ مجلسِ النوابِ نبيه بري وقالَ لا لستةِ وزراءِ دولةٍ،
يتحوَّلُ كلُّ واحدٍ منهمْ الى رئيسٍ حقيقيٍّ مع الفراغِ،وحسمها رئيسُ مجلسِ النوابِ ايضاً بعرضهِ مواصفاتِ رئيسِ جمهوريةٍ يُوَحِّدُ كما قالَ.
فمنْ هو هذا الرئيسُ الذي يُوحِّدُ كلَّ الافرقاءِ في لبنانَ بينَ السياديينَ وبينَ "السياديينَ" الذينَ اعتبرَ الرئيس نبيه بري نفسهُ واحداً منهمْ،
وبينَ التغييريينَ وبينَ غيرِ السياديينَ وبينَ التقليديينَ..
هلْ تمكَّنَ احدٌ من رصدِ او من تحليلِ خارطةِ مجلسِ النوابِ الجديدِ حتى يُعرَفَ منْ في خانةِ منْ؟
***
ومَنْ سيصوِّتُ لِمنْ؟
حتى الساعةِ وربما حتى الساعةِ الاخيرةِ لا يمكنُ اجراءُ بوانتاجٍ دقيقٍ لمجرى الانتخاباتِ، وربما لهذا السببِ لم يُحسمْ موعدُ الاستحقاقِ بعدُ،
وربما لهذا السببِ الاستعجالُ على تشكيلِ حكومةٍ بِمنْ حضرَ، يحاولُ "النجيبُ" تجميلَ صورتهِ فيها، والايحاءَ للبعيدينَ والقريبينَ انه يحافظُ على كرامةِ وصلاحياتِ موقعِ الرئاسةِ الثالثةِ.
لكنهُ وهو يتطلَّعُ ابعدَ من إمكانياتهِ وطاقاتهِ،هلْ سألَ نفسهُ لماذا يعودُ رئيساً للحكومةِ؟
وماذا فعلَ اساساً، وكيفَ "كوَّعَ" مئةَ تكويعةٍ، وكيفَ لم ينجزْ شيئاً، وكيفَ ان اغلبيةَ مشاريعِ القوانينِ الاصلاحيةِ تعودُ من حيثُ اتتْ،
***
وها هو رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون يُعيدُ الى مجلسِ النوابِ قانونِ التعديلاتِ على السرِّيةِ المصرفيةِ،
وها هي اللجانُ المشتركةُ ترفضُ مشروعهُ للكابيتال كونترول في غيابِ خطَّةِ تعافٍ ماليةٍ،
فأينَ الخطَّةُ يا ايها "النجيبُ"، ولماذا ذهبتَ الى المجلسِ النيابيِّ حاملاً خطَّةً شفهيةً على املِ العودةِ ولم تعدْ..
الغريبُ المبكي ان لجنةَ الاقتصادِ تجتمعُ في مجلسِ النوابِ مع ممثلي جمعيةِ المصارفِ، لتتحدثَ معهمْ في مصيرِ ودائعِ الناسِ تحتَ المئةِ الفِ دولارٍ،
والتي إذا عادتْ قد تعودُ خلالَ سبعِ سنواتٍ،
اما الباقي.. فيبدو ان على الناسِ ان تقدِّمها بتبرعاتٍ للسرَّاقينَ،
او "حراميةِ" البلدِ الذي يصلُ فيه الدولارُ الى 36 الفَ ليرةٍ، ويتغيَّرُ سعرُ المحروقاتِ مرتينِ في يومٍ واحدٍ،
ولا احدَ يسألُ... وشعبٌ نائمٌ!