#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كما كتبنا منذُ اشهرٍ، هذا العنوانُ بحدِّ ذاتهِ يكفي ليؤكدَ ما قلناهُ:
"الرئيسُ الفرنسيُّ ايمانويل ماكرون ينذرُ الفرنسيينَ بانتهاءِ راحةِ البالِ الاكيدةِ ولمواجهةِ تحوُّلاتٍ كبرى".
قالها حرفياً ماكرون:
ان العالمَ شهدَ نهايةَ المسلَّماتِ والوفرةَ اليسيرةَ للبضائعِ والمواردِ، وراحةَ البالِ الاكيدةِ"...
هذا في فرنسا، فماذا عن بريطانيا والمانيا وسويسرا وغيرها..
Euro في تدهورٍ مستمرٍّ وازمةُ المحروقاتِ تُلهبُ اوروبا، والركودُ يطالُ الجميعَ، وازمةُ الغذاءِ تجعلُ الجميعَ في حالِ تقنينٍ...
***
هذا في اوروبا...
فماذا عن لبنانَ الغارقِ في جحيمهِ وإنهياراتهِ وبؤسهِ وجوعهِ...
منْ سيساعدنا إذاً...؟
إذا كانَ الاتفاقُ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ هو المفتاحُ كما قيلَ لنا للمساعداتِ والهباتِ والقروضِ، ونحنُ حتى الساعةَ لم ننجزْ شيئاً لهذا الاتفاقِ الاذعانيِّ من مشاريع،
ولم نقدِّمْ شيئاً لهذا الصندوقِ الذي سيعطينا ثلاثةَ ملياراتِ دولارٍ مشروطةٍ على ثلاثِ سنواتٍ... فمنْ أينَ تأتي الاموالُ الباقيةُ إذاً؟
وهلْ اوروبا جاهزةٌ لمساعدتنا؟
وهلْ اميركا مع وجودِ عقباتٍ سياسيةٍ وسلاحٍ غيرِ شرعيٍّ ومنظماتٍ وميليشياتٍ تعتبرها ارهابيةً حسب تصريح مسؤوليها، فهل ستساعدنا؟
وماذا عن دولِ الخليجِ التي وأن بقيتْ وفيَّةً لاهلِ لبنانَ وشعبهِ الطيِّبِ، لكنها تغضُ النظرَ عن المؤسساتِ وعن القياداتِ التي خذلتْ دولَ الخليجِ،
فلماذا تُرسلُ تبرُّعاتٍ او تُساهمُ بمشاريعَ استثماريةٍ او بقروضٍ طالما أنها تُشتَمُ كلَّ يومٍ على المنابرِ وتُهرَّبُ المخدراتُ أليها وتُحاكُ المؤامراتُ ضدها؟
***
نحنُ نتلهى بالتفاصيلِ اليوميةِ للوصولِ الى الخبزِ والكهرباءِ والماءِ والدواءِ وصفيحةِ البنزينِ، ومنْ يديرونَ شؤوننا يتسلَّونَ بالنكاياتِ والمماحكاتِ على ظهرنا...
عدةُ سيناريوهاتٍ تُرسمُ في الافقِ للمرحلةِ المقبلةِ...
لا حكومةَ ولا رئاسةَ...
إنهيارٌ اكثرُ بالعملةِ الوطنيةِ... مطالباتٌ بالفريش دولار ...
اضراباتٌ اعتصاماتٌ، إنهيارٌ بالخدماتِ...
منْ سألَ عن همومِ الناسِ هنا...
لا احدَ... منْ سيساعدنا؟
في الداخلِ لا احدَ، ومن الخارجِ...
صلواتٌ ليسَ اكثرَ، اعانَ اللهُ لبنانَ واهلَهُ "الطيِّبينَ"...!