#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نحنُ امامَ معادلتينِ في الملفِّ الحكوميِّ،
فريقٌ يريدُ للحكومةِ ان تُشكَّلَ خشيةَ ان تُسلَّمَ حكومةُ تصريفِ اعمالٍ صلاحياتٌ رئاسيةٌ في حالِ الفراغِ،
وفريقٌ لا يريدُ لهذهِ الحكومةِ ان تتشكَّلَ خشيةَ ان يُمسكَ فيها الرئيس ميشال عون والتيارُ الوطنيُّ الحرُّ حصةَ الاسدِ، وتحكمُ البلادَ قبلَ وبعدَ الفراغِ الرئاسيِّ وتستمرُّ بنفسِ سياسةِ العهدِ الحاليِّ...
أيهما على حقٍّ؟
وايُّ منطقٍ على المواطنِ ان يقبلَ بهِ...؟
الامرُ الطبيعيُّ في بلادِ "الناسِ" ان تجري انتخاباتٌ رئاسيةٌ في توقيتها، وأن لا يعطِّلها ايُّ فريقٍ، والامرُ الطبيعيُّ في بلادِ الناسِ،
ان تشكَّلَ حكومةٌ حينَ تستقيلُ ايُّ حكومةٍ، او تعتبرُ مستقيلةً بعدَ ايِّ استحقاقٍ دستوريٍّ.
***
في لبنانَ كلُّ شيءٍ عكسُ السيرِ.. منذُ 1988 انتخاباتُ الرئاسةِ ضائعةٌ في المواعيدِ، وعالقةٌ في دهاليزِ استحقاقاتِ المنطقةِ وحساباتِ بعضِ الافرقاءِ اللبنانيينَ المرتبطينَ بالخارجِ.
وصارَ تعطيلُ النصابِ او الفراغُ الرئاسيُّ هو القاعدةُ وليسَ الموعدَ الدستوريَّ الذي كانَ في ايلول..
هلْ نقولُ "رزق الله"؟
اليومَ الامرُ يتكرَّرُ لم نعدْ نعرفُ موعداً ثابتاً لانتخابِ رئيسٍ، ولا لتسلُّمهِ مهامَّهُ الدستوريةَ، ولا موعدَ خروجِ ايِّ رئيسٍ... هذا إذا لم يُمدِّدْ، او إذا لم يُقرِّرْ البقاءَ...
منْ يضبطُ حدودَ هذهِ اللعبةِ؟ لا احدَ...
***
امسِ اعلنَ الوزيرُ السابقُ النائب الصديق ملحم رياشي ترشُّحَ سمير جعجع لرئاسةِ الجمهوريةِ... هلْ هو من ضمنِ الهوامشِ التكتيكيةِ، أم انَ هذا الترشُّحَ طبيعيٌّ ضمنَ السياقِ الذي تطرحهُ القواتُ اللبنانيةُ للمواصفاتِ والمعاييرِ؟
هلْ هذهِ مبادرةٌ فرديةٌ من الرياشي المعروفِ عنهُ زياراتهُ الدائمةُ للسعوديةِ،
أم امرٌ مخطَّطٌ لهُ قد يأخذُ انتخاباتِ الرئاسةِ نحوَ منعطفٍ جديدٍ،
ولماذا رشَّحَ سمير جعجع قبلَ شهرينِ قائدَ الجيشِ جوزف عون، ليعودَ نائبهُ اليومَ ليرشِّحَ رئيسَ حزبِ القواتِ اللبنانيةِ؟
***
نحنُ على حدودِ ايلول، موعدُ بدءِ المهلةِ الدستوريةِ، فهلْ يتمُّ استعمالُ الخطرِ نحوَ التعطيلِ الكاملِ لكلِّ الاستحقاقاتِ،
ام انَ الترسيمَ البحريَّ الذي يُقالُ ان الطريقَ فتحتْ امامهُ من جديدٍ، سيسرِّعُ في هذهِ الاستحقاقاتِ مواكبةً لتسريعِ الاتفاقِ النوويِّ... ومنها انتخاباتُ الرئاسةِ...
***
إذا كانَ الامرُ كذلكَ، لماذا الخشيةُ من حكومةِ تصريفِ اعمالٍ تستلمُ الرئاسةَ، او من حكومةٍ مكتملةِ الصلاحياتِ؟
هلْ يخشى "النجيبُ" من ان يتسلَّمَ التيارُ الوطنيُّ الحرُّ الوزارةَ والحكمَ والادارةَ والتشكيلاتِ والمناقلاتِ،
وهو اساساً ماذا فعلَ غيرَ التسليمِ لكلِّ الافرقاءِ بكلِّ شيءٍ منذُ وصولهِ ولغايةِ اليومِ، وما عدا ذلكَ الاعيبُ اعلاميةٌ وفولكلوريةٌ لم تعدْ تنطلي على احدٍ...
الجميعُ من المسؤولينَ يسيرُ عكسَ السيرِ في لبنانَ...
اما المواطنُ فأنهُ ضحيةُ هذهِ السلطةِ التي همُّها فقط التسلُّطُ ولا شيءَ آخرَ...
هلْ سألَ احدٌ من هؤلاءِ كيفَ سيدفعُ المواطنُ غداً فاتورةَ مولِّدِ الكهرباءِ على سعرِ 34 الفَ ليرةٍ للدولارِ؟
كمْ تُعادلُ هذهِ الفاتورةُ من راتبِ عسكريٍّ؟