#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تعدَّدتْ الرواياتُ واجتمعتْ التناقضاتُ لتطييرِ المشاريعِ التي ارسلتها حكومةُ "النجيبِ العجيبِ" الى مجلسِ النوابِ...
كلُّ فريقٍ اعتبرَ نفسهُ منتصراً:
المصارفُ، المودعونْ، المصرفُ المركزيُّ، النواب.
وحقيقةُ الامرِ ان المودعينَ وحدهمْ لم يعرفوا جيداً من يَصونُ حقوقهمْ، ومَن يدافعُ عنهمْ، خصوصاً ان المزايداتِ الانتخابيةَ طغتْ على ما جرى في مجلسِ النوابِ...
فهلْ يعرفُ الناسُ يوماً هويَّةَ من أطاحَ باموالهمْ، ومن حاولَ الدفاعَ عنهم...؟
هذهِ اولى الحقائقِ الضائعةِ، والتي لنْ تُعرفَ قبلَ الانتخاباتِ النيابيةِ ولا ربما في يومٍ من الايامِ.
الحقيقةُ الثانيةُ الضائعةُ هذا الاسبوعَ:
هي المسؤوليةُ عمَّا جرى في بحرِ طرابلس، ومن يجبُ ان يتحمَّلها خصوصاً ان الجيشَ قالَ ما عندهُ، والناسَ قالوا ما عندهمْ ومن الطبيعي،
ككلِ مساراتِ التحقيقاتِ، لنْ يَعرفَ الناسُ شيئاً تماماً كأحداثِ الطيونة – عين الرمانة الاخيرةِ، وقبلها الاغتيالاتُ والحوادثُ المتفرِّقةُ خصوصاً أننا امامَ قضاءٍ لا يمكنُ معهُ الحسمُ بشيءٍ مع التدخُّلاتِ السياسيةِ خاصةً مِمَّنْ يُمسكونَ القراراتِ فيهِ نحوَ الكيديةِ او الانتقاميةِ او الفئويةِ...
الحقيقةُ الثالثةُ الضائعةُ هذا الاسبوعَ:
هي حقيقةُ ما يجري على صعيدِ تصويتِ المغتربينَ عشيَّةَ الجلسةِ النيابيةِ لمساءلةِ الحكومةِ ممثَّلةً بوزيرِ خارجيتها، حولَ ما يجري عل صعيدِ الاقلامِ في الخارجِ والتدخلاتِ الحزبيةِ فيها، واجوبةِ وزيرِ الخارجيةِ "الخُنفشاريةِ"...
فهلْ سنعرفُ عملياً ماذا يجري في الاغترابِ، وهلْ تُطيحُ التدخُّلاتِ السياسيةُ بالعمليةِ الانتخابيةِ، خصوصاً ان مسارَ الانتخاباتِ يبدو كما يُقالُ "لا تهزني واقف على شوار"...
الحقيقةُ الرابعةُ الضائعةُ هذا الاسبوعَ:
هي ما يجري على صعيدِ التحقيقاتِ القضائيةِ في ملفِ حاكمِ المركزيِّ وشقيقهِ، والمرشَّحةِ للتفاعلِ في الايامِ المقبلةِ، خصوصاً وسطَ ما يُقالُ عن عدمِ جدِّيةِ المراسلاتِ الواردةِ من الخارجِ لاجبارِ بعضِ المصارفِ على فتحِ وكشفِ حساباتها للقضاءِ الاوروبيِّ، للتأكُّدِ من جرائمِ تبييضِ الاموالِ واختلاسها...
فهلْ تقبلُ هذهِ المصارفُ، التي يقولُ بعضُ اصحابها أن ما قد يجري سيعرِّضُ ما تبقَّى من السرِّيةِ المصرفيةِ للاهتزازِ ويشرِّعُ البابَ امامَ ايِّ تدخلٍ قضائيٍّ خارجيٍّ في حسابِ ايٍّ كانَ.
السؤالُ: هل سنصبحُ امامَ وصايةٍ قضائيةٍ دوليةٍ ايضاً؟
الحقيقةُ الخامسةُ الضائعةُ:
هي السببُ الفعليُّ لارتفاعِ سعرِ الدولارِ في السوقِ السوداءِ من جديدٍ...
فهلْ هناكَ قطبةٌ مخفيَّةٌ لها علاقةٌ بتوقفِ مصرفِ لبنانَ عن التدخُّلِ في السوقِ لعجزهِ وعدمِ امكانياتهِ،
ام بالضغطِ الذي جرى على السوقِ نتيجةَ خوفِ الناسِ من إقرارِ قانون الكابيتال كونترول الذي كان سيحرمهمْ من التداولِ بالعملةِ الصعبةِ او من تحويلها؟
هذهِ عيِّناتٌ من حقائقَ ضائعةٍ...
***
فكمْ هناكَ على مدى الايامِ والاسابيعِ والسنواتِ من حقائقَ ضائعةٍ عن شعبنا جرفتها التطوراتُ والاحداثُ، وجعلتْ الناسَ تنساها وسطَ كلِّ الهمومِ والخيباتِ والمصائبِ.
حقيقةٌ واحدةٌ غيرُ قابلةٍ للتساؤلاتِ:
أن هناكَ منظومةً قاتلةً لمقوماتِ وطنٍ بأكملهِ، ومجرمةً وفاسدةً، على الناسِ ان تعلِّمها دروساً قاسيةً في الانتخاباتِ النيابيةِ...
المطلوبُ من الناسِ أن يحكِّموا ضمائرهمْ ويُحاسبوا تمهيداً للمحاكمةِ...!