#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
القضاةُ يعتكفونَ وسبعونَ بالمئةِ منهمْ مُلتزمونَ.
القضاةُ يتمرَّدونَ ولا من يسمعُ ولا من يرى ولا من يُلبي... رغمَ كلِّ محاولاتِ بعضِ منظومةِ السلطةِ لرشوةِ القضاةِ بهندساتٍ من هنا وتعاميمَ من هناك، وخزعبلاتٍ خُرافيةٍ.. انتفضَ القضاةُ لكراماتهمْ وهمْ بلغوا حتى الكفرَ في معاناتهمْ اليوميةِ.
حتى الساعةِ لم يقبضْ القضاةُ مستحقاتِ اعمالهمْ خلالَ فترةِ الانتخاباتِ النيابيةِ، علماً ان بعضَ من في السلطةِ ارسلَ مذكراتٍ لتكريمِ موظفينَ في الداخليةِ، باعطائهمْ منحاً اضافيةً بملايينِ الليراتِ...
رواتبُ قضاةٍ هزيلةٌ، فكيفَ يحافظونَ على استقلاليتهمْ، ولعلَّ الاسوأَ هو الظروفُ التي يعملُ فيها القضاةُ، حيثُ تفتقرُ قصورُ العدلِ للماءِ والكهرباءِ والنظافةِ والاوراقِ والتكييفِ...
ماذا ننتظرُ من جمهوريةٍ قُضاتها في حالةِ ذلٍّ وفقرٍ مدقعٍ.. كيفَ نحكمُ بالعدلِ ولا عدالةَ تحكمُ اوضاعَ القضاةِ؟
***
وفي المقابلِ.. ايُّ امنٍ وأيُّ استقرارٍ لشعبٍ، وقواهُ الامنيةُ لا تعيشُ في استقرارٍ، ويبحثُ بعضُ افرادها عن مخرجٍ للهروبِ او للتسريحِ.
راتبُ عسكريٍّ او عنصرِ امنٍ بالكادِ يكفي مواصلاتهِ على الطرقِ، فكيفَ لا يشعرُ بالاهانةِ، وكيفَ يذهبُ الى مهمةٍ، وكيفَ يراقبُ حدوداً، ولماذا عليهِ ان يحرِّرَ مخالفةَ سيرٍ؟
في الراتبِ هو مذلولٌ، وفي الاستشفاءِ هو مذلولٌ، وفي النقلِ هو مذلولٌ.
اما إذا زرتَ المراكزَ العسكريةَ، فحدِّثْ ولا حرجَ عن ثكناتٍ ومخافرَ ومراكزَ حدودٍ من دونِ مازوتٍ ولا كهرباءٍ ولا ماءٍ ولا تكييفٍ..
وإذا طلبتَ عنصراً امنياً لمهمةٍ عسكريةٍ، يأتيكَ الجوابُ بأن سياراتنا العسكريةَ غيرُ مجهَّزةٍ وينقصها البنزين.
الى أينَ من هنا؟
وكيفَ نطلبُ تحقيقَ الامنِ إذا كانَ المولجُ بحمايةِ الامنِ يعيشُ ارقاً وقلقاً على مستوى بيتهِ وعائلتهِ وصحتهِ ومستقبلهِ وطبابتهِ؟
هل هذا هو المطلوبُ لتعميمِ الامنِ الذاتيِّ، والسلاحِ الذاتيِّ، ولتشريعِ السلاحِ غيرِ الشرعيِّ...
***
وعندما تذهبُ الى السجونِ هناكَ الكوارثُ التي لا يمكنُ السكوتَ عنها وفي الوقتِ نفسهِ ممنوعٌ الحديثُ عنها:
لا طبابةَ لا غذاءَ، اعمالُ تعذيبٍ عنصريةٍ.
اعتداءاتٌ على حقوقِ الانسانِ يومياً، تجارةُ مخدَّراتٍ .. ابتزازاتٌ.. كلُّ ذلكَ يجري تحتَ انظارِ القوى الامنيةِ التي هي بدورها بحاجةٍ لِمنْ ينظرُ اليها..
ثلاثيةُ العدالةِ: القضاءُ، الامنُ، السجنُ، في خطرٍ...
فهلْ منْ يفكِّكُ ألغامَ الكوارثِ المقبلةِ؟