#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
انتهتْ هيصاتُ الاعيادِ والمفرقعاتُ الناريةُ وزحماتُ الناسِ الى "فاريا"، حيثُ للاعيادِ نكهاتُ "قداسةٍ"، والتماسٌ ورجاءٌ اكثرُ ربما، وعدنا الى الواقعِ الخطيرِ الذي نغرقُ فيهِ، وتفوحُ منهُ رائحةُ موتِ نظامٍ ودولةٍ ومؤسساتٍ وشعبٍ... سقطَ الجميعُ في الامتحانِ.
مسؤولونَ وزراءُ، نوابٌ، نوابُ تغييرٍ، ثوارُ ارضٍ، لأنهمْ إما تآمروا او فسدوا، او غضوا النظرَ او استسلموا او دخلوا في اللعبةِ.
وها هو المواطنُ وحدهُ متروكٌ للعنةِ قدرهِ، لأنهُ عاشَ ويعيشُ وسيموتُ مع حفنةٍ من وحوشِ الفسادِ، ومع زمرةٍ من تماسيحِ السلطةِ التي لا تشبعُ...
ايامٌ وندخلُ في استحقاقاتِ شهرِ ايلول، وما اكثرها... اولُّها بدءُ العدِّ العكسيِّ لانتخاباتِ رئاسةِ الجمهوريةِ قبلَ شهرينِ من انتهاءِ الولايةِ...
ولكنْ، وإن كانتْ الاولويةُ للانتخاباتِ الرئاسيةِ، فماذا عن بقيةِ الاستحقاقاتِ لبلدٍ مفلسٍ، وغارقٍ في الديونِ وينتظرُ اعلانهُ دولةً فاشلةً...؟
يدخلُ الطلابُ الى المدارسِ والجامعاتِ وهمْ مُطالبونَ بالدولارِ الفريش إما جزئياً وإما بالكاملِ للاقساطِ،
وهمْ بالكادِ سيكونونَ قادرينَ على الوصولِ الى مراكزِ التعلًّمِ، واسعارُ المحروقاتِ وبدلِ النقلِ تكوي الجيوبَ وتُدمي القلوبَ..
فمنْ أينَ نأتي بالدولار الفريش ونحنُ في شبهِ عزلةٍ عن الخارجِ، ونتلاعبُ باموالِ المغتربينَ لتحويلها بينَ المنصاتِ في عملياتِ مضاربةٍ، ولا "ادنى مستوى" لتأمينِ الحدِّ الادنى من الدولارِ.
***
ندخلُ الى ايلولَ،
والعيونُ على موازنةٍ مطلوبٌ ان تُقرَّ من قبلِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ، وحتى الساعةَ لا مقاربةَ واضحةً لسعرِ الصرفِ الموَّحدِ ولا للدولارِ الجمركيِّ الذي على اساسهِ يمكنُ احتسابُ الايراداتِ والنفقاتِ...
وعندها سيكونُ البكاءُ وصريفُ الاسنانِ مع ارتفاعِ الاسعارِ في دورةٍ اقتصاديةٍ مقفَلَةٍ، وبحاجةٍ للدورانِ وليسَ للانكماشِ مع الرسومِ والضرائبِ وغلاءِ الاسعارِ...
نعودُ في ايلول،
الى محطاتِ القضاءِ وملفاتهِ الملتهبةِ من المصارفِ وتداعياتها مع مودعيها، الى حاكميةِ البنكِ المركزيِّ، الى ملفِ المرفأِ بعدَ تسجيلِ الحجوزاتِ على املاكِ مدعى عليهم في الملفِ... فكيفَ والى أينَ ستتطوَّرُ هذهِ الملفاتُ في الاسابيعِ الاخيرةِ من العهدِ؟
نعودُ في ايلول،
مع ازماتِ الدواءِ والاستشفاءِ والفيولِ والقمحِ والطحينِ المهدَّدةِ بكاملها بالانفجار، مع اقترابِ نفادِ الاحتياطيِّ، وتواكبها في الوقتِ نفسهِ ازماتٌ مرتقبةٌ على صعيدِ المحروقاتِ عالمياً، ستنعكسُ حُكماً على الكمياتِ والاسعارِ في السوقِ المحليةِ، فكيفَ يقاومُ اللبنانيُّ وبماذا؟
***
كلُّ ذلكَ مرتقبٌ، وسطَ الخوفِ الاكبرِ من مواجهاتٍ عسكريةٍ محتملةٍ إذا تعثرتْ عمليةُ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ، وإذا بدأتْ اسرائيلُ سحبَ الغازِ وتوريدهُ،
من دونِ أيِّ اتفاقٍ مع لبنانَ رغمَ الكلامِ في الداخلِ الاسرائيليِّ عن ضرورةِ تأخيرِ هذا الملفِّ الى ما بعدَ الانتخاباتِ الاسرائيليةِ، حتى لا يتمَّ استثمارهُ في الانتخاباتِ فماذا بعدُ؟
لا حكومةَ مع استمرارِ "ابحارِ" النجيبِ في البحارِ...
ومع عدمِ الاتفاقِ على مواصفاتٍ موحدةٍ لرئيسِ الجمهوريةِ، ووسطَ تعثُّرِ اتفاقٍ مع صندوقِ النقدِ..
هلْ في الافقِ مع ايلولَ ملامحُ حوارٍ داخليٍّ وخارجيٍّ يسعى اليهِ الاوروبيونَ، وحتى الساعةَ لم يرضَ عنهُ الاميركيون..
لحلحلةِ كلِّ عقدِ ايلول وتشرين..؟
الاكيدُ أننا ذاهبونَ الى اشهرٍ مفصليةٍ...!