#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فيما انشغلَ العالمُ بالمشاهدِ المؤلمةِ لسقوطِ اجزاءٍ من اهراءاتِ بيروتَ،
جاءَ الخبرُ ان الرئيس ميشال عون اتصلَ "بالنجيبِ" للقاءٍ في القصرِ الجمهوريِّ مُواكبةً لاحتفالاتِ عيدِ الجيشِ...
ما هذا الانجازُ؟
ما هذهِ المفاجأةُ الجميلةُ؟
كيفَ لنا ان نُكافىءَ المسؤولينَ عن خبرِ اجتماعهمِ لشدِّ الهمَّةِ لتشكيلِ حكومةٍ...
الاحلى ان رئيسَ المجلسِ النيابيِّ الذي مهَّدَ لهذا اللقاءِ تحدَّثَ،
في لقاءٍ مطوَّلٍ مع الصحافيينَ عن اعجوبةٍ يجبُ ان تحصلَ لتشكيلِ حكومةٍ...
عملياً ما يجري ضحكٌ على الذقونِ واستخفافٌ بعقولِ اللبنانيينَ الذينَ ودعوا بالامسِ جزءاً من صورةِ لبنانَ الذهبيةِ،
عندما سقطتْ الاهراءاتُ التي بُنيتْ زمنَ لبنانِ العزِّ عام 1970 بمساهمةٍ كويتيةٍ... يومها كانَ لبنانُ مع العربِ وكلُّ العربِ مع لبنانَ.
***
علامَ ابقتْ هذهِ المنظومةُ المدجَّجةُ بالفسادِ وبالسلاحِ... لا شيءَ.
وطنٌ يتهاوى مع الاهراءاتِ، واشلاؤهُ تتطايرُ في الهواءِ كالسمومِ، والطفيلياتُ التي تُغطي سماءَ بيروتَ وتغزو السكانَ الرهائنَ في بيوتِ الاشرفية من دونِ كهرباءٍ ولا مكيِّفاتٍ..
الخبرُ الجميلُ ان مؤسسةَ كهرباءِ لبنانَ "منَّنتهمْ" "وربحهتمْ جميلي"،
انها ستعطيهمْ الكهرباءَ 12 ساعةٍ، بدءاً من مساءِ الاحدِ ولغايةِ صباحِ الاثنينِ، حتى يتمكنوا من إقفالِ نوافذهمْ وابوابهمْ والاستفادةِ من المكيِّفاتِ حتى الصباحِ...
هذهِ المفاجأةُ العجيبةُ الاخرى،
في "دولةِ العجايبِ"،
التي وهي لا تؤمِّنُ الكهرباءَ اكثرَ من نصفِ ساعةٍ على 24، ارسلَ وزيرُ الطاقةِ كتاباً الى مؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ لزيادةِ التعرفةِ على المواطنِ..
هذهِ المفاجأةُ العجيبةُ الاخرى...
مواطنٌ بالكادِ يقدرُ على دفعِ فواتيرِ المولِّداتِ والاتصالاتِ والدواءِ والبنزينِ والخبزِ، ويسحبُ اموالهُ على الـــ 8000 ليرةٍ، تريدُ دولتهُ ان تزيدَ التعرفةَ على كهربائهِ التي لا تأتي،
فيما الانتظارُ متى يُوقِّعُ رئيسُ الجمهوريةِ على مرسومِ زيادةِ الدولارِ الجمركيِّ، لتكتملَ سلسلةُ الكوارثِ والمفاجآتِ العجيبةِ على الناسِ..
***
ماذا بعدُ؟
مواقعُ التواصلِ الاجتماعيِّ تتداولُ صورةَ يختِ "النجيبِ" في ايطاليا حيثُ عائلتهُ، فيما هو يدعو الى عشاءٍ في السرايا على شرفِ "آموس" ..
لماذا عشاءٌ في السرايا طالما ان آموس التقى قائدَ الجيش ونائبَ رئيسِ مجلسِ النوابِ، ومديرِ عامِ الامنِ العامِ، على حدةٍ قبلَ ان يأتيَ الى "النجيبِ"؟
ولماذا يجتمعُ آموس مع كلِّ هؤلاءِ وماذا يحملُ؟
ولماذا العشاءُ طالما ان الرسائلَ وصلتْ الى "آموس" لحظةَ وصولهِ، رسائلَ فيديوهاتٍ لمسيَّراتِ حزبِ اللهِ فوقَ حقولِ النفطِ المائيةِ...
لماذا لا يجلسُ "آموس" من الآخرِ مع الآمرِ الناهي، ولا يضيِّعُ وقتهُ في "اكلِ" الارزِ مع الفتوش في السرايا،
التي لا تزالُ مهدَّمةً بعدَ سنتينِ على إنفجارِ المرفأِ،
والتي دخلتْ اليها مساء الاحد روائحُ سقوطِ الاهراءاتِ والطفيلياتِ المتطايرةِ..
سرايا لم يُرمِّمُ شُباكاً فيها المليارديرُ "العجيبُ".
هذه اعجوبةٌ اخرى...