#الثائر
غاب ملف التأليف الحكومي عن الاهتمامات الرسمية والسياسية امس، على نحوٍ بَدا انّ البلاد ستمضي قدماً تحت سلطة حكومة تصريف الاعمال الى حين انتخاب رئيس جمهورية جديد، فالرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي يواظِب على نشاطه اليومي كرئيس حكومة تصريف اعمال في السرايا الحكومية وكأنه رئيس حكومة اصيلة لا ينقصها فقط سوى انعقاد مجلس الوزراء، ولم تصدر بعد اي اشارات منه او من رئيس الجمهورية ميشال عون حول «لقاء تأليفي» حكومي بينهما، ما يعكس ان باب الاتفاق على تركيبة الحكومة الجديدة ما زال موصداً.
وبعد تبادل بيانات احتواء التشنّج على خط التأليف بين بعبدا والسرايا شُبّه للمراقبين ان لقاء ثالثا سينعقد فور عودة الرئيس المكلف من إجازته، لكنّ يومين مضيا ولم يحصل هذا اللقاء. وسألت «الجمهورية» مصادر متابعة عن كثب للملف عن سبب عدم حصول هذا اللقاء وكان الجواب ان ميقاتي وضع جانباً صفة «المكلف» ويستخدم حالياً صفة رئيس حكومة تصريف الاعمال في انتظار ان يتلقى اتصالا من القصر الجمهوري وُعِد به منذ اسبوعين ولم يأت…
واكدت هذه المصادر «ان ميقاتي لا يزال على موقفه وهو لن يبادر الى الاتصال ببعبدا لطلب موعد، في اعتبار انه وضع مسودة حكومية لدى الرئيس عون ولم يناقشه بها بل اكتفى بتسليمه اقتراحات من دون أن يتبادل الرأي معه. وبالتالي، فإن ميقاتي يعتبر ان الكرة هي في ملعب رئيس الجمهورية فإذا أراد البحث في الصيغة هو حاضر واذا لا فإنّ الحكومة الحالية «شغّالة» والظروف لا تتحمل المكابرة او المناورة».
بالتزامن، وفي ضوء الانقطاع الواضح في التواصل بين الرئيسين عون وميقاتي، وغياب اي وساطة بين الرئيسين ربما بانتظار عيد الجيش الاثنين من آب، أي بعد اقل من اسبوعين، لتجدد التواصل الرئاسي، حسب "اللواء".
وحسب الاوساط المقربة من التيار الوطني الحر فان على الرئيس المكلف سحب التشكيلة التي رفعها إلى رئيس الجمهورية، والكف عن التمسك بها، واعتبار ان التشكيلة هي عبارة عن محاولة فرض على بعبدا، وهذا غير ممكن اليوم، كما لم يكن ممكناً في اي يوم..