#الثائر
أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع جددا ان المفترق الاساسي الذي سيحدد مصير لبنان للسنوات الست المقبلة هو انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا يتوقف عند مدى امكانية اتفاق المعارضة على اسم معين.
هذا الموقف اطلقه جعجع في خلال حفل توزيع بطاقات الانتساب لـ49 منتسبا الى “القوات” من “ميفوق – القطارة” الذي قدمته الإعلامية استيل صهيون واقيم في حديقة البلدية، في حضور النائب شوقي الدكاش، منسق منطقة جبيل في “القوات” هادي مرهج، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والأسرى شربل ابي عقل، رئيس الجامعة الشعبية طوني نون، رئيس مركز “ميفوق” باسكال سمعان، فضلا عن أهالي البلدة والبلدات المجاورة.
واستهل جعجع كلمته مستذكرا الأيام التي عاشها في “ميفوق – القطارة” و”هي ذكريات اقوى من ان تنسى او تكبح، ويجب الا تكبح اصلا، لأنها الفترة التي لملمت نفسي فيها وأثرت عليّ كثيرا لأصبح الانسان الذي انا عليه اليوم.”
وأضاف، “لا يمكنني ان انسى دير القطارة، والجبال المحيطة به والوادي بين الدير والمحبسة، كما لا يمكن الا ان اتذكر شخصين كان لهما تأثير كبير، الاول الاب الياس عنداري، رئيس دير ميفوق في حينها، لاستقباله “مهجري الشمال”، وكنت من بينهم، واهتمامه بهم ومساعدتهم لتأمين حاجاتهم. اما الشخص الثاني فهو يوسف اديب، “العم يوسف”، الذي بذل كل جهده لتسهيل حياتنا في تلك الفترة”.
ورأى جعجع ان “أكثرية اهل “ميفوق – القطارة” مناضلون حقيقيون وهم ابناء بلدة مقاومة منذ القدم ومنتسبون بالفطرة والطبيعة للمقاومة اللبنانية، ولكن كل فرد منهم اختار ان يمارس التزامه بطريقة معينة و49 منهم التزم بالمعنى القانوني والحرفي”.
وأكد لحاملي البطاقة الحزبية الجدد ان “هذا الانتساب يحمّلهم اعباء كثيرة وارثا ليس سهلا وعمره عشرات السنوات من المقاومة المستمرة في هذه الأيام ومئات الاف السنوات من المقاومة التاريخية لأجدادنا، اي منذ البطريرك يوحنا مارون الى اليوم، ما يتطلب منهم ان يكونوا طليعيين ويتمتعوا بالصلابة في جهوزية التامة للتضحية”. وأشار الى ان “الانتماء الى “القوات اللبنانية” امر مغاير ومجاني رغم انه يغني المجتمع والوطن ويساهم في ان يكون متراصّا وآمنا وحرا ليعيش شعبه بكرامة”.
وآثر جعجع على التأكيد ان “الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وصعوبة الازمة لم تؤثر على “القوات اللبنانية” ولن تؤثر انطلاقا من ايمان القواتيات والقواتيين بقضيتهم واستعدادهم للتضحية من اجلها، عندما تدعو الحاجة، وحضورها في كل المناطق اللبنانية وفي دول الانتشار كافة خير دليل على ذلك”.
كما شدد على “اننا منذ 40 سنة الى اليوم في حالة نضال مستمرة تسبب لنا الاضطهاد الدائم ومواجهة الصعوبات ولكن كل شاب وشابة منكم محترم اكثر من كثر تولوا مناصب رئاسية خرجوا وسيخرجون منها منبوذين من المجتمع، باعتبار ان المهم هو ما نتركه خلفنا بعد مغادرة هذه الحياة، وهذا الامر الأساسي الذي سعينا وسنسعى دائما اليه، فنحن من عمل بنظافة كف واستقامة ونزاهة وتضحية حين دعت الحاجة”.
وجدد “رئيس القوات” تهنئة “ميفوق – القطارة” بالمنتسبين الجدد، موضحا ان “هذا الانتساب رسالة سامية ومهمة جدا بكل ما للكلمة من معنى في حال تم التعامل معها بشكل صحيح، فهي تشبه رسالة الرهبان عند دخولهم الى الدير”. ودعا اهالي المنطقة، الذين ينتمون الى خط المقاومة، الانتساب الى “القوات اللبنانية” قانونا ليتخذ الحزب مداه الاقسى”.
جعجع الذي أكد ان “المفترق الاساسي الذي سيحدد مصير لبنان للسنوات الست المقبلة هو انتخابات رئاسة الجمهورية التي بتنا على قاب قوسين منها، باعتبار ان المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس تبدأ في الأول من ايلول”، شدد على ان “الموضوع يتوقف عند مدى إمكانية توحيد المعارضة على اسم معين”.
وأوضح استعداد “القوات” للحوار مع كل اطراف المعارضة وتأكيدها ان كل قنوات الاتصال مفتوحة معها للتوصل الى اتفاق حول اسم مرشح واحد، لأن تعذّر ذلك سيسهل على الطرف الآخر الإتيان برئيس محسوب عليه، ما يعني اننا سنعيش ست سنوات إضافية في جهنم الذي وضعونا به مع فرق واحد ان هذا الجهنم سيكون اعمق واصعب”. وبالتالي رأى ان “المطلوب من النواب الذين انتخبوا على اساس انهم من ضمن فريق المعارضة التصرف على هذا النحو لا الاكتفاء بالكلام والتصاريح، اي اتباع خطوات تؤدي الى احداث تغيير ما، اساسه في الوقت الحاضر معركة رئاسة الجمهورية”.
انطلاقا من هنا، توّجّه الى افرقاء المعارضة قائلا: “دعونا لا نفوّت هذه الفرصة كما حصل في انتخابات نيابة الرئاسة وأعضاء هيئة المجلس او في خلال تسمية الرئيس المكلف، والا سنكون قد خنّا الأمانة التي منحها الشعب لنا وأسمعناه كلاما معسولا لم يفضِ بنتيجة، فلنتعلم من التجارب السابقة ولنتحمل كمعارضة مسؤوليتنا في هذا الاستحقاق المهم”.
والقى دكاش كلمة في المناسبة رأى فيها ان “للوقفة في ميفوق معانٍ كثيرة وذكريات عميقة في وجداننا المقاوم، لأننا حلقة من سلسلة لم تنقطع من الصمود والايمان والتمسك بالحرية ولبنان، والمنتسبون الجدد يجسدون التزامهم بـ”القوات” والقضية اللبنانية وبتاريخ من البطولة، ويؤكدون انهم على الوعد وبجهوزية تامة لحمل امانة من سبقنا وللحفاظ على لبنان ومستقبله”.
ولفت الى اننا “نمر بواحدة من أخطر المراحل في تاريخنا تستهدف كل عائلة من خلال افقارها وتجويعها وتهجيرها بغية تغيير هوية لبنان الذي نعرف، انها حرب لتدمير لبنان بتدمير الإنسان اللبناني”. واذ اسف لأن “كثرا يشاركون في هذه الجريمة عن وعي وتخطيط ومنهم عن طمع بمكاسب وسلطة وحصص ومناصب، أكد الدكاش ان “القوات” اختارت مرة جديدة الصمود والمواجهة، ولكن هذه المرة في السياسة، ان في مجلس النواب اوالمؤسسات او عبر السعي الى ايجاد الحلول مع كل الدول الصديقة لاستعادة البلد”.
وشدد على ان “الإستحقاق المقبل هو لـ”المنصب الكبير”، كما سماه البطريرك الكبير مار نصرالله بطرس صفير، وعلينا الاستعادة، من خلاله، صورة رئاسة الجمهورية اللبنانية وهيبتها التي تليق بهذا المنصب، ما لن يحدث الا من خلال استعادة هيبة الجمهورية والدولة والقانون”.
تابع: “من غير المسموح ان يكون رئيس جمهورية لبنان تابع ومحمي ومحصن من حزب أقوى من الدولة اللبنانية، فحصانة رئيس الجمهورية وقوته يستمدها بكونه الرجل السيادي، رجل الدولة الذي يحترم القانون ويترفع عن المحسوبيات الصغيرة، حصانته يستمدها من حكمته ودفاعه عن مصالحه وعلاقاته وانفتاحه على العالم وعن كل شبر من الـ10452 كلم مربع التي دُفِع من اجلها دموعٌ ودم”.
وختم متوجها الى المنتسبين بالقول: “اليوم، وتحت أنظار سيدة ايليج، تضع “القوات” بين ايديكم وزنات غالية، فحافظوا على هذه الامانة واعملوا لزيادتها من خلال خدمة اهلكم وبلدتكم ووطنكم، لاننا في مرحلة تتطلب التضامن والتكاتف، وفي الايام الصعبة تمتحن معادن النساء والرجال، وانتم من معدن صلب ونقي وثابت في هذه الارض، انتم من معدن “القوات اللبنانية””.
بدوره، منسق جبيل في “القوات” هادي مرهج لفت الى ان “كثرا من المنتسبين مارسوا عملهم الحزبي قبل استلامهم بطاقاتهم الحزبية والبطاقة ليست الا وسام شرف ودليل على هذا الالتزام، وهي بطاقة انتماء الى حزب الشرف والمقاومة الذي ضحى كثر لأجلها”، معتبرا ان “المنتسبين الجدد هم رسل الحق والأيمان والقضية وحاملو شعلة تاريخ من التضحيات في حزب زرع شهداء على امتداد الوطن لايصال البلد الى الانسان والحريات والقانون”.
كما اشار الى ان “هذه البطاقة ترتب عليهم الالتزام والتضحية والعمل اكثر واكثر على انجاح الحزب بمسيرته النضالية وتخوّلهم ان يكونوا اشخاص نضاليين معروفين وجنود مجهولين بخدمة القضية”.
والى المنتسبين، قال: “انتم برهنتم عن مدى التزامكم وايمانكم وخضتم معركة من اصعب واشرس المعارك الانتخابية في ايام صعبة في ظل معركة المال الانتخابي التي استغلها كثر لزعزعة التزامكم وايمانكم ولكنهم فشلوا وقمتم بواجبكم بالكامل تجاه شهدائنا والقضية”.
وتابع: “بدأنا المشوار في المجلس النيابي بـ5 نواب وبعدها بـ8 نواب و14 نائب حتى وصلنا اليوم الى كتلة من 19 نائب، وبتنا الكتلة المسيحية الاكبر، وهذا دليل على صوابية مشروعنا السياسي ما لم يكن سيتحقق لولا وجود اشخاص مثلكم مؤمنون وملتزمون واوفياء ولولا وجود قيادة حكيمة على رأسها شخص لا ينحني ولا يلين في سبيل الحق والكرامة والخطة المرسومة للوصول الى بلد يليق بنا وبمستقبل اولادنا”.
ورأى اننا نتجه الى مرحلة صعبة علينا ان نواجه فيها ونصمد ونتابع المشوار مسلحين بالايمان والالتزام، يدا بيد للوصول الى بر الامان”.
وكانت كلمة لسمعان اعتبر فيها ان “التزام ابناء هذه البلدة لـ”القوات اللبنانية” له معنى خاص، ويرتب مسؤولية خاصة، لأن الإرث كبير، والتضحيات أكبر، ودورنا أن نحافظ على هذا الارث الذي تركه لنا أجدادنا وشهداؤنا، وهم من ذاقوا الامرّين من اضطهاد وحروب وتشرد ومجاعة وأوبئة، وعاشوا ظروفا اجتماعية اصعب بكثير مما نعاني منه اليوم، ولكن بالرغم من التحديات، قاوموا وانتصروا وعادوا الى ايليج، واليوم نكمل نحن هذه المسيرة من جيل الى جيل”.
وتوجه للمنتسبين بالقول: “انتم لا تنتسبون لحزب في التاريخ فقط بل لمشروع، نحن مقاومة، ومشروع “استعادة وطن”، هذا المشروع الذي يبدأ بمساعدة اي صاحب حاجة في بلدتنا، ليصل الى تحرير القرار الوطني وبناء الدولة العادلة”.
وبعد توزيع بطاقات الانتساب، قدّم مركز “ميفوق – القطارة” للنائب شوقي الدكاش ايقونة لسيدة ايليج، واختتم الحفل بنخب المناسبة.