#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
عندما وصلت طلائع المقاومة الفلسطينية إلى لبنان عام ١٩٦٩ اتخذت من منطقة العرقوب مسرحاً لتدريباتها ومنطلقاً لعملياتها ضد إسرائيل، وكانت أهم مراكز منظمة التحرير ، في جوار شويا وتحديدا في قلعة «البيرة» القلعة التي أرعبت الإسرائيلين وعجزوا مِراراً عن إخضاعها أو تدميرها.
رحب أهالي شويا وقرى حاصبيا بالمقاومين العرب والفلسطينيين، وأمدّوهم بكل عون ودعم مادي ومعنوي، وتحملوا قصف مدافع وطيران العدو الإسرائيلي على بيوتهم وأملاكهم غير آبهين بالتضحيات، والتحق قسم من شبابهم للنضال في صفوف الكفاح المسلح الفلسطيني ضد إسرائيل.
لا يحتاج أبناء حاصبيا وشيوخها إلى دروس في العروبة ومقاومة المحتل، فهم أسياد هذا التاريخ النضالي المشرف، وهذه ساحة الشهداء في حاصبيا تُخلّد أسماء الأبطال من أحزاب الحركة الوطنية، التي أسسها الشهيد كمال جنبلاط، والذين واجهوا جيش الاحتلال الإسرائيلي على جبهة مرجعيون والخيام عام ١٩٧٦ وحتى اجتياح ١٩٨٢ ثم ما بعد الاجتياح وحتى التحرير والنصر .
ما حصل في شويا اليوم كان عبارة عن حادث غير مخطط أو مدبر . فمنذ الأمس كان لبنان يجهل هوية مطلقي الصواريخ على كريات شمونة الإسرائيلية، والإعلام أشار إلى طابور خامس دخل على خط إشعال جبهة الجنوب، وكان حزب الله أعلن أن لا علاقة له بإطلاق الصواريخ، وهذا ما دفع الأهالي إلى الاشتباه بالمجموعة التي أطلقت الصواريخ من جوار البلدة.
حاصبيا بكافة قراها وتنوع سكانها كانت وما زالت حاضنة العروبة والمقاومة ضد إسرائيل، وقدمت عشرات الشهداء والجرحى في مواجهات مع العدو ، فالدفاع عن الوطن حق مشروع لكل أبنائه، وحماية الأهالي والمدنيين وعدم تعريضهم للخطر واجب أيضاً.
مهلاً يا سادة ليس هكذا تورد الأبل!!!
فأي مبرر لهذه الحملات المشبوهة ضد أهالي المنطقة، والتعرض بشكل غير لائق لمشايخ الدروز في بعض المدن والقرى وعلى طرقات الجنوب ؟؟؟
إن أكثر ما نحتاجه اليوم وفي ظل الأزمات المتلاحقة على لبنان، هو وحدة الصف وسماع صوت العقل وحكمة العقلاء . وكل من يفعل عكس ذلك هو شخص مشبوه، يقدم خدمة جليلة للعدو الصهيوني، بخلق الفتنة والتوتر بين المقاومة وأهلها في قرى حاصبيا .
وهذا تحديداً ما يتمناه ويصبو إليه العدو .
فرجاءً لا تُحققوا له مقاصده الفتنوية التخريبية على الجنوب ولبنان .