#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يطرحُ ما يجري في الكواليسِ على صعيدِ تكليفِ رئيسٍ جديدٍ للحكومةِ، مسألةَ الضياعِ السُنِّيِّ او التشتُّتِ السنِّيِّ على صعيدِ تشكيلِ نواةٍ اساسيةٍ لحسمِ هويةِ رئيسَ الحكومةِ الجديدِ.
فالنتائجُ التي افرزتها الانتخاباتُ النيابيةُ وما سبقها من تبعثُرٍ بينَ المقاطعةِ وتشكيلِ اللوائحِ،
فتحَ بابَ الصراعِ على المرجعيةِ السنِّيَّةِ على مصراعيهِ، والدليلُ تعدُّدُ الاسماءِ المطروحةِ وإن بالسرِّ وفي الكواليسِ،
واختلاطِ الحابلِ بالنابلِ على صعيدِ منْ يقرِّرُ..
بينَ دار الفتوى وبينَ السفارةِ السعوديةِ وبينَ نوابِ التغييرِ وبينَ تعدُّدِ لوائحِ الشمال وعكار وبيروت وصيدا، لم يعدْ يَفهمُ المتابعُ منْ سيحسمُ في نهايةِ الامرِ اسماً راجحاً لرئاسةِ الحكومةِ...
صحيحٌ ان هذهِ علامةٌ من علاماتِ الديمقراطيةِ والتعدُّديةِ، حتى داخلِ البيتِ الواحدِ، لكنَ هذا ايضاً يؤكدُ عُمقَ الازمةِ التي تبدأُ بالتمثيلِ ولا تنتهي بالكفاءةِ...
يبدو "النجيبُ العجيبُ" للمرةِ الاولى هائماً وضائعاً ومندفعاً لاسترضاءِ آخرِ اسمٍ في آخرِ كتلةٍ نيابيةٍ، لزيادةِ حظوظهِ في الوصولِ...
***
حتى الساعةَ ليسَ مضموناً بالنسبةِ اليهِ سوى الثنائيِّ الشيعيِّ،
بينما تبدو كتلُ القواتِ اللبنانيةِ والتيارِ الوطنيِّ الحرِّ والكتائبِ اللبنانيةِ، ضدَّ تسميتهِ من جديدٍ، او فلنقلْ قد تُسمي غيرهُ..
فلا يبقى لديهِ سوى بعضِ النوابِ المسيحيينَ المستقلينَ،
اما على صعيدِ الحزبِ التقدمي الاشتراكي، فلا يبدو تيمور جنبلاط متحمساً مع كتلتهِ لتسميةِ ميقاتي، رغمَ ان هذا الاخيرَ وعدَ جنبلاط بوزيرينِ في الحكومةِ العتيدةِ...
اما على صعيدِ الطائفةِ السنِّيَّةِ فتتعدَّدُ الاسماءُ بينَ الكتلِ المشتَّتةِ، وسطَ عدمِ رغبةٍ سعوديةٍ في عودةِ ميقاتي، وقد بدا ذلكَ لافتاً من غيابِ ايِّ حركةٍ للسفيرِ السعودي باتجاهِ ميقاتي...
وحدهمْ الفرنسيونَ عبرَ السفيرةِ الفرنسيةِ وعبرَ موظفينَ في الخارجيةِ الفرنسيةِ يدفعونَ ويُحرِّكونَ الكتلَ لإعادةِ تسميةِ ميقاتي، تحتَ عنوانِ استمراريةِ التفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ، والحاجةِ الى فريقِ عملهِ للتوقيعِ...
***
كيفَ ستنتهي الامورُ؟
حتى الساعةَ لا احدَ يعرفُ، والاسماءُ للمرةِ الاولى تبدو غيرَ محصورةٍ، وتوحي بمعركةٍ حقيقيةٍ، وان كانَ الامرُ على ركامِ الوضعيةِ السنِّيَّةِ وهُزالةِ مرشحيها إن في الداخلِ او الخارجِ...
بعضُ الاسماءِ المتداولةِ جاءَ من الخارجِ،
ووزيرُ الاقتصادِ امين سلام اعلنَ عبرَ الهواءِ ترشُّحَهُ،
اما ميقاتي وإن كانَ قلقاً مِما يُطرحُ، فيبدو انهُ ضامنٌ العودةَ وإن باصواتٍ قليلةٍ...
فهلْ سيُكلَّفُ الخميس رئيسٌ جديدٌ، أم تؤجلُ الاستشاراتُ لاعتباراتِ الفوضى والضياعِ السنِّيِّ؟
الساعاتُ القليلةُ تَكشفُ ومن الانِ وحتى الخميس، لا شيءَ سيتغيَّرُ بالنسبةِ للناسِ..
الفريش دولار صارَ المقرِّرُ للنَفَسِ ... منْ أينَ يأتونَ بالفريش دولار حتى يتنفسوا؟
لعلهمْ يختنقونَ.