#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الفسادُ في لبنانَ "ماركةٌ" كأعظمِ الماركاتِ العالميةِ التي تحافظُ على اسلوبِ وشكلِ مصمميها.
واسماءُ العالميينَ من اصحابِ الماركاتِ يفرضونَ الموضةَ، وهمْ كثُرٌ ولا وقتَ لدينا ولا " نفَسَ " لدينا للدخولِ في ملَلِ ذكرهمْ.
لكنَ "موضةَ الفسادِ" في لبنانَ شيءٌ مميزٌ تماماً.
"دولةُ تصريفِ الاعمالِ" كانَ عليهِ ملفُّ قروضٍ للاسكانِ بقيمةِ 17 مليون دولار من مصرفِ لبنانَ، عبرَ أحدِ المصارفِ الخاصةِ، بفائدةٍ لا تذكرُ ، لهُ ولعائلتهِ الكريمةِ.
كمَّا ملفُّ ابنهِ الغالي في شركةٍ في مطارِ رفيق الحريري الدولي، لفحوصاتِ الـــ pcr سابقاً ، والى ما هنالكَ ، الى ان توقفَ اجراءُ الفحوصاتِ المذكورةِ نهائياً، وتوقفتْ الارباحُ ايضاً.
وعلى رغمِ هذه " المعاصي " فإنكمْ في لبنانَ،
أصبحتمْ رئيساً للحكومةِ.
وغيركمْ كثُرٌ عليهمْ عقوباتٌ اميركيةٌ ، ومع ذلكَ أصبحوا نواباً ووزراءَ، وعادوا نواباً.
إنها "الماركةُ" اللبنانيةُ "موضةُ الفسادِ"، وما يلحقها من تطريزٍ ، لكنهُ من أبشعِ وأشنعِ واقرفِ موديلاتِ الموضةِ الموجودةِ في بلادِ العالمِ بأسرها.
وكما يُقالُ " نيَّال اللي إلو حظ بهالدني "، فكيفَ إذا دُمِجَ الحظُّ مع الإستفادةِ من الشأنِ العامِ والمالِ العامِ،
وحتى الإستفادةُ من قروضٍ كانت مخصَّصةً لذوي الدخلِ المحدودِ،
فاستفادَ منها ذوو الدخلِ اللامحدودِ، تصوروا مثلًا أن قرضاً نالتهُ عائلةُ الميقاتي ، لا يشكِّلُ واحداً في المئةِ من ثرواتهمْ، هلْ يعلمونَ، على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ،
كمْ اخذوا قروضاً من دربِ مستحقيها خاصةً من جيلِ الشبابِ؟
والأبشعُ من ذلكَ أنهم سددوا القروضَ بواسطةِ شيكاتٍ على سعرِ 1500 ليرةٍ لبنانيةٍ، ومعروفٌ كمْ تساوي الشيكاتُ مقارنةً بالفريش دولار اليوم .
تعاطى "دولةُ الميقاتي" مع الإحتياطِ من العملاتِ الصعبةِ كأنَ لهُ الحقَّ في ان يستفيدَ منهُ ، فيما اخرجَ اموالهُ إلى الخارجِ ،
ألمْ يقلْ في إحدى المقابلاتِ التلفزيونيةِ انه حينَ لاحظَ ارتفاعَ الفوائدِ في لبنانَ، أخرجَ جميعَ اموالهِ منهُ!
***
واليومَ ما لنا والاسبابُ السياسيةُ بإصدارِ بيانٍ من "دولةِ النجيبِ" فوقعَ في "فخِّ الاعترافِ"، ان الملفَ طويَ في امارةِ موناكو .
نعم يا "دولةَ النجيبِ" كما تُطوى الملفاتُ سياسياً،
تَعودُ ولتُفتحَ وغبَّ الطلبِ حينَ تدعو الحاجةُ....
بالمبدأِ دولةَ "النجيبِ العجيبِ" أخذنا موقفاً منكمْ قبلَ كلِّ الملفاتِ المفتوحةِ ليسَ لأنها سُرِّبتْ،
بلْ لأننا نتذكرُ ولا ننسى ولنْ نسامحَ، منذُ سنواتٍ الـــ 500 دولار على كلِّ خطٍّ خليويٍّ،
حينَ بلادُ العالمِ كلُها لم تطبقْ هذا النوعَ من "الموضةِ المبهدِلةِ" الاَّ عندَ شركتكمْ المزدهرةِ، وبدأتْ رحلتكمْ المحفوفةُ "بالانتاجِ الشفافِ" من كلِّ حدبٍ وصوبٍ.
الناسُ كلُّ الناسِ تعرفُ فرداً فرداً حتى كلُّ الذينَ يَدَّعونَ الثورةَ والعفَّةَ ويتباهونَ بالشفافيةِ،
نعرفهمْ كيفَ كانوا في غُبارِ السنينَ، وكيفَ اصبحوا اليومَ، وكلٌّ منا ومنهمْ يعرفُ ماضيهِ "المعتر"....
***
لنعدْ الى "النجيبِ" سبقَ وكتبنا مراراً ان على النوابِ التغييريينَ في مجلسِ النوابِ ان يتكاتفوا ليطرحوا اسماً جديداً ، براءً من منظومةِ "افسدِ فاسدي الفسادِ" ليحلَّ مكانهمْ،
"الموضةُ المزوزقةُ" التي اعمتْ عيوننا منذُ سنةٍ ونصفٍ من توليكمْ رئاسةَ الحكومةِ،التي تصبُّ في مصلحتكمْ الشخصيةِ ليسَ الاَّ!.
***
الصراعُ سيكبرُ هذهِ الايامَ والناسُ كلما صدرَ بيانٌ وبرَّرَ ما صدرَ، يفرحونَ بفضائحِ اهلِ المنظومةِ لبعضهمْ البعضِ.
قلنا سابقاً انكمْ "دولةُ النجيبِ" غيرُ مرتاحينَ على وضعكمْ، فكيفَ اليومَ بعدَ التراشقِ المُدوِّي العلنيِّ؟ .
في الخلاصةِ، امامكمْ ثلاثةُ حلولٍ لا غيرَ:
1- إما ان توافقوا عن كلِّ ما طلبَ منكمْ جملةً وتفصيلاً، كما سبقَ وكتبنا،
2- إما أن تستقيلوا، وهذا بدءُ "العتمةِ بحياتكمْ"،
3- وإما يشتغلُ حظُّكمْ فتؤجَّلُ الاستشاراتُ، لتبقوا "دولةَ التصريفِ" للاشهرِ الاخيرةِ من العهدِ.
وللبحثِ صلةٌ.