#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بادئَ ذي بَدءٍ نحنُ من المؤمنينَ ان "كمشةً" من ترابٍ او نقطةَ ماءٍ من وطننا مقدسةٌ.
وكلُّ الذي يجري الانَ من تفاوضٍ حولَ ترسيمِ حدودِ لبنانَ البحريةِ، هو من مسؤوليةِ كلِّ الذينَ تعاقبوا وفاوضوا على حقِّ لبنانَ في حدودهِ البحريةِ.
واليومَ اوصلونا الى اكبرِ معضلةٍ، وإلى مفاوضاتٍ قاسيةٍ لا ندري كيفَ ستنتهي،
حتى في المفاوضاتِ على حقوقِ لبنانَ البحريةِ، هناك فوضى داخليةٌ عارمةٌ وتنازعٌ واوراقٌ ومستنداتٌ ووثائقُ ورسائلُ، منها موقعةٌ ومنها بلا توقيعٍ.
نحنُ نكادُ ان نكونَ البلدَ الوحيدَ في العالمِ الذي يتحوَّلُ فيهِ اللبنانيونَ إلى خبراءَ في كلِّ ملفٍ يستجدُّ: في الترسيمِ، الجميعُ يفهمونَ في حقل كاريش وفي حقل قانا وفي الخطِّ 23 وفي الخطِّ 29 وفي المنطقةِ الاقتصاديةِ الخالصةِ.
***
إسرائيلُ، عدوَّتُنا ، استكشفتْ ونقَّبتْ وهي اليومَ في مرحلةِ إستخراجِ الغازِ عبرَ المنصَّةِ العائمةِ، التي وصلتْ إلى مكانِ سحبِ الغازِ،
فيما لبنانُ يفاوضُ في الاردن لاستجرارِ غازٍ من مصرَ ونقلهِ عبرَ سوريا، للحصولِ على ساعةٍ أو ساعتينِ تغذيةٍ بالتيارِ الكهربائيِّ.
سؤالٌ إلى المسؤولينَ اللبنانيينَ: إذا كانتْ إسرائيلُ قد استكشفتْ ونقَّبتْ ووصلتْ اليومَ إلى مرحلةِ الاستخراجِ،
فأينَ كنتمْ طوالَ كلِّ هذهِ السنواتِ؟ كنتمْ متلهينَ بالصفقاتِ والسمسراتِ:
بالخلافِ والاختلافِ على معاملِ الكهرباءِ، وما إذا كانَ سلعاتا من بينها او لا .
بالبحثِ في كيفيةِ تهريبِ اموالكمْ، وقد اعترفَ بذلكَ صراحةً الرئيس ميقاتي.
بصفقاتِ الفيولِ المغشوشِ الذي لم تصلْ التحقيقاتُ فيهِ الى أيِّ نتيجةٍ.
بعرقلةِ التحقيقِ في تفجيرِ المرفأِ.
بصرفِ أموالِ المُودعينَ والإعلانِ ان لا خطَّةَ للتعافي إلاَّ بتصفيرِ ودائعِ الناسِ.
هذا غيضٌ من فيضٍ مِما كنتمْ تقومونَ بهِ، وفي المقابلِ كانتْ اسرائيلُ تستكشفُ، وحينَ وصلتْ إلى مرحلةِ إستخراجِ الغازِ، أستفقتمْ من سُباتكمْ العميقِ.
يا سادة، أنتمْ جمهوريةٌ نائمةٌ، لم ولن تستفيقوا على مصالحِ الناسِ؟
لكنْ وصلنا الى المحظورِ بالفوضى غيرِ الخلاقةِ، وبانتظارِ وصولِ المفاوضِ الأميركيِّ الأحدَ وبدءِ التفاوضِ الإثنين،
فهلْ يتوحَّدُ المسؤولونَ على مضمونٍ واحدٍ في التفاوضِ؟
***
هذا من جهةٍ، من ناحيةٍ اخرى، ايضاً العبثيةُ بتكليفِ رئيسِ حكومةِ ما بعدَ الانتخاباتِ النيابيةِ، ويا للعبثيةِ عندَ مسؤولينا.
اسماءٌ تُطرحُ وتسحبُ ثم تطرحُ اسماءٌ اخرى وتطيرُ، وهكذا دواليك.
لماذا لا تعودونَ إلى "الكتابِ" أي الدستورِ، على ما كانَ يقولُ الرئيسُ الراحلُ اللواء فؤاد شهاب؟
فلتكنْ الاستشاراتُ النيابيةُ الملزِمةُ، ولتطرحْ الكتلُ والنوابُ الذينَ لا ينتمونَ إلى كتلٍ،
مَن يُسمونَ، وهكذا نعفي انفسنا ونعفي الرأيَ العامَ من فكِّ الالغازِ والرموزِ.
***
هذا كلُّهُ من صنعِ مسؤولينا، وهنا يتبادرُ الى الذهنِ: أليسَ لشعبِ لبنانَ حقوقٌ مقدسةٌ بالعيشِ الكريمِ؟
ألا تسألوا انفسكمْ ايها الكبارُ؟
أينَ اصبحتْ حقوقُ الناسِ على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ، الكهرباءُ التي دُفعتْ عليها الملياراتُ والتي لا تزالُ ديوناً حتى يومِ القيامةِ.
أليسَ من اولى حقوقِ الشعبِ الطبابةُ؟
نعرفُ أنكم السَّببُ في "مرضِ" الناسِ،
فعلى الأقلِ كونوا ولنْ تكونوا جزءاً من علاجهمْ!
لأنَ من سبِّبَ المرضَ لا يعالِجهُ!